الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف سلمان ( فهد ) حزين وغاضب يوم التاسع من نيسان الحلقة الثالثة

محمد علي الحلاق

2011 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ألموضوع (( يوسف سلمان ( فهد ) حزين وغاضب يوم التاسع من نيسان ))
ح 3
[ أنني بدأت حياتي بالنضال الوطني ، قبل أن أكون شيوعياً . وبعد أن أصبحت شيوعياً لم أجد تناقضاً بين وطنيتي وبين أن أكون شيوعياً . ولكنني بعد أن أصبحت شيوعياً ، أصبحت مسؤوليتي تجاه وطني أكبر ]
[ يوسف سلمان ( فهد ) أمام المحكمة في 1947/5/18 ]
(( فهد والحركة الوطنية في العراق ص 254 ))
ليس خافياً على احد من أن مشروع الاحتلال الكولنيالي – الامبريالي ، البريطاني للعراق 1920 – 1914 لم يكن يتضمن اقامة دولة عراقية مستقلة ، بل على العكس من ذلك تماماً فقد كان يسعى الى :
1- تقسيم العراق الى ثلاث كيانات – ( وهو ما يطرحه جوزيف بايدن في الوقت الحالي ) ! ؟
2- تغيير الطبيعة الديموغرافية لسكان وسط وجنوب العراق ( الشيعة ) ( الذين كانوا أعداء الانكليز ) ، وذلك بجلب ثلاثة ملايين هندي وأسكانهم هناك ( تهنيد المنطقتين ) .
3- فصل ولاية البصرة لأهميتها الاقتصادية – الاســـتراتيجية ، عــــن العـــــراق وألحاقها بحكومـــة الهنــد ( البريطانية ) مباشرةً ، وهو ما عملت لتطبيقه على أرض الواقع الطبقات الاجتماعية التي أرتبطت مصالحها الاقتصادية مع المستعمرين ، وسرعان ما ربطت مصيرها به . وفي مقدمتهم شيوخ العشائر وكبار التجار وملاّك الاراضي والعقار .
[ وقفة قصيرة ] وهو ذات المسعى المشبوه الذي تسعى اليه ذات الطبقات الاجتماعية ( المعاد أنتاجها من قبل المحتلين ) ولو بشكلها ( الكاريكتيري ) ، لكون محتل البصرة هم أنفسهم ( الانكليز ) ، أضيف اليهم مجموعة من ( الافندية ) العملاء أصحاب مشروعي ( أقليم الجنوب ) و ( أقليم البصرة ) . !
غير ان العراقيين الاباة وبدمائهم الزكية التي سالت في ثورة العشرين الوطنية الكبرى ، قد أفشلوا ذلك المخطط الاستعماري ، الانكليزي ، الخبيث .
وبعد تشكيل الدولة العراقية التي رسم هيكلها وحدد طبيعتها وقرر وظائفها وعين ملكها وقادتها كل من ونستون تشرتشل ، وبرسي كوكس ، ومس بيل ، بأستشارة من عبد الرحمن النقيب ونوري السعيد وجعفر العسكري .
قادت البورجوازية الوطنية – المدينية ، الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار ، في العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن العشرين المنصرم ، وحملت راية النضال الوطني من أجل الاستقلال الكامل من التبعية للأنكليز ، ومعه بدأت بتبني وطرح المشروع الوطني العراقي كبديل عن مشروع الاحتلال وأعوانه ، وقد كان هذا المشروع يهدف الى بناء دولة عراقية عصرية كاملة السيادة ، متحررة من كل أشكال التبعية للأستعمار ، تقوم على النظام الديمقراطي الليبرالي حيث يكون فيها العراقيون كافة مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات بغض النظر عن القومية أو الدين أو المذهب أو اللون أو الجنس ، وكان في مقدمة تلك الحركة وعلى رأسها الحزب الوطني العراقي الذي أسسه وقاده ، القائد الوطني الكبير ( جعفر أبو التمن ) .
لكن مع اشتداد الصراع السياسي وزيادة حمى وطيس المعارك الوطنية ، مع المستعمرين الانكليز وحكومات النظام الملكي المأتمرة بأوامر المندوب السامي البريطاني الذي تغير أسمه ( فقط ) الى سفير . ! [ ما أشبه اليوم بالبارحة من الحاكم بريمر الى السفير جيفري ] . !
وبسبب الطبيعة الطبقية للبورجوازية التي تخشى الاصطدام والمواجهة العنيفة ، المباشرة ، وأيضاً بسبب الجذور الفكرية – الدينية ، للقائد أبو التمن ، المتمثلة بفكر المذهب الجعفري – ألاثنا عشري الذي يقوم على ويعتمد مبدأ ( التقية ) .
كل ذلك أدى الى أعتزال القائد أبو التمن للعمل السياسي وحل الحزب الوطني سنة 1933 ، وتزامن ذلك مع ظهور طبقة أجتماعية ثورية جديدة على الرغم من كونها كانت في ذلك الوقت جنينية ، تشكلت في رحم المؤسسات التي أقامها المحتل ( الانكليزي ) لخدمة أغراضه مثل الموانئ والسكك الحديد ومن بعدها شركات النفط والكهرباء ومن ثم معامل القطاع الخاص كالسكاير والزيوت والنسيج ، هذه الطبقة هي الطبقة العاملة العراقية التي سرعان ما تخطت كونها طبقة في ذاتها ، لتصبح بعد سنوات معدودة وبفضل أنتشار الفكر الاشتراكي العالمي ، الذي يتبنى العلم الماركسي مع أنتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وبفضل المناضلين ، المجاهدين الذين تمرسوا على النضال الوطني في صفوف الحزب الوطني العراقي أن تصبح طبقة لذاتها ، وكان من أولئك المناضلين يوسف سلمان ( فهد ) ذلك العراقي ، الكلداني الاصيل ، الذي جاء من بغداد ( أم الدنيا ) ، حاملاً روحه العراقية – الكلدانية لتمتزج في البصرة والناصرية مع عبق إرث السومريين والمعتزلة والزنج والقرامطة ـ
ومع تبنيه للفكر الماركسي ، بدأ بتشكيل الخلايا في مدينة الناصرية ، حيث هناك ظهر أول بيان يحمل شارة المطرقة والمنجل و [ الذي كتبه القائد فهد نفسه بخط يديه وعلقهُ في ثمانية عشر مكاناً مختلفاً ليلة 31 كانون الاول(ديسمبر) 1932 كان موقعاً ببساطة)(عامل شيوعي))[حنا بطاطو2ج ص80 ].
وكما ربط بين الانتماء الأممي والانتماء القومي بالشعارين اللذين رفعهما البيان وهما : (( ياعمال العالم أتحدوا )) و (( عاش أتحاد جمهوريات العمال والفلاحين في البلاد العربية )) فأنه ربط بين النضال الطبقي المطلبي والنضال الوطني السياسي في محتوى البيان ، ودعونا نتوقف قليلاً ونتصفح كلماته ، وهو البيان الاول للشيوعيين العراقيين ، وحتى قبل التأسيس الرسمي للحزب ، ولنرى مدى راهنية ما طرحه فيه من كلمات وأفكار وكأنه يكتبه هذه الايام ، حيث جاء بالبيان :
(( أيها العمال .... العاطلون عن العمل يملئون الشوارع ... نسائهم وأطفالهم لا يملكون ما يقتاتون به ... هل فكرت الحكومة بمساعدتهم ؟ لم يحصل شيء من هذا ... لأن الحكومة ليست إلا عصابة تعمل ضد الشعب ... أيها العمال إن للناس حقوقاً لن يؤمنوها إلاّ بالقوة . هذا ما أكدته دروس التاريخ ... ما من أحد يمكنه أن يشعر ببؤس العمال ألا العمال أنفسهم ، ولا أحد يعرف آلام الجوع الا الجائع . لماذا نلوم الذين يأكلون ثمار عملنا ... أذا كنا نحن أنفسنا نشجعهم على سرقتنا ؟ ... لا تخدعوا بأسم فلان من الناس لكونه من الاعيان أو لكونه غنياً أو من عائلة كبيرة ، فكل الرذائل تأتي من العائلات الكبيرة التي يزعم أنها شريفة حيث لا شرف ألا في العمل ، وما من شريف غير العامل والفلاح ....
تشجعوا أيها الرفاق ! فنحن نناضل في سبيل شرفنا وحياتنا وخير أجيالنا المقبلة . الى الامام أيها العمال ! تقدموا الى العمل المثمر والى الحرية والرفاهية ] .
[ حنا بطاطو 2 ج ص 80 ]
ومن بعد ذلك ، فلقد تسلم القائد ( فهد ) والحزب الشيوعي ، راية الكفاح الوطني من القائد جعفر أبو التمن والحزب الوطني ، وأيضاً تبنى الشيوعيون العراقيون المشروع الوطني العراقي وعملوا على تجّْذيرهُ وتعميق مفاهيمه بأضافة المضمون الاجتماعي – الطبقي والبعد الانساني اليه ، ثم قام الحزب بأعتباره المثقف العضوي ، سواءاً حين ما كان تحت قيادة ( فهد ) أو من تسلم الراية من بعده كذلك ، ببث الروح الوطنية وتكريس الشعور بالانتماء الى الوطن وأبلاغ مقولة (( حب الوطن من الايمان )) حدود القدسية الروحية ، وتربية أعضائه وأنصاره وأصدقائه على تعزيز روح التضحية والفداء والبذل والعطاء في سبيله دون مقابل أي من دون البحث عن مصلحة شخصية أو منفعة ذاتية . ! .
ومع تثقيفه بعشق الحياة وأعطاءها بعداً روحياً ، أنسانياً سامياً ، وعشق الطبيعة حد الذوبان بما فيها من أشياء جميلة والنظر اليها برؤية جمالية رائعة ، كون الفكر الماركسي يدعوا ويعمل ليس الى أَنسَنَة الانسان بتخليصه من التشيء الرأسمالي ، بل وحتى الى أنسنة الطبيعة وكل الوسائل المادية في الحياة بأضفاء لمسات من روح الانسان العظيمة عليها .
نقول أنه مع تثقيفه ذاك ، فقد ربى أعضاءه وانصاره على الاستعداد للتضحية بالحياة الواحدة ، التي لا حياة بعدها ! . (( بدون مِنّةّ ودون أنتظار جنة )) ! ، أنها أقصى ما يمكن أن يصل اليه أي أنسان في الوجود من درجات الايمان بالمبادىء السامية والمثل العليا والاهداف النبيلة ، أنه منتهى الايثار والبذل والعطاء والفداء .
ولكون القائد ( فهد ) ورفاقه من القادة المؤسسين ، حسين محمد الشبيبي وزكي بسيم ويهودا صديق ، قد ضربوا المثل بالتضحية بالنفس ، بأنفسهم نقول وكلنا زهو وفخر ، على الرغم من أن في العين قذى وفي الحلق شجى وفي النفس أسى ، لما سنقوله بعد ذلك عمن شوه هذه الصورة الزاهية النقية لحزب ( فهد ) .
نقول إنه وبسبب (( قوة المثل )) التي دعى اليها وأول من عمل بها القائد ( فهد ) ورفاقه الاماجد ، للوطنية الخالصة من أي غرض أو منفعة أو مغنم ، والاخلاق الفاضلة التي تحلّوا بها ، فلقد أضحى الشيوعيون العراقيون وبعد سنوات قليلة على تأسيس حزبهم ، بنظر الغالبية الساحقة من فقراء العراق ومحروميه ومن كل الشرفاء و الطيبين في هذا الوطن ، كالقديسين ، بل كالانبياء والاولياء ( المخلّصين ) الذين يمشون على الارض ! ، حتى تماهت التسيمتان ( شيوعي ووطني ) وصارتا إسمان لحقيقة واحدة .
وحتى صار الحزب الشيوعي العراقي ، حزب ( فهد ) ، وبكل جدارة ، وبما خبرته سوح النضال الوطني ، في المعارك الوطنية أو المطلبية ، الطبقية ، حزباً صلباً ومبدأياً ، لايعرف المساومة والمهادنة على حرية الوطن وسيادته الكاملة أو على حقوق ومطالب كادحية ، صار هو المرجعية السياسية الوطنية الأولى وحتى الاجتماعية بدلاً عن العشيرة . وكما قلنا للغالبية العظمى من فقراء العراق و ( فقراء الشيعة ) خاصة الساكنين في بغداد ، في مناطق الشاكرية وخلف السدة والمجزرة ( الميزرة ) التي صارت بعد ذلك مدن الثورة والشعلة والحرية والاسكان ومعها الكاظمية والشواكة والكريمات والعوينة وشارع الكفاح وعـﮕد الاكراد ، وكذلك كان الحال في مدن وريف الفرات الاوسط والكوت والجنوب وكردستان وسكان الاهوار ( آل ازيرج ) والحمار الغموكة وحتى البدو الرحل ! ؟ .
وحيث لم تكن مع كل أحترامنا وتبجيلنا للأئمة الشهداء ولأصحابهم النجباء ، نقول ، لم تكن النجف أو كربلاء أو سامراء ولا آية الله ( الفلانستاني ) أو حجة الاسلام ( العلانِستاني ) ، مع خالص أحترامنا لرجال الدين الوطنيين ، لم تكن تلك المدن أو أولئك المراجع هم المرجعية ، لكن كانت مرجعيتهم هو حزب الشيوعيين العراقيين . حزب يوسف سلمان ( فهد ) ورفاق دربه الخالدين . ! ..... وللموضوع بقية ...

محمد علي الحلاق
كاتــــب وباحـــث عراقــــي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا سيقول فهد ألآن لو ...؟
طلال ألربيعي ( 2011 / 4 / 20 - 19:43 )
يقول فهد -أيها العمال .... العاطلون عن العمل يملئون الشوارع ... نسائهم وأطفالهم لا يملكون ما يقتاتون به ... هل فكرت الحكومة بمساعدتهم ؟ لم يحصل شيء من هذا ... لأن الحكومة ليست إلا عصابة تعمل ضد الشعب ... أيها العمال إن للناس حقوقاً لن يؤمنوها إلاّ بالقوة . هذا ما أكدته دروس التاريخ ... ما من أحد يمكنه أن يشعر ببؤس العمال ألا العمال أنفسهم ، ولا أحد يعرف آلام الجوع الا الجائع . لماذا نلوم الذين يأكلون ثمار عملنا ... أذا كنا نحن أنفسنا نشجعهم على سرقتنا ؟ ... لا تخدعوا بأسم فلان من الناس لكونه من الاعيان أو لكونه غنياً أو من عائلة كبيرة ، فكل الرذائل تأتي من العائلات الكبيرة التي يزعم أنها شريفة حيث لا شرف ألا في العمل ، وما من شريف غير العامل والفلاح ...-
فماذا سيقول فهد ألآن لو كان ما زال حيا عن قيادات تدعي ألشيوعية وتعمل مع أفسد حكومة عرفها ألعراق أو ألتأريخ وذلك كنواب وزراء أو مع قيادات أقطاعية وعشائرية ورجعية في كردستان حيث خلعت هذه ألقيادات في بغداد أو كردستان حتى ورقة ألتوت بأطلاق ألرصاص على ألمتطاهرين من أجل حقوق مشروعة ودستورية؟


2 - طلال الربيعي
محمد موسوي ( 2011 / 4 / 20 - 22:29 )
اعتقد ان رفيقنا طلال الربيعي قد وعى الامر اخيرا والحليم تكفيه الاشارة ليفهم ما هو الامر!

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |