الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يمكننا أن نتجاوز ديمقراطيتنا الشرقية ..؟
مصطفى حقي
2011 / 4 / 20مواضيع وابحاث سياسية
![](https://www.ahewar.org/search/pic/1369.jpg)
وبعد ثورة ونضال عنيف وتضحيات وزمن صعب يطاح بالحاكم الفاسد والغاصب وتهلل الجماهير وترقص فرحاً بالنصر المؤزر، ويهنئ الجميع بعضهم بعضاً ويحتفلون بهذه المناسبة التاريخية ، ثم ولتبدأ حكاية تنصيب الديمقراطية الشرقية بمسلسل شرقي عبر انتخابات تلعب بمقدراتها أيدٍ خفية ، وفق طبخة سلفية وعلى متن العربة الأخيرة من ركب التخلف ، ليولد خلف أسوأ من سلف ، وكنتيجة طبيعية لجهلنا بالديمقراطية ، وعدم بلوغنا لتلك الثقافة العصرية ، بل ان ثقافة الديمقراطية تُردد كشعارات فقط بعيدة عن الفهم ، والاستيعاب العام لها ، وان شعوبنا وما زالت لا تعرف من الديمقراطية سوى اسمها ، ولم تمارسها حكومة ومحكومين إلا بالاسم فقط كما الشورى في الإسلام ، والذي بقي شعاراً فقط ، وهل يمكن لشعوبنا أن تتعامل مع الحرية بعلمانية وعقلانية ولا تشدها العاطفة السلفية إلى العبودية المقدسة ، وهل الثورات مجرد صراخ وزعيق وحرق وتدمير المال العام ، ورفع الشعارات المزاجية ، وهل يمكن لأي حاكم عربي ، وعلى افتراض تطبيقه الديمقراطية كما في الغرب أن يقضي على البطالة ، ويكفل الضمان الاجتماعي والصحي للمواطنين في ظل التكاثر السكاني المرعب ، والتخلف الشامل حتى في الزراعة وتأمين رغيف الخبز .. وكيف يمكن لهذه الشعوب أن تتجاوز الإرث الثقيل من التوكل والقدرية والترداد الببغائي لتعاليم تعشش في أصغر خلية من الدماغ ، وعليه فإن الثورات العاطفية الشعاراتية ، وبرغم انتصاراتها بإسقاط حكومات ، لن تستطيع أن تتجاوز الواقع المتخلف الذي تعايشه بعقلية روحانية عاطفية إلى التفكير المـــادي العلمي والعلماني وتجهد لمواكبة العصر ، وتخطي عوائق بحجم السدود العملاقة ، وعبر تاريخ طويل شكلّت إنساناً يعشق العبودية ويحترم الجلاد ويحتقر ويتمرد على المسالمين من الحكام وبالأخص إذا كانوا يخاطبون شعوبهم بخطابات مهذبة وإنسانية ، ولا بد من مرور زمن طويل حتى تتبدل تلك الروح الراضخة للذل إلى رافضة له وتعطي الديمقراطية حقها العصري وللإنسان قيمته كإنسان ، فالسيدة الكاتبة ميرثا فرنسيس تعبر عبر كلماتها من مقال لها منشور في الحوار عن ترجمة الديمقراطية إلى الحداثة العصرية وهي تكتب : ... فمصر اليوم تحتاج الى شبابها الواعي المتلاحم للبناء والتعمير والاصلاح لتكوين مجتمع ديموقراطي يعيش افراده في مساواة مهما اختلفت عقائدهم الدينية . ولقد تعجبت من تصريح الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر الذي كان واحدا ممن اشادوا بتلاحم الشباب المسلم والمسيحي في ميدان التحرير ، واعلن أن شعب مصر العظيم لا يعاني من فتنة طائفية اطلاقا! اما عندما جاء الحديث عن الدستور، البعض يطالب بالتعديل ومنهم فلول النظام السابق، والأكثر ومنهم الشباب الثائر يطالبون بتغيير الدستور تماما، في هذه اللحظات الجادة يفاجئنا شيخ الأزهر بالقول العجيب ان الحديث عن المادة الثانية يثير الفتنة وان ماترتضيه الشريعة يرتضيه الشعب! متجاهلا بالكامل ان شعب مصر ليس فقط المسلمين، وان كل مواطن يعيش على ارض هذا الوطن له كل الحق ان يكون انسان له كل الحقوق،مهما كان انتمائه الديني. لماذا يثير الحديث عن تعديل او الغاء المادة الثانية الفتنة؟ ومن هم الذين سيثيرهم الحديث عن العدل والمساواة والحرية؟ (انتهى) هذا ومهزلة الاحتجاجات في محافظة قنا بلغت أوجها من قبل الإسلاميين المتشددين ( الديمقراطيين ) بسبب تعيين محافظ قبطي ( مسيحي) لتلك المحافظة ، ولنقرأ ما كتبه السيد كمال غبريال عنها : الهتاف في قنا: "لا إله إلا الله. ميخائيل عدو الله"، "مش عايزينها تحصل فتنة. . مسلم بس إللي هايحكمنا". . جميل والله، المهم يكون مسلم، أصل مبارك وأصحابه كانوا نصارى ولا يهود. .جتكم ستين نيلة متعاصة نيلة ...... لا لتعيين محافظ قبطي، طالما ظل الجهل والتعصب هو سيد الثقافة المصرية، والغربان والبوم الناعق هم قادة الجماهير ونجوم المجتمع...( تم) إذاً كيف نطبق ديمقراطية المساواة بين أفراد الوطن الواحد إذا كنا نطالب أن يحتفظ الدستور بديانة معينة وينكر على الأخرين دياناتهم ناسفا الديمقراطية من أساسها ، وهل حاملوا مثل تلك الأفكار الإقصائية للمواطنة على أساس الدين لله والوطن للجميع يمكنهم تطبيق الديمقراطية بمعناها الحضاري الإنساني وما لله لله وما لقيصر لقيصر ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لماذا لا نواجه رجال الدين بنفس منطقهم
ahmed alaarabi
(
2011 / 4 / 20 - 07:55
)
اولا -نطلب منهم طرح دستور ديني توافق عليه اغلبية المسلمين
ثانيا -حل لمشكلة البطالة من القران والسنة
ثالثا- حل لمشكلة الديون والاستعانة بالكفارمن القران والسنة
رابعا- الطلب منهم تحديد وتعريف دقيق للمسلم الذي يمثلونه وكمعددهم
خامسا-الطلب منهم تسمية خليفة
سادسا-واثناء فترة انشغالهم بالاجابة على هذه الاسئلة يطلب منهم بالموافقة على دستور علماني مؤقت
2 - رَذَلُوا جميع القضايا
ستفان كلاس
(
2011 / 4 / 20 - 10:18
)
هل يكتشف، اليومَ، أهلُ اليسار والثورة الذين حكموا البلدان العربية ويحكمونها، منذ أكثر من نصف قرن، أنهم لم يتركوا وراءهم، على أرض الحياة، أرض العمل والفكر، إلا التفككَ والتراجُعَ والانهيار، وإلاّ المرارةَ والعذاب؟
أَنّهم أقاموا سلطة ولم يبنوا مجتمعاً، أَنّهم حوّلوا بلدانهم الى فضاءٍ من الشعارات والرايات، دون أي مضمونٍ ثقافيّ أو إنساني، أَنّهم دَمّروا بعضهم بعضاً، فيما كانوا يدمّرون مواطنيهم - تخويناً، وسجناً، تشريداً وقتلاً، أَنّهم لم يضعوا أساساً عميقاً واحداً لبناءِ مجتمعٍ جديد، أو وطنٍ جديد، أو إنسانٍ جديد، أو عقلية جديدة، أو ثقافة جدية، أو حتى مدرسة نموذجية واحدة، أو جامعة نموذجية واحدة - وأضرب صفحاً عن المعامل والمصانع والمشروعات الاقتصادية العامة، أَنّهم رَذَلُوا جميع القضايا التي يمكن أن تُمهّد للتخلّص من القبيلة، والعشيرة، والطائفة، باستقلالٍ سيّدٍ عن الخارج، ورَفْضٍ نيّرٍ وخَلاّقٍ لجميع أشكال التبعيّة، أَنّهم، في هذا كلّه، كانت شهواتهم السلطوية التسلّطية تزدادُ
3 - تحية..يا تؤام فكري
أحـمـد بـسـمـار
(
2011 / 4 / 20 - 13:31
)
مصطفى حقي.. يا تؤام فكري
إني أعاتبك... أعاتبك لأنه كلما نبذت بعقلي فكرة وأردت كتابتها, أرى أنك سبقتني, وصورتها أنت. بأسلوبك أنت. أو أنك تقرأ أفكاري من بعيد. أم أن هناك تؤامة بيننا. ولو كانت أمي حية بعد لطرحت السؤال عليها إن كانت هناك صلة تؤامة دموية تربطنا!!!
ماذا أضيف سوى أن كتابتك صادقة شجاعة صحيحة, لا يجرؤ العديد على التفوه بها اليوم. بعيدة عن تراتيل المديح المأجورة أو الشتائم المسعورة... سوريا اليوم بحاجة إلى العديد من الحكماء أمثالك, بعيدا عن الفورات الدينية والطائفية, ليعطوها كل إمكانات الحكمة والعقل والهدوء والمنطق.. ودروس الديمقراطية والحرية التي لم نعرفها ولم نمارسها في أي يوم الأيام!!!...
ولك مني كل التأييد والصداقة وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة
4 - الإسلام البرئ؟
عدلي جندي
(
2011 / 4 / 20 - 20:19
)
أهم ما في الموضوع أن الإسلام ليس له دخل في كل مصايب العالم الإسلامي بالنسبة للزيادة الهمجية والغير منظمة في النسل نسلهم وفيما كل ما يجري يعني بالعربي كل اللي بيقولوه أخوتنا المسلمين من أنه لا ولاية لقبطي وأن البند الثاني خط أحمرحتي لو خربت مصر وفي أبو قرقاص يدفع أقباطها ثمن خطأ واحد قبطي وفي الآخر يقولوا لنا لاإسلام لا يفرق ومش عارف مين الصادق فينا الذين يذبحون قيم الأخوة والتوافق بإسم الإسلام ؟أم الذين يدافعون عن إنسانيتنا بإسم التحضر؟ن
5 - تحياتي أستاذنا العزيز مصطفى حقي المحترم
ليندا كبرييل
(
2011 / 4 / 21 - 05:08
)
الديموقراطية وباقي المفردات التي دخلت على قاموسنا اللغوي غير معروفة بالأساس في نظمنا الحياتية بمختلف وجوهها ، وستبقى غير معروفة ، فالغرب استنبطها بعد أن دفع الغالي والرخيص في سبيل أن يرسي العلمانية ، وأي نظام يدعي الديموقراطية ما لم يكن مبنياً شرطاً على العلمانية يبقى كله لغواً وكلاماً لا قيمة له إلا عند الحكام المستبدين الذين يفهمون الديموقراطية بديمومة الكراسي كما شرحها القذافي ، لذلك أظن أن التوصل لهذه المفردات له ثمن , وثمن غال جداً , لو دفعت كل أموال البترول في سبيله لن تحصل عليها ، إنه ثمن لا ندركه ولن .. وسنعدّل بهذه الألفاظ على هوانا كما لو كانت وصفة طبيخ لم يعجبني أن أضع فيها الباذنجان فوضعتُ كوسا أو بطاطا أو ما يحبه أفراد العائلة .. وصفاتنا مجانية وحتى الثورة لا نعرف منها كما قال الأستاذ كمال إلا الشعارات والهتافات . أستاذي : نشرت الجزء الثاني من انطباعاتي عن التسونامي والزلزال أتمنى أن تقرأه ولك احترامي ومحبتي وشكراً .
6 - عقلنة الديموقراطية
محمد الشعري
(
2011 / 4 / 21 - 22:29
)
أعتقد أنه لا توجد ديموقراطية شرقية و أخرى غربية أو غير ذلك من تصنيفات جغرافية أو إقليمية. توجد ديموقراطية مصابة بالتخلف أو ملوثة بالفساد. و توجد ديموقراطية متميزة بالعقلانية و بالشفافية. و مثلما تطورت و إزدهرت الديموقراطية في دول معينة ستتطور و تزدهر الديموقراطية ذاتها في دول أخرى بما يتناسب مع كفاح الشعوب و مبادرات طلائعها المتنوعة. إنه تراكم الخبرات و تفاعل التجارب. وهو سيرورة تاريخية للأمم في طريق تحضرها، كما هو صيرورة للديموقراطية في طريق عقلنتها طبق جهود و عزائم المناضلين و مدى فاعليتهم بين الجماهير الشعبية. نحن قد خطونا خطوات طيبة نسيا. إنها البداية. وهي مبشرة عموما بمستقبل ديموقراطي أقرب للعقلانية و للشفافية. فلا بد من تعزيز هذه الإرهاصات بتكوين أكثر ما يمكن من شبكات الشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية من الفساد. ينبغي أن تكون هذه المسألة تحديدا جوهر كل عمل سياسي حكومي أو غير حكومي. فهي التي تضمن للديموقراطية أن تتطهر من الشعبوية التي أصاب هذا المقال في نقدها.
7 - لا ديمقراطية في الاوطان العربية
basem adeeb
(
2011 / 4 / 22 - 01:21
)
حكام العرب والذين يحكمون حاليا ومنهم مبارك لقد حكموا ايضا عن طريق ثورات وانقلابات وفرحت الشعوب وتهللت بهذه الثورات علي امل الديمقراطية هذه تهلل الشعب المصري بالانقلاب العسكري 1952 واعتبروا ان الملك فاروق طاغية وتحولت مصر الي جمهورية حكمها جبابرة تملكوا الارض والشعب وقامت ثورة 25 يناير لتطيح بمبارك ليظهر الكثير من المباركون امثال الاخوان والسلفيون وما خفي كان اعظم من اين تاتي الديمقراطية؟ وتحكمنا دساتير عنصرية من اين تاتي الديمقراطية؟ ويحكم من يصف انفسهم انهم خير امة انزلت بين الناس لا ديمقراطية مع العنصرية لا ديمقراطية في غياب العدالة لا ديمقراطية مع الاضطهاد والتفرقة علي اساس الدين لكي تكون هناك ديمقراطية نحتاج الي ثورة تحرير العقول اولا قبل الثورة علي الحكام
.. منصات -ميتا- الاجتماعية: أي عواقب لإلغاء التدقيق في المنشورا
![](https://i4.ytimg.com/vi/kBHeh_bIOf8/default.jpg)
.. اتفاق الهدنة بغزة في مراحله الأخيرة وأنباء متضاربة عن قبول ح
![](https://i4.ytimg.com/vi/YCVV6NuJLuE/default.jpg)
.. الم?يين يغادرون المنصة -إكس- قبل تنصيب ترامب
![](https://i4.ytimg.com/vi/ooDFwznuZ2Y/default.jpg)
.. الحوثيون في حسابات ترامب.. هل يقترب الحسم؟ | #غرفة_الأخبار
![](https://i4.ytimg.com/vi/90CKKw51qsw/default.jpg)
.. أرقام منصات سكاي نيوز عربية بصمة فارقة في عالم الديجيتال | #
![](https://i4.ytimg.com/vi/mgFGFZjWoj4/default.jpg)