الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عراقيتنا ذنب أرتكبناه؟

أمير الحلو

2011 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أعترف بأنني لم استلم حصتي في البطاقة التموينية منذ اكثر من سبعة سنوات ليس لاني من الأثرياء أو المتعففين ، بل بسبب أنني (هاجرت) من مكان سكني وتركت بيتي وأثاثي (لوجه الله ) تعالى ولم أعد استطيع مراجعة الوكيل واكتفيت بتجديدها سنوياً لأنها (أهم) شهادة ثبوتية على الصعيد العالمي لولا أن الأخرين يطلبون جواز السفر فقط ، لذلك فأنا أتابع (عن بعد) أخبار النقص أو الفقدان في مفردات الحصة التموينية أضافة الى عمليات الغش التي تحدث في المواد وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري كما حصل مع قضية زيت الطعام المحجوز في موانئ البصرة والذي أنتهت صلاحيته لدى الشعوب الأخرى فلم يجد المسؤولون عن استيراده غير الشعب العراقي لتصريف هذه البضاعة الفاسدة ، ولعل أكثر ما يشجعه على الاستمرار في هذا المنهج الأجرامي هو عدم المحاسبة أو العقاب ، وإلا لعرفنا ماذا حصل مع قضية الشاي المغشوش الذي رفض حتى الفقراء استعماله فهو مكّون من مواد غريبة لا علاقة لها بالشاي، ولا أدري سبب السكوت عن هذه الحالات و( طمطمتها ) بل الاستمرار في الغش بالمفردات الأخرى ، وكأننا مركزا لطمر نفايات الاطعمة والمواد الفاسدة والتالفة ؟
أن الشعب يتألم عندما يجد أن نظرة بعض المسؤولين في التجارة وغيرها اليه بهذا المستوى الذي هو اقرب الى الاستهتار والاستهانة ، فهل سمعتم بمسؤولين في العالم لا يخشون الفضيحة والمحاسبة وهم يسممون شعوبهم !
قبل سنوات وقفت أمام مخزن لبيع المواد الغذائية مقابل موقع جريدة الثورة سابقا قرب ساحة عقبة بن نافع ، وعندما أخرج لي البائع الدجاجة المجمدة شممت رائحة عفنة فيها فأعدتها اليه وطالبته بأتلاف ما عنده ولكني لم أجد استجابة منه ، فكتبت في عمودي الصحفي الاسبوعي عم هذه الحالة ، وبعد أيام أتصل بي تلفونيا أحد أقرب أصدقائي وهو صاحب محل (دجاج فارس) في الكرادة ليقول لي أن المحل المذكور تابع له وهو يأسف لما حصل وأن السلطات الصحية قد أغلقت محله بسبب هذه المخالفة للقواعد الصحية ، وقد أعتذرت له عن تسببي في خسارته ولكني عاتبته على بيع دجاج فاسد فاقسم انه لا يعرف بذلك وقد يعود السبب الى الانطفاءات المتكررة في الكهرباء ، وأنه سيحرص على تفتيش جميع المواد المجمّدة في فروعه قبل بيعها .
وقد تذكرت هذه الحادثة وأنا أجد أن نشر فضائح الغش في المواد الغذائية وحتى الدوائية تمر من دون محاسبة ، وعلى الرغم من ان بعض الصحف ووسائل الاعلام (تفضح ) مثل هذه الصفقات الفاسدة ، إلا أن ممارسيها يعتمدون على عامل الزمن و(التقادم) في تناسي هذه الحوادث والاستمرار في ممارسة الغش ضاربين عرض الحائط صحة الشعب ومصالحه .
انني أدعو الى حملة شعبية تستنكر عمليات الغش في الغذاء والدواء والاستمرار في محاسبة المسؤولين حتى صدور أحكام حقيقية بحقهم وليس قبول أو عدم قبول استقالتهم بعد الفضائح التي تلاحقهم في اعمالهم .
ترى هل يقبل اي مسؤول (كبير) في أية سلطة عليا أن يتناول وعائلته طعاماً فاسدا سواء بالدجاج أو اللحوم أو الزيوت ، ثم في استراحته لشرب شاي لا علاقة له بالشاي !
أتقوا الله ، واسرقوا الأموال كما تريدون ولكن لا تحولوا السرقات الى الطعام ، والدواء فتسببوا في الأضرار بالناس الأبرياء الذين لا ذنب لهم في هذ ا الزمان سوى أنهم ....عراقيون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هروب المسؤؤلين
فاضل حسن ( 2011 / 4 / 21 - 14:04 )
عند سقوط الصنم سقطت اركان الدولة العراقية وهرب الوزراء والمدراء وتركو وزاراتهم ودوائرهم تنهب امام اعينهم وكأن الامر لايعنيهم وبعد الهدوء رجع كل مدير الى دائرتة المحروقة وقام بتحرير الشيكات والاوامر التعاقدية الى التجار وتم بيع ما تحويه مؤسساتهم من مكائن ومعدات وبواخر كما حدث فى دائرتى والان هم متقاعدون واصحاب ملاين الدولارات ويعيشون فى دبى والاردن .
هؤلاء لم يكونوا وطنيون بل حرامية النظام السابق
فالخط الثانى استغل الفرصة وقدم نفسه كخبير فى الادارة والحيل التجارية فقدم لسيده الجديد السحت الحرام وعبء جيوبه بها فالفساد ليس غريبا فى العراق فكانت قصص تصل الى مسامعنا على المسؤؤلون السابقون والذى كان خارج حدود الوطن يقرئها ويسمعها فىالقنوات والان العالم اصبح شفافا فالفساد اصبح يزكم الانوف لانهة لاتوجد مرشحات الان تحياتى استاذ


2 - سلالات
سمير فريد ( 2011 / 4 / 22 - 04:54 )
الاْستاذ امير الحلو
هناك في لعبة كرة الطائره تكتيك ان واحد يرفع والاْخر يكبس وهذا حال المعلقين في الفيس بوك لكن يا استاذنا العزيز ان الفساد الحالي هو الفساد الذي زرع في العراق منذ عام 1963وتوارثه الثوار من سلاله مجيده الى سلاله مالكه ولا ادري ما العجب في ذلك .ان كان الدجاج فاسد في بغداد قي ذلك الزمن الاْغبر فاْن التخلص من الكورد كان يتم بكيماوي من النوع الجيد والمجيد .اننا ضد الفساد ولكن يجب فضح الفساد السياسي والمالي والاْداري وتشخيص الاْسباب ويجب ان نتذكر ان هناك فساد ديني وعرقي وقومي يجب فضحه وعند ذلك سيتم التخلص من كل الدجاج ومن كل السلالات المجيده والملكيه ...تحياتي ومحبتي للجميع


3 - هنالك من يبرر للفساد الحالي !
علي النقاش ( 2011 / 4 / 30 - 17:31 )
ان المبرر الذي جعلني لا اكتب على ألبوك هو نقد المعلقين ممن عبروا عن رأي مغاير للواقع ولكني أضيف حتى وان صح ما يطرح فالفساد الذي صور بأنه من بقايا رجال النظام السابق من مدراء سابقين ليس حقيقة أبدا فليس المفسدين السابقين علموا الشرفاء الجدد ..ولكن الحقيقة فكل المدراء العامون الذين تقلدوا أو استولوا على المناصب إن لم تنزل الدرجات ادني من ذالك هي مناصب سياسيه ولسنا من سكان جزر واق واق لتنطلي علينا هذه الادعاءات ...والفساد هو تربيه وخلق تسري في الجسد ليس تبرز متى ما وجدوا الفرصه السانحه لظهور هذه المواهب المدفونة إنها ولا المهارات في الكيمياء والفيزياء فليس إي إنسان يتقنها , لقد ذهب المجيد ودولته ..واي تبرير للمفسدين كمن يشجع عليه بل ويشرعن له قوانين تحميه , ليس لنا إلا أن نقول إن التخصيصات لكل العراق كانت لا تزيد عن 6 مليار وهو قرار الغذاء مقابل النفط وكانت الحصة ولا مبرر توصيفها بل إن العراقيين اعرف إذ كانت تكدس في بيوتهم لثلاث أشهر فهل تقارن هذه الأموال مع ما يخصص للنهب حاليا دون إن يصل المواطن إلا الفاسد والشحيح من الحصة ولا أضيف إلا إن أقول ختاما , وهل ترمى إلا الأشجار المثمرة

اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور