الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين

زكرياء الفاضل

2011 / 4 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين
في الآونة الأخيرة تكاثرت زيارات مبعوثي النظام الليبي إلى المغرب، فبعد زيارة نائب وزير الشئون الخارجية الليبية إلى المغرب يصل وفد ليبي آخر إلى العاصمة الرباط حيث استقبله هو الآخر وزيرخارجية المغرب الطيب الفاسي، لكن هذه المرة الوفد يمثل المجلس الوطني الانتقالي. ويبقى هذا الاهتمام الليبي بالمغرب مطرح الغرابة والتساؤلات خاصة في الوقت الذي وصلت فيه الأزمة الليبية إلى طريق مسدود وباتت تنتشر إشاعات، في الإعلام، عن محاولات أمريكا لإيجاد بلد يستقبل القذافي. فهل يكون المغرب هو تلك الدولة المستقبل لسفاح الشعب الليبي؟ أم أنه يلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة في محاولة لإيجاد حل سلمي للقضية الليبية، وبذلك يكون قد سحب البساط من تحت أقدام قطر؟
قد يبقى سر هذه زيارات الوفود الليبية، من المعسكرين، موضع اهتمام المتتبعين والمهتمين بأحداث ليبيا إلى حين قد يكون عاجلا أو آجلا، وهذا سيعطي أرضية خصبة لخيال المحللين السياسيين والصحافيين الذين لن يبخلوا في سرد تخميناتهم وتكهناتهم حول لغز هذه الزيارات المفاجئة. لكن قد يأتينا حل اللغز من حيث لا ننتظر خاصة إذا كان هذا الحل، المفترض، قد أتى من قناة لدولة بعيدة عن أنظارنا كالصين.
خلال برنامج يهتم بقضايا الساعة للقناة الصينية CNTV4 جرى الحديث عن الأزمة الليبية ووصولها إلى طريق مسدود إذا لم يترك القذافي السلطة ويرحل عن ليبيا. في هذه النقطة بالذات صرح بروفيسور مختص في العلاقات الدولية بأن المغرب هو البلد الذي وقع عليه الخيار لاستقبال القذافي. فهل تكون الزيارات المتتالية من المعسكرين الليبيين لترتيب رحيل القذافي؟ الجواب يتعذر في مثل هذه الظروف وتبقى التكهنات هي السائدة إلى أن تكشف لنا الأيام المقبلة عن حقيقة هذه الزيارات. لكن ما يمكن التنبؤ به هو ردود فعل الشارع المغربي في حالة قبول المغرب إعطاء مأوى ببلادنا للقذافي وأسرته ومن معهم إذ سيهيج هذا الشارع المغربي، الثائر إلى الساعة بهدوء، ليتحول إلى تسونامي عارم يجرف كل ما يصادفه في طريقه. فهل النظام المخزني بالمغرب لا يعي هذا؟ الاعتقاد المرجح هو أن السلطة المغربية ليست غبية ولن تلوّح بالمنديل الأحمر في وجه الشارع الثائر، لذلك قد يكون الهدف من هذه الزيارات هو منح دور الوساطة، بين الأطراف المتنازعة، للمغرب وتهميش قطر التي أصبحت عدوا شخصيا للقذافي. وقد يكون وقع الخيار على المغرب لكونه البلد الوحيد بالمنطقة الذي، وإن ساند الثوار كباقي الدول العربية، حافظ على اعتدالية موقفه من الأحداث الليبية. في حين تورّطت الجزائر في دعم القذافي بالمرتزقة، أما تونس ومصر فالثورة لا تزال قائمة بهما لذلك لا يمكنهما القيام بدور الوسيط.
هناك سبب آخر قد يجعل المغرب يقبل استقبال القذافي، على أنهّ ضعيف الاحتمال، ويتعلق بقضية الصحراء ومشكل الانفصاليين حيث أنّ العقيد الليبي لم يبخل في دعمهم ماديا وسياسيا إلى أن تمرد عليه الشعب الليبي فانشغل بمشاكله الداخلية. فربما المغرب يتوخى من استقباله توجيه ضربة لا أقول قاضية وإنما قوية لأعداء الوحدة الترابية الوطنية إذ سيصبح من الصعب عليه دعمهم وهو متواجد على التراب الوطني المغربي وربما لاستغل المغرب الوضع لانتزاع منه الاعتراف بمغربية الصحراء وربما الحصول على معلومات هامة تخص جبهة الانفصاليين والجزائر الداعم لهم الأول. لكن كما سبق القول هذا الاحتمال يبقى ضعيفا نظرا لما قد ينتج عن استقبال القذافي من تفاقم الأوضاع الداخلية بالمغرب والسلطة حاليا في غنى عن مشاكل إضافية. كما أنّ ما آلت إليه الأوضاع بليبيا لا يبشر بانتصار الثوار في القريب العاجل بل أصبح الحديث حاليا عن احتمال انقسام ليبيا إلى دولتين: الغرب تحت حكم القذافي، والشرق للثوّار. لذلك الأرجح، وهذه مجرد تخمينات قد تصيب وقد تخطأ، أنّ الزيارات هدفها منح المغرب دور الوسيط بين الطرفين باعتباره عضوا في الاتحاد المغاربي بالرغم من أنّ هذا الاتحاد مجرد حبر على ورق لعدة أسباب أهمها النزاع حول الصحراء بين المغرب والجزائر ومساندة نظام القذافي للانفصاليين. والأيام القادمة ستكشف لنا عن الأفق المحجوب لزيارات الوفود الليبية للمغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكلمة الفصل في قبول مجرم كالقذافي
نبيل كوردي من العراق ( 2011 / 4 / 22 - 02:07 )
لا شك أنها ملك صرف للشعب المغربي، ولا أشكُ لحظه واحده في رفض الشعب المغربي لهُ حماية لترابهم الوطني من أن يتلوث بوطئ أقدام مجرم لا يقل رعونةً ودمويةً عن دكتاتورنا حامي بوابة السبتي تنك وحفار القبور الجماعيه جُذام حسين

اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان