الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث قنا: هل هي الضربة القاضية لثورة 25 يناير؟

وحيد حسب الله

2011 / 4 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



تأتي الأحداث المؤسفة بمحافظة قنا ضمن سلسلة مخططة لتوجيه رسالة للأقباط بأنه لا مكان لكم ضمن منظومة المساواة والعدل والحرية ، فهذه المنظومة التي أعلنتها ثورة 25 يناير تخص فقط المسلمين.
فمنذ أن تنحى الرئيس السابق عن الحكم والإفراج العشوائي عن المعتقلين من الجماعات الإسلامية والأخوانية والجهادية وظهور التيار السلفي بقيادة الشيخ حسان المتسعود (نسبة للسعودية) وخاصة أنه تربي واستقى علومه من مشايخ السعودية الوهابية ، لاحظنا تصاعد خطير من الاعتداءات على الكنائس والأقباط يقابله رعونة من قبل السلطات التي تدير شئون البلاد وعلى رأسها المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ومن المستغرب في دولة عريقة مثل مصر الحضارة أن يلجأ المسئولين عن السلطة المدنية إلي هؤلاء الشيوخ السلفيين أو بلغة أدق تنطبق عليهم طالبين منهم الوساطة في حل المشاكل التي يسببها أتباعهم!
ومن المخجل أيضاً أن تستمر أجهزة الإعلام الرسمية أن تستقبل هؤلاء "المشايخ" وتعطي لهم مساحات كبيرة من الوقت؟
ونحن من حقنا كمسيحيين مصريين أن نتساءل إن كنا نعيش فعلاً في دولة تقوم على أسس ديمقراطية وعدالة ومساواة بين المواطنين دون أي تمييز بسبب الدين أو العرق أو اللون كما هو مدون في الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟ أم أن المواطنة مرتبطة بالانتماء الديني للإسلام ولا تنطبق على غير المسلمين؟ أن موقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة يضع أمامنا كثير من الأسئلة عن مدي قدرة وجدية هذا المجلس في وضع أسس الدولة المدنية كما صرح بذلك أكثر من مرة؟ ما هي العلاقة بين المجلس العسكري وهذا المدعو حسان حتى يفرض نفسه كمنقذ لما يحدث من مشكلات طائفية يقوم بصناعتها وتفجيرها عن طريق أتباعه ثم يتدخل لحلها : تمثيلية هزلية لا تليق بالمجلس العسكري أن يلعب مثلها.
ألا يعلم السادة أعضاء المجلس العسكري والمنوط بهم حالياً حماية الجبهة الداخلية أن عدم الاستقرار الأمني بين المسلمين والمسيحيين يهدد الاقتصاد الوطني ويزرع الخوف في رأس المال الوطني أولاً والأجنبي ثانياً مما يعرقل مسيرة التقدم ويجذب البلاد إلي الوراء والتخلف بسبب هؤلاء المتأسلمين السلفيين أتباع السعودية. هل يليق أن يترك المجلس العسكري الحبل على الغارب لهؤلاء الذين يتلقون أوامرهم من مشايخ السعودية تحت ما يسمي بالرأي الشرعي لهذا أو لذاك الأمر؟ هل يليق أن ينتظر المواطنون المسيحيون عندما يعتدي عليهم الرأي الشرعي في أخذ حقوقهم؟ هل يليق بدولة ديمقراطية أن يتحكم نفر قليل مثل هؤلاء المشايخ في مصير ملايين من المواطنين المسيحيين وحقوقهم؟ هل يليق أن يعترض هؤلاء على أن يتولى مسيحي منصب محافظ بسبب انتماءه الديني؟ كيف يمكن أن نقبل نحن المسيحيين المصريين هذا الموقف من المجلس العسكري؟
أن موقف المجلس العسكري والحكومة ، رغم اعترافنا بصعوبة الموقف ، يدعو للدهشة ، اللهم إلا أن نكون أمام انقلاب عسكري سلفي بدعم من السعودية للانقضاض نهائياً على ثورة 25 يناير ومكاسبها والتي أصبحت كحلم دام قليلاً ثم طلع النهار لنواجه أكبر انتكاسة في تاريخ مصر ودفن معه حلم وأمل إقامة دولة مدنية حديثة متحضرة تقوم على احترام حقوق الإنسان وتفرض احترامها على بقية دول العالم.
أنني أمل أن يستيقظ أحرار مصر الذين يرفضون ممارسة السلفيين والمتأسلمين والفاشيين الذين يريدون أن يعيثوا في أرض مصر فساداً باسم الدين ، هؤلاء الذين يريدون أن يحولون شعب مصر إلي أفراد مقطوعي الأيدي والأرجل والأذن والأنف وغيرهم من أعضاء جسم الإنسان.
لقد رأينا أمثلة من خطورة هذا التيار السلفي ليس فقط بالنسبة للمسيحيين ولكن أيضاً بالنسبة للمسلمين عندما قام أحدى السلفيين بقتل مسلم بسبب شكه (شكه فقط) أنه لا يصلي ! ثم طرد امرأة وبنته من منزلهم لشكهم في سلوكه رغم تبرئة المحكمة لها! ثم حادثة القبطي الذي تم الاعتداء عليه لمجرد الشك أيضاً! لم نسمع عن أي محاكمة لهؤلاء الغوغاء على بربريتهم!
أنني أضم صوتي للأستاذ نبيل شرف الدين أنه حان الوقت لكي يدرك المجلس العسكري مدي خطورة هذه التيارات المتطرفة والفاشية على مستقبل مصر ومكانتها بين دول العالم. أننا نريد أن من يخترق قوانين ونظم الدولة يجب أن يحاكم طبقاً لقوانين الدولة وألا يكون هناك تهاون أو جلسات صلح عرفية لا تحل ولا تربط. فمن أخطأ في حق غيره من المواطنين بغض النظر عن انتماءه الديني يجب أن يحاسب وإن كان اعتداءه من منطلق ديني فيجب أن يكون عقابه أشد لأنه أرتكب جريمتين الأولى الاعتداء على مواطن والثانية إساءته للإسلام بإعطاء صورة سلبية تظهر الإسلام بأنه دين عنف.
أنني أدعو المجلس العسكري إلي الحد من الدور الذي يقوم به المشايخ السلفيين أو قادة الجماعات الإسلامية بتنوعها على الساحة السياسية. يجب أن يلتزم هؤلاء باللعبة السياسية وأن يبعدوا الدين عنها ، أو يختاروا بين السياسة أو القيام بدور ديني دعوي إن كانوا صادقين.
فنحن مسيحي مصر الذين شاركنا بدماءنا في ثورة 25 يناير مع شركاءنا في الوطن مسلمي مصر الشرفاء من أجل بناء مصر ، نريد مع شركاءنا المسلمين الشرفاء أن نبنى بلدنا سوياً يداً في يد من أجل استعادة مجد مصر ، بعيداً عن التعصب والتطرف ، أنما كل واحد منا يساهم في البناء حسب مواهبه وإمكانياته في حب وسلام.
هل ستجد هذه الكلمات صدى لدي المجلس العسكري والمسلمين الشرفاء لإنقاذ مصرنا الحبيبة من السقوط في مستنقع الطائفية والحروب الدينية التي يريدها الحاقدون لنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لابد ان يتحرك الاقباط وفورا-1
جاك عطالله ( 2011 / 4 / 20 - 19:32 )
تحية للصديق الدكتور حسب الله على هذا المقال الهام -
رد المشير الشيخ طتنطاوى لن يخرج عن انه اخذ به علم و سيستشير شيخه محمد حسان بالامر ويبلعط بعدها ان الدولة دينية دينية - اسلامية اسلامية -بزرميطية بزرميطية - والشيخ قال اللى موش عاجبه يهوينا
كما قلت الشيخ رباية سعودية على يد اسوأ شيوخ السلفيين السعوديين واعماهم بصرا وبصيرة فماذا تتوقع ان ترى وتسمع؟؟؟

والسعودية لا يمكن ان تفرط فى مصر احدى الماسات المهمة بتاج ملك البدو والشعراوى العميل الاصلى مات وحاليا عندهم ماشاء الله الصيصان الجديدة كبرت وملأت الفراغ الشيخ وجدى غنيم وصديق و حسان و ابو هباب السلفى و المشير الشيخ طنطاوى صاحب المجلس العسكرى كرم الله وجهه وريث دور الشيخ حسنى مبارك الحرامى البجح خرم الله وجهه
عموما لابد ان يقوم الاقباط جميعا بعمل الجزء الخاص بهم سواء بالداخل او الخارج ففى الداخل ندعو لمظاهرة مليونية و اعتصتام لاستنكار ابادة الاقباط و اكل حقوقهم فى قنا وابو قرقاص حتى القبض على ومحاكمة كل السلفيين الذين بلطجوا ضد الاقباط بالاعتداء والقتل والكراهية وسرقة الممتلكات سواء بقنا او ابو قرقاص او صفط اللبن او صول -


2 - جزء 2
جاك عطالله ( 2011 / 4 / 20 - 19:41 )
الجزء الثانى على اقباط الخارج للاعتصام الفورى امام مبنى الامم المتحدة وامام الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبى ومنظمات حقوق الانسان ودعوة وسائل الاعلام العالمية لتغطية فضائح السلفيين من مظاهرات بذيئة ضد قداسة البابا وحوادث قتل وسرقة ونهب علنى بابو قرقاص و مظاهرات وبذاءة فى قنا ضد محافظ محترم ذو انجازات لمجرد انه قبطى - اعتقد بعد تصريحات التمكين و تطبيق الحد على المسيحيين وبعد غزوات صفط اللبن وابو قرقاص وقنا و عشرات المواقع الاخرى وضح ان المسلمين اختاروا التطهير العرقى اللمسيحييتن بكل انحاء مصر وعلى هذا خياراتنا تغيرت الى منطقة امنة للحكم الذاتى وحماية دولية لكل من لا يرغب بالبقاء تحت حكم دولة دينية بقيادة السلفيين والاخوان - برقع حياء السلفيين تمزق وظهرت انيابهم ولا يجب ان ننتظر حتى يتمكنوا من ذبحنا - علينا سرعة التحرك تجاه مناطق محمية دوليا بعد كل هذه المذابح وتواطؤ المجلس العسمكرى وسكوته عن حماية مواطنيه - ثمن المذابح يجب ان يكون غاليا جدا ولا يجب ان يتمكن السلفيين والعسكريين من تحقيق ما يحلموا به من ذبح الاقباط او تهجيرهم جماعيا واذلالهم بالشريعة التى اخربت كل مكان طبقها -

اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب