الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( مهزلة تصنيف البعض الغير معقول للقوى الديمقراطية في العراق..)

محسن صابط الجيلاوي

2011 / 4 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في سائر الأنظمة الشمولية وبشكل خاص الشيوعية والتي أسقطتها الجماهير عبر انتفاضات وطنية كبرى من أجل استرداد الحرية والعدالة والكرامة تشكلت حركات ديمقراطية انطلقت من بولونيا حتى معقل الشيوعية الأكبر موسكو ، ولكي تتمايز عن الأحزاب الحاكمة وتقدم نفسها بديلا للأحزاب الشمولية سعت لكي تكون حركات ديمقراطية حقا عبر احترام الرأي والرأي الأخر، عبر التعددية الفكرية ، حرية الإعلام ، تبادل الأدوار القيادية ، نبذ ما يسمى المركزية- الديمقراطية ، نبذ فكرة تغيير العالم بالقوة ، إشاعة الشفافية وبذلك قدمت قاعدة اجتماعية لشكل الأنظمة التي طرحتها في برامجها لتؤكد إن ( النظام لديمقراطي ) يجب أن يُبنى بنسيج من منظمات مجتمع مدني وأحزاب تؤمن حقا بالديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والتنظيم تكون رافعة لشكل الدولة الجديد وسائر مؤسساتها الإدارية والقانونية والتنفيذية والتشريعية ، فالدولة شكل ثابت ، في حين أن السلطة قائمة على مبدأ التداول والتنافس عبر صناديق الاقتراع... عندنا في العراق الحزب الشيوعي يريد أن يسوق نفسه زعيما للحركة الديمقراطية وهو حزب شمولي بامتياز فلا يوجد في نسيجه وشكل تاريخه وفلسفته أي معيار من المعايير التي ذكرناها لكي تنعكس في بنيته أو في أدائه السياسي والإعلامي والفكري والتنظيمي..وأحيانا أضاف الحزب نفسه لأهداف براغماتية جزءا منها الرغبة في التحالف للوصول إلى مواقع أكبر في البرلمان والدولة عندما أضاف الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو حزب عشائري بحت والاتحاد الوطني وهو حزب قومي- فاشي وعنصري النزعة إلى هذا التصنيف المُضحك حقا ....!
كيف لحزب في عصر الفيس بوك يُريد أن يسوق نفسه حزب ديمقراطي وهو لعقود يعيش في نفس القيادة وإعلامه متحجر ولا وجود لأي تعددية تتيح حتى ولو لأقلية شحيحة أن ترفض ولو بعض من خياراته السياسية ولو مرة واحدة في سائر منعطفات العراق الحادة والمتعددة...؟؟!
في السويد ينشط البعض في حلم من استعادة الماضي التليد للشعارات عبر نفس الفذلكة ( القوى الديمقراطية ) وهو أمر مضحك آخر فالسويد كبلد حتى في أكثر أحزابه يسارية يرفض الشيوعية ويحاربها بثبات ومن جهة أخرى لا تُذكر أي دعوة لهذه التجمعات البائسة لشخص عراقي واحد يصنف بنظر هؤلاء على انه ديمقراطي في حال وجود ملاحظات لدية عن الفكر الشيوعي والحزب الرافع له ، فهناك خط أحمر على كل من يفضح آليات وفكر هذه الأحزاب ومن جهتها كما في حقيقتها هي لم يعد هذه الشخص ديمقراطي أبدا ، رغم انني أعرف أن الذين تركوا الحزب وبشكل خاص في السويد هم اليوم أكثر انفتاحا واندماجا وتقبلا للتعددية التي تسود هذه المجتمعات على الذين لازالوا رهينة إطار عنعنات الماضي الميت، فأي حركات ديمقراطية هذه يا ترى التي ترفض مشاركة هؤلاء وخصوصا أن عقود من السنين أعطتهم خبرة وتجربة وممارسة هامة في أعرق بلد ديمقراطي ..؟
مشكلة هؤلاء هو مثل ما تفعله القوى الإسلامية عبر سرقة الدين ، والبعث سرقة القومية ، والشيوعية في العراق تريد أن تسرق كما يبدو الكلمة الأثيرة والأكثر شعبية اليوم ( الديمقراطية ) بشكل ديماغوجي كما هو واضح بشكل جلي ...فالجوهر واحد وان تبدو المنطلقات متباينة..!
سؤال إلى هؤلاء هل الحزب الشيوعي العراقي أكثر ديمقراطية من حزب المحافظين السويدي أو الوسط أو الديمقراطي المسيحي أو الاشتراكي ، فجميع هذه الأحزاب غيرت قياداتها عدة مرات تحت فترة الأخ ( حميد مجيد ) ، فعن أي ديمقراطية يتحدث البعض ...؟؟؟؟
إن محاولة اختطاف مفاهيم عصرية في هذا الزمن أصبحت بفعل تقنيات التواصل النشطة والسهلة أمرا صعبا ومعها يصبح من الصعوبة بمكان على أحزاب غاربة أن تسرق مفهوم الديمقراطية الذي هو مفهوم مرادف للحرية من محتواه وجوهره وتصدره كما دوما شعارا بائسا وخاويا وبلا مضمون..!
فالديمقراطية ممارسة لا نعرفها جيدا نحن الذين شخنا ومعنا أحزابنا بل شباب يفترش الساحات في بغداد ودمشق وعدن والقاهرة وكل هذه المدن المستباحة بالطغاة ، لم نعد نسمع صوت لحزب تولتاري واحد سواء كان إسلاميا منغلقا أو شيوعيا أصوليا أو بعثيا طائشا ..فالحداثة مع الحرية وضد هؤلاء على طول الخط...وإذا كان شباب العراق الذي يخرج هذه الأيام بفعل حضاري إلى الساحات لتغيير الأوضاع السيئة القائمة أن يعيد من الشباك أحزاب لا تحترم الحرية في داخلها فهو أمر لا أستطيع أن أصدقه لأنه يمحو ويجعل العراق في نفس المكان مشدودا إلى الماضي المقيت...!

أثبتت الحياة أن فاقد الحرية في آلياته لا يمن أن يسوقها مجتمعيا...!
نعم لحركات يبدعها عقل الشباب الجديد في سائر هذه الدنيا حيث صوت الحق والحرية وإشاعة الفكر والقول والصراخ بدون خوف أو وجل ...إنها لحظة تاريخية لكنس مزابل السلطات ومعارضاتها الرثة ، أجزم أن شبيبتنا العراقية فاعلة وتمتلك كل مقومات العلم والمعرفة والحراك الحر والمنفتح وهي جديرة أن تقودنا نحو النور، نحو الأفاق المتصالحة والمتداخلة مع هذا العالم ، لي ثقة في ذلك وستثبت الأيام والوقائع أن الرهان في مكانه الصحيح ...!
http://web.comhem.se/kut/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ