الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا /عائد إلى المغرب

الطاهر باكري

2011 / 4 / 19
الادب والفن


/1المجلس

لقد لَقَّنَنَا المعلم ونحن صغار.. أن للشيوخ مجلسا ترتاح فيه النفوس.. فيه يتم الصلح والتوافق.. كبرنا ولم نَجِدْ المجلس الذي حدثنا عنه المعلم.. ومع مرور الوقت، اجتمع هؤلاء الشيوخ بأمر من السلطان.. لكنهم على خلاف قول المعلم.. اجتمعوا ليختلفوا.. لم تهدأ نفوسهم يوما.. لم يَعُدْ لهؤلاء الشيوخ، ولا لمجلسهم مكان بيننا.. يروج في مقاهي مدينة "العيون".. أن مولودًا رأى النور مؤخرا.. مكتوب على جبينه.. رجاء ارحلوا أيها الشيوخ...


/2عائد إلى المغرب

يَعُود قادمًا من وراء الكُثْبان.. كانت المُطارَدة شرسة.. كاد اللُّغْم أن يُوُدِي بحياته.. يَعُود حاملًا معه ذكريات "الرَّابُونِي"؛ هي مَتَاعه وزاده المُؤْلِم إلى حين وصوله.. لم يجد في استقباله أحدا.. أخوه مات معذبا بعد إخصائه.. مات أبوه شهيدا في حرب الرمال.. أمه ما زالت تعاني قسوة المخيم.. هاهو قد وصل.. في ساحة "المشور" أدرك بشاعة الكذب.. وهول غسل الدماغ.. ليَصرخ بأعلى صوته: ما أروع الحقيقة !!!


/3وافد جديد

جاء من أعماق الشمال..يَمتطي جرارا.. سائقته حسناء.. ذات صدر عارٍ وكبير.. تَطَفَّلَ كثيرا في البرلمان، ومجالس الأحزاب..وفي مناطق كثيرة.. سَرَقَ كل غالٍ ونفيس في خزائن السَّاسَة.. حَظي بدعم السلطان.. حتى دخل كل البلدان.. وصل الجنوب أخيرا.. بَعْثَر كل الأوراق.. طرد الوالي، وأفزع الرئيس.. لقد أَفْسَد كل شبر طاهر في الصحراء.. هذا هو صديق السلطان..وهمة الزمان..

4 /لُغْمٌ
في الصحراء كل شيء يُشبه اللُّغم.. الخيام قد تَتَحرك في أي لحظة؛ فتَسيح في الصحراء.. بعيدًا عن ضجيج السياسة.. وقد تَتَحول إلى لغم؛ فتنفجر في مكان أشبه ب "كديم إزيك".. حيث يَصْلُح المكان.. لتَذَكُّر مائات الأطفال.. الذين بُتِرَت أرجلهم وأيديهم.. كلما انفجرت مخلفات النزاع.. كم من لغم قد يكون زُرِع في رمال الصحراء؟ 1000أو2000؟.. 2011 مازالت الألغام تَبْتُر الأرجل والأيادي في الصحراء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق