الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُرافَعة

يحيى علوان

2011 / 4 / 20
الادب والفن



هـذا الرابضُ فوَقَ منبـرِ الجُلمـودِ .. هـذا القابـعُ فـي ظِلِّـه ، مُكَـوَّراً علـى مَسَرّاتٍ كئيبـةٍ ،
هـذا الذئبُ الجميلُ ، رمـاديُّ الفـرو ، لَمّـاعُـه ..
يجثو ، يُريـحُ الرأس عنـد قائمتيه ، عيونُه تَلصِفُ فـي الغَـورِ .. تدعوكَ لِتـرى
مـا خَلفهـا ..
..............................

هـذا ، الـذي كُلَّمـا إعتلى المِنَصّـةََ شاهِـدٌ ، قََطَّبَ حاجبيـه ، وزاغَ نَظَـره فـي البعيـدِ .. ،
وحين تَهُبُّ زَوبَعَـةٌ من رمـل الشهودِ ، يُغمِضُ الجُفـونَ .. يُقَلِّبُ شظايا ماضيٍ صَقيـلٍ ،
يتَنَصَّتُ بداخلـه لحفيفِ أَمَـلٍ لا يلبَثُ أَنْ يخبـو ،
يتشمَّمُ رائحـةَ أَمسٍ وَلَّـى ،
و يَحُـكُّ بمخلَبـه عُنُقَـاً أَيبَسَه عَطَشُ البرِيَّـةِ ...

يبتَسِمُ سـاخِـراً من تَأتَأَةِ الـزورِ ولَعثَمَـةِ المجـاز ،
وحينَ يبكـي الجحـودَ بخَـرَسٍ الصَخـر ،
يتثاءبُ فتبينُ أَضـراسـه ، شـاهـدةً علـى جُبـنِ مَـنْ تَشَبَّه بالأُسـودِ ...!
...............................
...............................

هـذا ، الذي نعـرفـه .. بـريءُ هـوَ من دَمِ يوسُفَ ..
وهـذا القانِـيُّ ، ليسَ دَمَ يوسُـفَ ،
هـوَ دمُنـا المسفوحُ على قميصِ غُربَتِنـا ،
غَفلَتُنـا ، هـيَ الجُبَّ ، الـذي رَمَتنـا في قعـره ، سَمٍسَـرَةُ "مصـالِـحِ " لَـمْ
نحتَسِبْ لَهـا ، يـومَ كُنّـا غُـرُراً .. نَنجـو مـنْ شَـرَكٍ ، فنسقُطَ فـي فِخاخِنـا ،
أَو تأخُـذنـا مَتاهةُ حـروبٍ ، تستولِدُ أُخــرى .. !
...............................
فأغِفِـرْ لَهُـم ، يا ذئبُ " لأنهُـمْ لا يَعـرفـونَ ماذا يفعَلـونْ !"
واغفِـرْ لنـا ، يا ذئبُ ، غَفلَتَنـا !
فأَنتَ بـريءٌ مِمّـا نحـن فيـه ،
لأَنّنــا وُلِـدنـا في بُـرج الخَسـارةِ والنحس !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-