الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية و مذبح الحرية

مجلة الحرية

2011 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية و مذبح الحرية
قد يولد المرء في بلد محتل لكنه يرفض الذل والعبودية
عندما يتابع المواطن العراقي المسلسل الدموي الذي يتعرض له بلدنا الجريح ويشاهد أشلاء العراقيين تتطاير بفعل همجية الضالين من العراقيين وغيرهم تأخذه الاحزان التي تعصف بكل جوارحه علما من يقوم بها قد افلس من الايمان با لله اولا ومن المقاييس الاخلاقية تجاه شعبه ووطنه ثانيا ، كونها تستهدف الاطفال والنساء والشيوخ وتلامذة المدارس والمساجد والكنائس وعموم المواطنين في اسواق الخضر والخبازيين وباعة الثلج في فصل الصيف ، وتدمير محطات الكهرباء وتفجير انابيب النفط والغاز .
هذه المدرسة العريقة في الافلاس الاخلاقي ارساها لهم الطاغية المقبور الذي استخدم كل الفنون للتنكيل بشعبنا النبيل وطعنه بشرفه وتاريخه ، ويقوم انصاره السائرون على دربه بكل الافعال الدنيئة ،لأن الشعب العراقي مسحهم من ذاكرته ولن يسمح لهم بالقفز على السلطة وخطفها من جديد لأن الشعب الذي لم ينصاع لهم ولم يستكين لأرهابهم ونهبهم الخيرات ونفط العراق في السابق يظل الان يرفد الاجهزه الأمنية الوطنية بشبابه رغم الخسائر الفادحة ونزيف الدم لكي يعيدوا الأمن الى البلاد والبسمة على شفاه اطفالنا ، وفعلا انهم المهزومون باساليبهم الوحشية واخلاقيتهم الرذيلة والى مزبلة التاريخ ،
أما شعب ارض السواد وعشتار الخصب وأمة العراق بكل اطيافها ستنتصر رغم نزيف الدم الذي طال العلماء ورجال الشرطة والحرس الوطني والمهندسين والمحامين والاطباء واساتذة التعليم بكاتم الصوت والعمال الذين يسعون لمداواة الجرح العراقي ولعل ما تعرض له هذا الشعب خاصة ومنذ انقلاب 8 شباط - 1963 وحتي9 نيسان عام 2003م وما يتعرض له حتى الان من قتل وارهاب وتدمير ونقص في الخدمات الاساسية وتزايد البطالة وحرمان للطوفولة وارامل في القمامة يبحثن عن رزق في بلد النفط والزئبق واليورانيوم وازدياد وانتشار الجهل والامية والامراض فهي اكثر ايلاما واكثر تدميرا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية وبذلك يريدون منا ان نصمت ولا نتكلم عن الجيوش وهي تقود بطولات كثيرة بشنها حملات تحريرية اغتالت بسمات الاطفال لا وبل قطّعت اوصالهم واحرقت حقائبهم المدرسية . وزرعت الدم والموت في طريقهم ولا يحق لنا ان ندمي الثقافة ابدا لان الاسس التي تقوم عليها ثقافة اليوم هي اعلى مراحل الديمقراطية ، ليحز رقاب البشر بلا خوف وهو فاتح عينيه الى اقصاها؟ يريدون منا ان نصم اذاننا امام دعاء امهاتنا وان ننسى جلسات الشاي وان ننسى نخيلنا واهوارنا التي جفت ، وارضنا المعطاء يريدون منا ان نشكر هؤلاء السباقين الذين يسمحون لأنفسهم ان يكتبوا دستورنا الاسلام كتاب المسلمين المقدس بالدم وان يقتلوا المسيح ويحرقوا الكنائس ويقطعوا الانجيل ،واليوم قام القس جونز بحرق نسخة من القران الكريم في الولايات المتحدة ويا للعجب تصرفات جبانة يقوم بها شخص واحد ويصعب ردعه من قبل امريكا التي تدعي احترامها للاديان ،فأي سلوك هذا الذي يتزامن مع القصف الاسرائيلي لغزة ؟ رغم ان اسرائيل هي احتلال عنصري ميتافيزيقي مبني على السياسة التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني وتشريدهم عن وطنهم الاصلي
يريدون منا ان نكون خارج اسوار الصمت بينما تخيم غيوم الاحزان على بلدنا لتأتي بتداعيات فضيحة الصفقات النفطية التي كان بطلها مهندس المقابر الجماعية وحاشيته وجهات دولية وحكومات وشركات ومصارف ووسطاء وصحفيون ومرتزقة لتحتل جزءأ من ليس لديهم محن لتضاف اليهم ماساة الارهابيين وغطرسة المحتلين في بلد اشتهر برافديه ونفطه وكثرة خيراته وطيبة شعبه ، بينما الأن اصبح يشتهر بجياعه ومحروميه وبملاينيه الذين يعانون من الهموم وبينها هدر الاموال والارواح والكرامات حتى ليتصور للمرء انه لم يبق نوع من الهدر لم تجربه هذه البلاد التي كانت يوما مصدر اشعاع فكري وحضاري
اذا متى سيكشف عن اللصوص والقتلة والمفسدين على اختلاف ادوارهم ارتكبوا جرائم بحق الشعب يحاكمون ويدخلون السجن ؟ وهل سيحاسبون وبينهم أولئك الذين يمولون من الخارج ارهاب الشعب باموال الشعب واين هي الشفافية التي تكلموا عنها في الفضائيات ليصارحوا الشعب بها ولماذا يغيّب الشعب دائما مع ان الاموال امواله ؟
ولماذا في كل مرة تدمر مدن وتتخذ قرارات لاحقة بتخصيص ملايين الدولارات لاعادة اعمارها في بلد مخرب اصلا ماديا وروحيا وهي اموال جياع ومحرومين ؟
لماذا يصمت المعنيون ،حكومة وقوى سياسية ودينية عن هذه وغيرها من الجرائم ؟ والجواب على كل هذه الاسئلة ، يتوقف على السلطة التي تملك العقلية الاصلاحية للنهوض بالواقع المتردي في البلاد.
قد يتصور البعض ليس باستطاعة احد ان يجتث الظلم ، لكن اذا انسجم الناس مثلما حصل في ميادين التحرير سوف تتغير المعايير بالكامل لان ابقاء الحال على الحال محال وفي غياب الايمان يتحول الاله الى حجر ، ويصبح المسجد مجرد حجر ، ويسّوغ الظلم والطغيان باسم الدين والديمقراطية المشوهة ،فهذا العالم اصبح اليوم مملوء بالرذيلة ، حتى المصحف احرقوه والكل صامتون !!! فاذا لم تتحقق العدالة والانصاف في العراق بلد الانبياء والاوصياء ، يعني ان السماء عديمة الفائدة وليس لنا بها حاجة ، فالحياة محدودة عندنا خلافا للمطالب ، فالجاه والمال والقصور توجد عند المسؤول ولا يملك المحرومون من شعبنا ألا الثورة والاحتجاج ، لا كما قال الجواهري
( نامي جياع الشعب نامي ) فقد نام اصحاب الكهف من قبل ، لكنهم استيقظوا
فالعراق الجريح سينهض يوما من كل هذا الخراب حاملا بيده النور ليلحق الهزيمة بالظلام والظلاميين ، فالقوة العسكرية الغاشمة يمكن ان تهزم مهما بلغ جبروتها لكن القوة الروحية لا يمكن هزيمتها لان سلاحها العقيدة والايمان بالعراق وشعبه المحروم


جماعة ابو ذر الغفاري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على