الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة حَرّة على قناة الحُرَّة قاطعوها ذلكم خير لكم

باسل ديوب

2004 / 10 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بالأمس استضاف برنامج ساعة حرة على قناة الحرة الأمريكية ، الباحث الأمريكي في معهد واشنطن للشرق الأدني جيفري وايت، ومن بيروت الدكتور إبراهيم دراجي استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق ، ومن لندن السياسي العراقي صادق الموسوي ،
وعلى عادتها تكثر الحرة من إشراك السوريين ومن هو محسوب على خط المقاومة العربية للهجوم الأمريكي وإيقاعهم من حيث لا يريدون في إنجاح برامجها وإكسابها جمهوراً أكبر ، النقطة التي أثيرت في الحلقة هي موضوع التسلل عبر الحدود السورية ومسؤولية دول الجوار وما يجره الموضوع من عرض قضية المقاومة العراقية ، وسورية في موقع (الاتهام) دون الحاجة إلى التحيز الفاضح لمدير الحوار ضد الطرف السوري وسعيه الحثيث للاستفادة من كل فرصة لوضع أكثر من كرة في المرمى السوري حتى ليخيل أن غرض الحلقة ليس بحث مسألة التسلل عبر الحدود و مسؤولية دول الجوار بل فضح السياسة السورية وتقزيمها ،
السياسي العراقي كان ملكياً أكثر من الملك، وتشدق بدعاوى سخيفة ذات جوهر طائفي، ومنطق غير متماسك مهاجماً على دول الجوار العربية جميعها ومخابراتها!!! علماً أنها بمعظمها تدور في الفلك الأمريكي، وتنسق معه في القضاء على المقاومة ، لا بل يقدم بعضها أجنحة في أقبية ظلامه لهم، و أنكر على المقاومة وطنيتها و إنسانيتها وساق بنظرية (مؤامرة عربية لتدمير العراق ) أكاذيبه وأكاذيب أضرابه من العملاء عن مسؤولية دول الجوار ( المقصرة جداً جداً في الحقيقة ،حكومات وشعوباً ) عن أعمال العنف أو المقاومة، فتفجير مدخل مرقد الإمام علي قام به سعوديون ألقي القبض عليهم واعترفوا بعد ساعات لكننا لم نرهم ولم نسمع عنهم شيئاً بعد عام ونصف وانتهت الكذبة أو مرت حينها!! ، الموسوي وهرائه وأكاذيبه يمكن دحضها ببساطة على عكس الأمريكي الذي أبدى الكثير من الموضوعية ،وعرض ببساطة مطالب بلاده ،أقر بمحلية المقاومة وهامشية دور غير العراقيين مشيراً إلى رغبة بلاده في قطع سورية للشرايين الحيوية الطبيعية التي تربط حواضن المقاومة العراقية بها، معتبراً أن ذلك سياسة الدولة السورية لا أفعال فردية لمسوؤلي المخابرات، وبالمحصلة فأعمال المقاومة تحصل على دعم محلي عراقي في جوهرها وأردف أن مجموعة الزرقاوي التي تقوم بأفعال شنيعة هي أيضاً في التمرد لكنها لا تمثل جوهر التمرد،
على الجبهة الأخرى كان الدكتور إبراهيم دراجي يحاول أن يضع المسائل في نصابها بجمل تقريرية واضحة لا تحتمل التعقيب والرفض حول موقفه كسوري ورؤيته للوضع العراقي وكان موفقاً إلى حد كبير لولا (الحربقة) التي أبداها المستضيف والتي انصبت على الخروج عن سياق الحلقة لمحاكمة السياسة السورية متسائلاً كيف تدعم سورية ( كما يدعي ) حق المقاومة العراقية في حين لا مقاومة سورية في الجولان المحتل، وهنا انكشف قليلاً موقع الدكتور من حيث قرر الرد وانساق إلى استدراج المستضيف مع عدم اضطراره للانسياق لاختلاف السياقين تماماً بين احتلال العراق واحتلال الجولان ،واختلاف الواقع الموضوعي بين الوضعين، وكان من الأجدر بالدراجي ألا ينساق، أو يرد بشكل أعمق ،وكان دفاعه مردوداً وقاصراً قبل أن يُقاطع إمعاناً في مغمغمة الموضوع ولتسجيل نقطة عليه سريعاً والانتقال إلى نقطة أخرى، و استغل المستضيف ذلك أكثر ليقزم أكثر السياسة السورية الغير مثالية طبعاً، وما يعنينا في ذلك هو انصباب الجهد كله في خدمة الأهداف الأمريكية لا تحرير الجولان طبعاً.
وفي ما عدا هذه النقطة عرض الدراجي رؤاه حول المقاومة ومستقبل العراق وما تريده سورية ،مستنداً إلى موقف قومي تقليدي ، ورصانة ووضوح ، و لم يعوزه سوى الانتقال إلى موقع الهجوم واقتناص الفرص التي يمنحها عملا ء أمريكا دوماً لتسفيه طروحاتهم المتهافتة وإشعال جذوة السجال لمصلحة موقف وطني، فالحقيقة أن برامج الفضائيات هذه سجالية أكثر مما هي حوارية ،فبرامجهم غير معنية بالمنهجية وترسيخ الحوار وآدابه بل لخدمة أجندة محددة بدقة ويعمل لأجلها حثيثاً ،
وعلى من يقبل الاشتراك بها أن يكون على قدر عال من البداهة و الأداء الصحفي أو التفاوضي المناور حتى ، كما أن منهجية الدراجي ولغته الرفيعة أقل قبولاً من شعبوية وسطحية خطاب الموسوي الذي جيرها لمصلحة معاكسة لما هي عليه قناعات الفئات الشعبوية العربية وكان من الأجدى على الدراجي أن ينزل قليلاً بخطابه فيحوز تأييد المشاهدين أكثر ، و من الأفضل أساساً عدم المشاركة في هذه البرامج وسيكون الضرر من ذلك أخف منه في حال المشاركة أيا كانت مهارة وشطارة المشارك ، ونحن نهيب بمثقفينا وسياسيينا وفنانينا مقاطعة هذه القناة الحرة في تجيير كل لقاء وبرنامج سياسي وحتى فني لخدمة أغراض معادية لمصالح أمتنا عبر كوادر إعدادها ومقدميها المحترفين الذين يصطادون الضيوف قليلي المراس والعفويين والغير قادرين علة مواجهة هذه الديماغوجية المستحدثة ، كما حصل في اللقاء مع دريد لحام مثلاً ، وبكل الأحوال بدا الدراجي كأكثر المشاركين السوريين امتلاكاً لخطاب رصين ومقنع.
باسل ديوب - جامعة حلب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت