الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال 5 – الحداثة من جديد

ياسر اسكيف

2004 / 10 / 25
الادب والفن


لم تكن دعوة أدونيس , المتعلقة بإعادة النظر بمفهوم الحداثة , بعيدة ع8ن الهاجس العام الذي ساور الكثير من المثقفين العرب الذين رأوا في النسخة القديمة من الدعوات الإحداثية العربية شكلاً من اليوتوبيا التي وسمت الدعوات السياسية والاجتماعية على حدّ سواء .
ولأن التحديث ضرورة لا بديل عنها لولوج عتبات الأزمنة الحديثة والكون في العالم , فإن دعوات للخلاص من هيمنة المصطلح بنسخته الغربية قد بدأت تعلو , مضمّنة خطابها ملامح حداثة من نوع خاص . خطاب يرفض الاستلاب والتقليد اللذين وسما النسخة القديمة , بضدّية تعي استحالة قبول النموذج عن طريق تكراره أو إعادة إنتاجه .
( علينا أن نبدع مفهومنا الخاص للحداثة ) وعلى هذه الحداثة ( أن تبتكر كتابتها الجديدة في الوقت الذي تصوغ فيه مشروعها عن التحديث ضد الغرب الرأسمالي وفي مواجهته ) ولذا فإن عليها ( أن تمتلك وعياً مركّباً , أي أن تعي لحظتها التاريخية ولحظة الآخر التاريخية ). أنظر _ سعد الله ونوس _ مجلة قضايا وشهادات – ع 3 – شتاء 1991 .
إن ما يطرحه سعد الله ونوس هو حداثة تمتلك وعياً تاريخياً , حداثة محدّدة الأبعاد والأهداف , حداثة تعي ذاتها قبل أن تكون , أي مشروع أيديولوجي بامتياز . وإذا كان سعد الله ونوس يبحث ويطرح وجهة نظر قابلة للنقاش والحوار فإن ( خالدة سعيد ) تقرّر , إذ تقدّم تعريفها المنجز , وبالتالي تصوّرها الكامل لما افترضته حداثة , والذي لا يتجاوز في أحسن حالاته تنويعاً على المفردات الأدونيسية التي اجترحها أدونيس منذ أمد بعيد , والتي أطلق عليها رصاص رحمته . حيث ترى خالدة سعيد بأن الحداثة ( وضعية فكرية إشكالية تميّز المنعطفات الكبرى في تاريخ الثقافات . فهي ترتبط بتزعزع صورة العالم في وعي الناس ضمن إطار حضارة ما , كنتيجة لتطور متسارع وشامل في المعارف بأسئلتها وأدواتها وأنماط الإنتاج ومن ثم مجمل التصورات ومجمل العلاقات وما يفضي إليه ذلك من تبدّل حيّز المعنى , وتغيّر خارطة المقدّس وسلّم القيم وطبيعة المعايير ) . المصدر السابق إننا نقرأ فيما تقدّم , تشخيصاً ووصفاً لحداثة بعينها , .لكن مقومات الصفة وعناصر التشخيص لا تعني حضارتنا بأي حال . والقول السابق يخص المنجز الذي حدث ذات يوم في مكان بعينه . الأمر الذي يعزز الوهم ويوحي للقاريء بأنها تبحث في ظاهرة وجدت بيننا . بينما نجد في قول سعد الله ونوس ما يخص المقترح , أو الذي يجب أن يحدث ذات يوم في مكان محدّد هو مكاننا . وهو قول نقرأ فيه الشك والإدانة ولاستلاب والاغتراب لكل ما اعتبر حداثة بدءاً بمظاهرها المدنية وانتهاءً بالأدبية والفكرية . ورغم الهم الأيديولوجي الذي يهدّد مقولة ونوس ويقلّل من أهميتها في الانتساب إلى الحقل المدروس , فإنها تتسم بجدّة في الطرح الذي يخلّص التاريخي من أحد معانيه البائسة , ونقصد الميثولوجي , وبالتالي تصبح اللحظة التاريخية لحظة إمكانية وليست خصوصية حضارية أو محليّة كما درجت عليه المقولات الحداثوية المدافعة عن نفسها ضد تهم الفرنجة . وباستثناء هذه النقطة لا نجد في مقولات سعد الله ونوس ما يخص الحداثة أو يدخل في حقلها . كما أننا لا نجد في تلك المقولات سوى إعادة إنتاج للاستلاب تقوم على صياغة الذات بناء على مواصفات المواجهة وتوضعاتها مع الغرب الرأسمالي , أي مع طرف طاغ ومهيمن .
أخيرا يمكننا القول بأن التخبط والاختلاط الذي ميّز القول العربي في الحداثة ناتج بالدرجة الأولى عن الإحساس المرير بالخيبة والعجز , وكأنه لا يسع المثقف العربي أن يعترف بأن المنطقة العربية لم تعرف الحداثة بعد , وبالتالي نراه يسير خبط عشواء متمسكاً بنص هنا , أو حركة أدبية هناك ليؤكد وجود حداثة عربية . لكنّه دائماً , وعند الحديث عن الأسباب والعوامل المولدة للحداثة يعترف بأن العالم العربي ما زال يعيش في عصر ما قبل التكنولوجيا وم قبل المدنية والى حد بعيد في عصور البداوة .
عن أي حداثة كتبت الصفحات وعقدت الندوات . عن أي حداثة يتم الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي