الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نِظَام السُعودِية يُعرقل مَسَيرة الثورات العَربيّة

فرياد إبراهيم

2011 / 4 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


للسعودية دور خبيث جدا خفي فيما يجري في المنطقة العربية وخاصة في الخليج. إبتداء من العراق ويدها الطولى في قبر بل في إحباط المحاولات الرامية الى التحول الى الديمقراطية فيها خوفا وفزعا من امتدادها لتشمل المملكة بالمحصلة.
الأنفجارت الأرهابية والتخريبية التي تقوم بها القاعدة والتي يمول جلها النظام السعودي الفاسد والمفسد الى حد النخاع لهي أحدى هذه العراقيل التي كانت ولا تزال تقف حائلا أمام إستقرار البلاد وإستتباب الأمن. هذا بالأضافة إلى دور النظام السوري والأيراني في إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وإرسال السيارات المفخخة إلى كل من الموصل وبغداد للهدف ذاته: أي التشويش والتخريب.
ومرورا بمصر . فلولا النظام السعودي لما طال ثبات مبارك امام اعصار الثورة. ولولا وعي الشباب المصري لقرأت الآن على الثورة الفاتحة بسبب مؤامرات النظام السعودي.
فمنذ البداية عبر النظام السعودي المفسد عن استعداده لتمويل الجيش المصري فيما لو قطعت امريكا مساعداتها وهباتها له. رشوة من أجل شراء الجيش وتنفيذ مخططه الا وهو سحق المعتصمين في ميدان التحرير بأية وسيلة كانت. ولولا تحذير وُجّه إلى المشير العجوز من قبل وزارة الدفاع الأميركية لما تحقق النجاح والنصر بدون إسالة دماء غزيرة كما تسيل الآن في اليمن وليبيا. ومن ثم الدعوة العلنية الأخيرة الى الكف عن مطاردة مبارك قضائيا . وقد أفصحت وزارة الخارجية السعودية عن سخطها وشعورها بالأحباط إزاء السكوت الأمريكي في موضوع اعتقال مبارك وتقديمه للمحاكمة العادلة.
ولاتزال ايديهم متورطة في الشؤون الداخلية للبلاد لأيجاد فجوة لتمرير الألتفاف على الثورة المصرية الفتية بشتى الوسائل والسبل: تارة بشراء الذمم وتارة بتحريك الأخوان الى الأمام ودفع السلفيين المرتشين أواعضاء الحزب الوطني الى واجهة الأحداث أو السعي إلى إبقائهم في مناصبهم . وتارة أخرى بدفع عناصر مشبوهة لترشيح نفسها للرئاسة القادمة وفي مقدمتهم المنافق الأنتهازي المدعو عمرو موسى أمين جمعية المتقاعدين والمتقاعسين من الحكام العرب السئ الصيت. الذي لا يقل خطره على الشعوب من خطر أمرائها عليها. وما الى ذلك مما في جعبة هذا النظام الراشي والفاسد من دسائس ومكائد لا عدّ لها ولا حصر.
واشد فزع نظام خادم الحجر الأسود السعودي مصدره اليمن. لأنها قريبة . ورياح التغيير تزكم أنوفهم عن قرب.
فلولا هذا النظام المشين الفاقد لكل معاني الأنسانية والمروءة لسقط نظام علي عبدالله صالح الدموي في بدايات الثورة اليمنية . لأن النظام بسبب وضعه الداخلي الشائك وتدهور إقتصاده لم يكن من اليسير له ان يصمد كل هذه الفترة.
فصمد بفضل رشاوي آل سعود الى مؤسسته الأمنية والعسكرية مما سهل للنظام اليمني استخدام تكتيك اضاعة الوقت وبكل وقاحة وصلف وإصرار.
وما مبادرات الوساطة الجارية في الرياض حاليا إلا دسيسة أخرى خفية خبيثة لأنها تخدم وتصب في هذا الأتجاه: اي كسب وإضاعة الوقت لصالح الدكتاتور اليمني بينما تسيل الدماء بغزارة من بدن الشعب.
فهذه الوساطات تخدم قبل كل شئ هدفين أساسيين: اولا: تمكين علي عبدالله صالح لتبرير قمع الشعب واستخدام العنف بأبشع انواعه حتى في استخدام قنابل كيمياوية خانقة حارقة تحت اسم ( مسيلة للدموع) التي زوده به النظام السعودي سرا. فجهود الوساطة هنا تقدم ذريعة وغطاء نفسي ودولي له. فخَدَم الحجر الأسود السعودي يعلنون امام الملأ والعالم: " ها هو علي عبد الله صالح متساهل منفتح ويبدى مرونة كافية من أجل حل سلمي للخروج من الأزمة لكن الشعب هو الذي يجنح الى العنف..." بهذه الوقاحة يستنجعون الذئب اليمني.
وثانيا: تيئيس الشعب اليمني وإرهاقه. فالمتأمل في الأحداث يرى ان وتيرة العنف والقتل والفتك اشتدت منذ أن بدأ عقد هذه الأجتماعات في الرياض و نبرة التحدي و اصرار ومماطلة الدكتاتور اليمني الأرعن قد تصاعدت. وهناك طبعا الطبق السعودي الخاص، ماركة مسجلة : ( محاولة شراء الذمم من داخل المعارضة وشراء بضعة مئات من ضعاف النفوس لأقامة تظاهرات لصالح صالح في صنعاء.)
وزبدة القول انّ نجاح الثورة في اليمن له نكهة لا يستسيغها آل سعود. لأنها تنبعث عن قرب كما قلت. فلا بأس ان نجحت في ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول ما دامت خارجة عن شبه الجزيرة.
وحتى اقتراح تحديد فترة شهر أو أشهر لتسليم السلطة يصب لصالح صالح كي يتمكن من إلتقاط أنفاسه ثم بالمحصلة من اجهاض الثورة. وحتى السذج والبسطاء يدركون بأن توقف يوم واحد عن المطالبة والضغط يعني نهاية للثورة أبدية.
ان هذه الثورات المطالبة بالتغيير والحياة كبشر ذي قيمة ، الداعية الى حق التعبير والحياة بحرية وكرامة وأمان ستؤول في النهاية الى النجاح حتما. وهذا هو حكم التأريخ.
ولكن هذا النجاح كان سيكلف قدراً أقل من التضحيات و إزهاق في الأرواح وهدر الطاقات والممتلكات لو إنطلقت الشرارة الأولى في السعودية . ولكنها بدأت بالذيل لا بالرأس .
فرأس الحيّة في السعوديّة!!
21-4 -2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدونها
هانى المتهنى ( 2011 / 4 / 22 - 01:19 )
كيف نعيش جهله ؟! بدونها كيف نكره بعضنا ؟! بدونها كيف لايكون هناك قتل او تنكيل ؟! بدونها كيف نجد لفروج المسلمات القانتات فى مصر والمغرب وباقى الامه زبائن ؟!


2 - تعليق
موسي سوف الجين ( 2011 / 4 / 22 - 01:45 )
لانختلف في كون العائلة-النكبة (ال سعود) هم سبب المصائب التي حلت وستحل مستقبلا بالعالم العربي وغيره (افغانستان الجريحة نموذجا). فعملاء الوهابية اخترقوا كل البنيان العربي -المعرفي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي- واحالوه الي رماد قروسطي مرعب.اما عن ركوبهم لظهور )الثورات) فحدث ولاحرج فهم يحاولون توجيهها نحو محطات يختارونها هم لاغيرهم.. والنهايات التي ستصل اليها تلك (الثورات) لن تكون سوي وهابية متسعودة.

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA