الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الرضوان اعظم الاعياد البهائية

باسمة موسى

2011 / 4 / 19
سيرة ذاتية


كل عام والبهائيين فى العالم بخير وحب وسلام بمناسبة عيد الرضوان 21 ابريل الى 2 مايو والذى يمثل اول 12 يوم فى اعلان دعوة حضرة بهاء الله فى بغداد 1863 وبهذه المناسبة القى حضرة عبد البهاء الابن الارشد لحضرة بهاء الله هذه الخطبة عن عيد الرضوان وبداية الدعوة للدين البهائى ثم نفى حضرة بهاء الله من السلطان العثمانى من بغداد الى الاستانة ومشهد وداع احباءه له فى اليوم التاسع من الرضوان :
هذا هو اليوم التّاسع من عيد الرّضوان وهو عيد جمال القدم، عيد بزوغ شمس الحقيقة، إنّه عيد في منتهى العظمة بحيث لا مثيل له ولا نظير، ذلك أنّه في مثل هذه الأيّام نفي الجمال المبارك من بغداد إثر عداء ناصر الدّين شاه وكافّة أركان حكومته والعلماء وعبد العزيز وفؤاد باشا وعالي باشا، وسعى هؤلاء كي يطفئوا النّار الموقدة الإِلهيّة آملين خسوف شمس الحقيقة هذه، واستمرّوا في سعيهم لتحقيق أمنيتهم حتّى صدر فرمان السّلطان عبد العزيز بنفي الجمال المبارك من بغداد، غير أنّهم كانوا غافلين عن أن هذا الانتقال وإن كان نفيًا حسب الظّاهر إلاّ أنّه صار سببًا لعلوّ أمر الله وسطوع شمس الحقيقة سطوعًا أشدّ، أجل إنّهم كانوا غافلين عن ذلك، هكذا كان سطوة عبد العزيز وجبروت ناصر الدّين شاه وعناد فؤاد باشا ودنائة عالي باشا، إلاّ أنّ نامق باشا (والي بغداد) تأثّر تأثّرًا بالغًا من هذه القضيّة بدرجة أنّه أبلغ الجمال المبارك بواسطة أمين سرّه عن أسفه وخجله ممّا حدث لكنّ زمام الأمر قد خرج من كفّه ولم تكن له سيطرة على الموقف،


ولم يتدخّل في هذا النّفي، ولقد انسرّ الأعداء في بادئ الأمر وزعموا أنّ جذور أمر الله قد اجتثّت من على أرض العراق، فمن جملة هؤلاء الأعداء الشّيخ عبد الحسين المجتهد ووزراء إيران منهم معين الدّولة، فمجمل القول إنّ جميع الأعداء فرحوا كثيرًا من هذه القضيّة، وكان وداع الجمال المبارك مع الأحبّاء وداعًا حارًّا ومثيرًا للعواطف حيث ارتفع صوت العويل من المشايعين الأحبّاء ومن غيرهم وكأنّه رفع نحيب البكاء إلى عنان السّماء، ولم يسبق حدوث بلاء في التّاريخ كهذا بدرجة أنّ امرأة من الإيرانيّين الأشراف، بالرّغم من عدم إيمانها، دخلت بين المشايعين ورمت طفلها أمام أقدامه المباركة ليكون قربانًا له حسبما تصوّرت.

انتقل حضرة بهاء الله من منزله بكلّ حشمة وعظمة وجلال وفي موكب عظيم إلى شاطئِ دجلة والمشايعون يمشون على أثر أقدامه، فعبروا الدّجلة إلى بستان نجيب باشا، فنصبت فِي ذلك البستان خيمة الجمال المبارك، وفي نفس تلك السّاعة ورغمًا لأنف الأعداء أعلن عن عيد الرّضوان، ففي مثل هذا الوقت الّذي كان الجمال المبارك ينفى من بغداد وكان الأحبّاء في حالة من الفزع والجزع لفراقه أعلن عن عيد الرّضوان بمنتهى الاقتدار وذلك بمجرّد الدّخول إلى البستان في وقت العصر وبذلك تم الإعلان عن الدّعوة، ولم يذكر الجمال المبارك حسب الظّاهر حتى ذلك اليوم أنّه “من يظهره الله” فأعلن عن ذلك في اليوم نفسه ففتحت أبواب السّرور على الجميع من اليهود والنّصارى و المسلمين وملل أخرى الّذين كانوا حاضرين وفتحت أبواب العناية على الجميع. مكث الجمال المبارك إثني عشر يومًا هناك برزت فيها عظمة الأمر بدرجة يئس الأعداء جميعًا، لأنّ أعاظم العلماء والوجهاء حتّى نفس الوالي نامق باشا كانوا يتشرّفون بساحته المقدّسة أفواجًا أفواجًا، والوالي أي نامق باشا الشّهير الذي لم يتشرّف بمحضره المبارك علنًا حتّى ذلك اليوم جَاءَ مشيًا على الأقدام من بغداد إلى الحديقة وأدرك شرف لقائه. وبعد مضي إثني عشر يومًا تحرّك الموكب المبارك من العراق متّجهًا نحو إسطنبول فاحتشد النّاس خارج المدينة للوداع وبعد أن ركب الجمال المبارك مركبه ارتفعت أصوات الأذان من بعضهم “الله أكبر الله أكبر”.

والقصد من ذلك كلّه أنّه ليس لأحبّاء الله يوم سرور أعظم من هذا اليوم وذلك بدلائل عدّة أوّلها أنّ في مثل ذلك اليوم ظهرت عظمة امر الله ظهورًا باهرًا وثانيها خضع جميع الأعداء وثالثها أعلن الجمال المبارك بأنّه “من يظهره الله” ورابعها بدء الجمال المبارك سفره الميمون وهو في غاية السّرور والرّوح والرّيحان. لاحظوا مدى سرور الجمال المبارك حين النّفي حيث أعلن عن دعوته فِي ذلك الوقت فلا يمكن تصوّر مثيل ونظير له حيث إنّ مظهر أمر الله يعلن عن دعوته في يوم نفيه ببالغ السّرور والبهجة، هذه هي من جملة خصائص هذا الأمر المبارك حيث تبدّلت الذّلّة إلى العزّة الكبرى ظاهرًا وعيانًا، النّفي لكلّ نفس مذلّة كبرى ولكن للجمال المبارك عزّة عظمى.

مجمل القول إنّ الأيّام الإثني عشر الَّتي كانت أيام المصيبة الكبرى وأحيان أحزان شديدة – لكونها أيّام النّفي – تحوّلت إلى أيّام السّرور لأنّ عظمة أمر الله بانت وعلويّة كلمة الله ظهرت ووعود الكتب المقدّسة تحقّقت وكملت والجمال المبارك كان في غاية السّرور والفرح،فهذه الأيّام الإثنا عشر هي عيد الرّضوان ولهذا ليس للأحبّاء أيّام أكثر يمنًا من هذه الأيّام.

بعد مرور 31 يومًا من النّيروز أي في 21 نيسان 1863 انتقل حضرة بهاء الله بعد الظّهر إلى حديقة الرّضوان حيث أقام بها 12 يومًا، في اليوم الأوّل أعلن فيها دعوته لمرافقيه وهذه الأيّام الإثنا عشر يحتفل بها البهائيّون كعيد الرّضوان. في الوقت الّذي انتقل فيه حضرة بهاء الله من البيت المبارك شاهدت بغداد يومًا ندر أن شهدت مثله من قبل، فقد تجمهر النّاس من جميع الطّبقات رجالاً ونساءً، أغنياء وفقراء، صغارًا وكبارًا، رجال علم وثقافة، أمراء، موظفو الحكومة، رجال تجّارًا وعمّالاً فِي الشوارع والمناطق القريبة من البيت المبارك وعلى أسطح المنازل الواقعة في طريق حضرة بهاء الله إلى النّهر، وكان هناك الأنين والبكاء على قرب فراق مَن كان يضيفهم بحرارة محبّته وإشراق روحه ومَن كان ملجأهم ومرشدهم جميعًا إثنتي عشرة سنة مضت، وحين لاح وظهر حضرة بهاء الله فِي صحن بيته ارتمى مرافقوه عَلَى أقدامه حزانى مغمومين، وتوقّف حضرته لفترة من الوقت وسط نحيب المحبّين وعويلهم بكلمات حانية مواسية، ووعد أن يلقى كلّ واحد منهم فِي الحديقة النّجيبية فيما بعد، وقد ذكر حضرة بهاء الله فِي أحد الألواح أنّه عندما كان يبادر بالخروج من البيت المبارك تمسّك طفل صغير السّنّ بذيل ثوبه المبارك وهو يبكي وينحب ويرجو من حضرته بصوته النّاعم أن لا يغادرهم، ولما كان الجوّ مشحونًا بالحزن والأسى فلا غرو أن عمل الطّفل الصّغير هذا حَرّك القلوب وزاد الاحبّاء أسًى وحزنًا.

لم يكن أولئك الّذين خارج البيت أقلّ حزنًا من أتباع حضرة بهاء الله ولم يكونوا أقلّ بكاءً وعويلاً من الأحبّاء، ولم يقلّ منظر هؤلاء عَنْ أولئك روعة وتأثيرًا فِي النّفوس، فكان الكلّ يسعى للتّقرّب إلى حضرته، فكان بعضهم يرمي نفسه تحت أقدامه وآخرون منتظرين بلهفة أن يدلي حضرته ببعض الكلمات وغيرهم اكتفوا بلمسة من يده أو لمحة إلى محيّاه ومن الأحداث المثيرة الَّتي جرت أثناء انتقال الجمال المبارك من بيته إلى ضفّة نهر دجلة أنّ سيّدة إيرانيّة النّسب غير بهائيّة توغّلت فِي الحشد المحيط بحضرته إلى أن وصلت إلى محضره حيث ألقت بطفلها عَلَى قدميه مشيرة بذلك إلى أنّها مستعدّة أن تفديه بطفلها، ومثل هذا الحدث أمثال، وقبل أن يخترق حضرة بهاء الله النّهر خاطب أحبائه وقال ما معناه: “أودعكم مدينة بهذه الحالة الَّتي ترونها، يجب أن تكون هذه النّار المشتعلة فِي القلوب مستمرّة بفضل أعمالكم الطيّبة ولا يظهر منكم ما يؤدّي إلى انخمادها”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلطان الآعياد
فرج على ( 2011 / 4 / 20 - 07:59 )
نحمل أجمل التهانى لجميع البهائيين فى العالم بمناسبة سلطان الاعياد البهائية.
ونشكر الدكتورة على هذا الموضوع العظيم.


2 - كل عام وأنتم بكل خير
جورج عزيز ( 2011 / 4 / 23 - 09:16 )
كل عام وأخوتى البهائيين في مصر وفي كل أنحاء العالم بكل خير

وأشكر بشكل خاص الدكتورة باسمة لدورها في تعريف الناس بالديانة البهائية

وبالرغم من كوني لست بهائيا ولا أؤمن بالبهائية،إلا أنني تعرفت على كثير من مبادئ البهائية من الدكتورة باسمة، وهذا أفضل كثيرا من الإستماع للبعض ممن يرغبون دائما تشويه أديان غيرهم وتلبيسها كل النقائص الموجودة بالكون


3 - ان الدين عند الله الاسلام ولا رسول بعد محمد
اسامه السيد ( 2012 / 4 / 21 - 22:05 )
ربنا يهديكى الى الحق فالحق هو الاسلام السصوى وليس المشوه به)ا ال)ى تدعين
كفانا استهزاء عودى الى صوابك

اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب