الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموروث وضرورة البناء القيمّي المعاصر

جواد الحسون

2011 / 4 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر



لاشك في ان جميع الامم والشعوب قد لازمت الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة عن اسلافها عبر حقب زمنية طويلة وربما هي موغلة في القدم وقد فرضتها عوامل ، اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية وبيئية تباينت تأثيراتها وامتداداتها وطريقة التعامل معها في المجتمعات التي ورثتها وفقا لمراحل التطور التي تعاقبت وسعت اليها هذه الشعوب والمجتمعات . الا اننا ترى وبوضوح ان التمسك بالموروث قد تجذر في مجتمعات ما يسمى بالعالم الثالث بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص ليصبح بعدها هوية مقدسة لايمكن تركها او تغييرها او المساس بها لتشكل بعد ذلك عائقا كبيرا امام حركة البناء والتطور الحضاري ومؤثرا خطيرا على اداء وسلوكيات المجتمع ورسم سماته ومميزاته القيمية. ان الموروث حسب طبيعته يتضمن الموروث المدروس والموروث المكتسب وهنا يجب عدم الخلط بين الارث الحضاري المشرق الذي ورثه العرب عن اسلافهم ثم عملت الوصاية العالمية والحكومات المسيرة التي تعاقبت على حكم الجتمعات العربية على قطع جميع جذوره واصوله وايهام هذه الشعوب بالابقاء على حالة التغني والافتخار بذلك الماضي الموؤد لسد النقص الحاصل والعجز عن اللحاق بركب الامم المتقدمة ، وبين الموروث البدائي المكتسب والمتخلف الذي زرعته القوى الاستعمارية في المجتمعات العربية ورعته المصالح الفردية والفئوية لتحقيق منافع ايديلوجية ومذهبية آنية وبعيدة المدى ساهمت في ترسيخ قيم وتقاليد اسرت الشخصية العربية وحددت قدراتها وفقا لمقاييس معينة حالت دون استمرار حركة التطور كما انها احطت من حقيقة الشخصية العربية ونمت بداخلها عقدا وامراضا نفسية لا حصر لها ادت بعد ذلك الى اشغالها عن الدور الذي ينبغي الاهتمام به في السعي لتغيير الواقع المتردي لمجتمعاتهم التي تنوء تحت وطئة التخلف والقهر والتسلط.
وبدل من اصرارنا على المغالات والتبجح والافتخار بحضارة وامجاد افلت شمسها وخارت قواها ورحل صانعوها ولم يبقى منها سوى اطلال موحشات احاط بها التصحر والجدب ، علينا البحث في معوقات تقدمنا وتطورنا والتركيزعلى اعادة التكوين وبناء الذات الانسانية وتنقيتها مما علق بها من شوائب وعادات مذلة ومهينة لشخصيتنا العربية وانتزاع الكم الهاهل مما طرح وما يعرض من افكار هدامة وبدائية على اذهان المجتمع بصورة قصدية وماكرة لاجهاض كل محاولات النهوض والتقدم ، والقيام بثورة ثقافية جادة ضد ارهاب العادات والتقاليد الموروثة خطئا في اوساط مجتمعاتنا المبتلية بالتناحر القبلي والاحتراب الفكري والمذهبي ، والتحرر من عقدة حرية المرأة والمساواة ورهاب الفن وارساء لغة الحواروالكف عن استخدام الاسلحة الفتاكة في مواجهة الرأي الاخر والتخلص من نزعة التسلط والعنف الاسريين وفك الحصار المفروض على الثقافة العامة للطفل وفتح ابواب الاختيار والانتقاء والتعبير امام الجميع والعمل وفق حقيقة ان أي موروث لا يدعو الى الابداع والتقدم والرقي وسعادة الانسان فأنه كذبة وخدعة تستتر تحت ما نتشبث به من عادات وتقاليد سراطانية عاقبتها المزيد من الاذعان والتدهور الفكري والانحطاط الاخلاقي والحضاري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم