الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا الفن والتعاطي معها مجتمعياً

حيدر الاسدي

2011 / 4 / 21
الادب والفن


قيمة كل حضارة وأمة ما تقاس بتقدمها الفني والثقافي وما وصلت اليه من معارف في شتى المجالات وهذا عن طريق المشتغلين في هذه المجالات وما يصل للعالم وللمجتمع من نتاجات لهم سواء فنية او معرفية او ثقافية ،وبطبيعة الحال يرى البعض ان تلك الثقافات ترتقي وتتطور حسب البيئة التي تحيط بها وتوفر لها الأجواء سواء سلبية كانت ام ايجابية ، ربما لان تلك المعارف تتعارض مع أيدلوجيات الأكثرية في ذلك المجتمع ، وهكذا ثمة جدلية وصراع قائم بين ما يجب ان يشاع وما يجب ان يعمل به داخل تلك المجتمعات ، ويرى البعض ان بعض تلك الفنون والمعارف يجب ان يتقدمها سلم كامل لى صعيد الأمكنة كالصالونات الأدبية والمسرح ، فقديما كان يعرف استقرار البلدان على أساس توفر المسرح فيه وريادته من قبل الجمهور ، مع ثورة الاتصالات في المنطقة العربية برمتها بدء التعاطي مع المفردات الثقافية ينتشي شيئا فشيئا ولكن بقت سطوة المهرجانات ورعايتها هي المسيطرة وتنال حظوتها من الحضور الواسع ، وهذا لم ينطبق على الجميع فهناك نشاطات فردية اجتاحت الساحة كذلك كما حصل في العراق من نشاطات تقام على كاهل شخوص ينظموها ، كما يحصل في المعارض التشكيلية والعروض المسرحية ،وغيرها ، ولكن كل هذه الامور بدأت تأخذ إطار معين وتذهب الى جمهور معين ولم تعهد بنفسها لكسر روتين النخبوية ،فالكثير من المعارض التشكيلية التي تقيمها مؤسسات ثقافية لا يحضرها الا رواد الثقافة والادب والفن والمختصين ، بينما هذه قاعدة يجب كسرها الا ابعد من ذلك وفعلا حصل ولكن بصورة فردية كما أسلفنا وعلى سبيل المثال المعارض المدرسية للموهوبين وتشجيعهم رغم ان مادة الفنية مهملة تماما في المحاضرات المدرسية ولا اعرف السبب ؟ بينما يجب ان تستغل في استغلال مواهب الأطفال والطلبة وإبراز المائز منهم وتشجيعه على الاستمرار ، فلماذا الإهمال؟ ولماذا نبذ الفن داخل المجتمع؟ وطرح مفهوم خاطئ عن اشتغالات( الفنان) ويجهل الكثير ان اغلب أفعالنا في الحياة نابعة من الفن ويطلق عليها فن ، واغلب تداولنا مع الامور الحياتية يخضع لقضايا الفن ، كل الامور التي نستخدمها تدخل بصورة او اخرى في احد المجالات الفنية ...الزخرفة ...ألرسم ...الايقاع...المسرح والطقوس...التقاط مشهدية الواقع ...البناء ....التكوين ...البحث عن الجمال ....وغيرها تعبر عن ارهاصات الواقع وتصور الانسان المعاش ...في لوحة تشكيلية او عرضا مسرحيا ...وهكذا السينما والدراما ، وربما الدراما نأت بنفسها الى جانب الربح التجاري في خضم سطوة عقول اقتصادية على مكامن العمل ، وهذا يتبع ضمير المشتغل بالفن من المؤلف الى المخرج الى الممثلين ،لان اخطر القضايا المعمول بها داخل المجتمعات هي الدراما والسينما فهي تغير قناعات وتخلق أخرى مكانها ، وكم من التغيرات حصلت بفضلها ، وكم من حوادث وقعت جراءها ، اذن خطورة الفن يتأتى من كونه يفسر الإحداث ويحكم عليها ، ويطلق القناعات بالأسلوب المعمول به ،ليطرحها على طاولة المتلقي ... لكن هل ثمة متلقي واعي يعيد صياغة وفهم تلك الرسالة ( المرسلة) من قبل الفنان ؟ نحن نبحث عن هكذا متلق ويسعى الأديب والمثقف والمفكر لخلقه من خلال التنظير وزج المفاهيم المعاصرة التي يجب ان يتسلح بها المتلقي لفهم الرسائل المبثوثة ،لان جزء كبير منها يشكل خطرا على شريحة الأطفال والمراهقين والشباب خصوصا وكم من هذه الشرائح ذهب ضحية لمشاهد طغيان مرئية صورة الجسد منزلقا في مهاوي خطرة ، فالدراما التركية بدأت تشكل خطرا كبيرا على الأسرة في المنطقة العربية برمتها والامر ذاته مع السينما المصرية، على عكس الدراما الخليجية التي تعالج يوميات المجتمع الخليجي ، وعلى الاختلاف من الدراما العراقية التي تعالج معاناة المواطن العراقي ولكن مع اختلاف التعاطي مع الفكرة
( الثيمة) وهذا نابع من أفكار المؤلف وشركات الإنتاج ، فلم نرى أعمال جريئة تحرك الشارع بصورة حيوية كبيرة لإتلاف السلبي واستبداله بالايجابي بل وجدنا تسويق لألفاظ واسفاف في افكار مؤدلجة بعضها وأخرى أرشفة ما يحصل وحصل بدون التدخل وإبراز القيمة أي تركونا نكرر مشاهدة مشهد الشارع ولكن بصورة مفتعلة ادائية ؟ هل يمكن ان نقول ان هذا الامر يضف متعة المشاهدة فقط للمتلقي ؟ ! بدون البحث عن قيمة تزرع بذور التغيير والتغير داخل ذات الفرد المتلقي ، اذن نحن نتعاطى مع فن تصوير ! فالفن يجب ان يعبر القيم الجمالية الى قيم معرفية تزرع الأفكار والرؤى الى داخل المجتمع وتبث فيه الحيوية في رصد كل السلبيات والعمل على تغيرها من خلال الاستلهام من القيمة المعرفية لاي عمل فني ، ربما يرى البعض ان الفن المسرحي اكثر تأثيراً على المتلقي كوه يتواجه مع المتلقي
( الجمهور) وجها لوجه ويبث خطابه عن قرب ،ولكني ارى ان الفن برمته وكافة وسائله وإشكاله لو وظف لخلق نزعة وميول للتلقي الايجابي لدى عامة الناس من خلال دراسة القيم المعرفية من قبل الفنان قبل إطلاق أي عمل والابتعاد عن انعكاس أزمة الفنان في ( نصه ...عرضه ...عمله) ليكون الاس هو خلق القيمة بما يوازي خطابه المبثوث وتقنياته المتبعة ليكون الفن رسالة توجه خطاباتها عبر الوسائل المستخدمة الى الجمهور وتتعايش معه عبر إعادة خلق القناعات وفق طرح الرؤى الإصلاحية في مجالات الحياة كافة والعمل على نبذ السلبي بكافة إشكاله وأينما حل وحط ،حتى يكون التعامل بين المتلقي والفنان على أحسن ما يرام وتشكل بذلك علاقة وطيدة بينما أساسها المصداقية في تداول الموضوعات الحساسة التي تنتج قيم جمالية ومعرفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??