الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تداعيات الظاهرة البوعزيزية في المغرب

يوسف نكادي

2011 / 4 / 22
كتابات ساخرة


لم يكن الشاب التونسي محمد البوعزيزي يعلم حين أضرم النار في جسده و أقام الدنيا و لم يقعدها بأنه سيصبح " رمزا " للباعة المتجولين، ليس في تونس و حدها، بل في سائر أقطار الوطن العربي و من بينها المغرب. فقد تزايدت أعداد الباعة المتجولين بشكل ملفت بعد مسيرة 20 فبراير ( شباط ) الماضي؛ و كأن جميع مراهقي و شباب مدن المغرب تحولوا إلى باعة. و لكن الظاهر أنهم لا يتجولون ببضائعهم هذه الأيام. فقد فضلوا اكتساح الساحات العمومية و جنبات الطرق القريبة من الأسواق و من القيساريات و كذلك الفضاءات المحاذية لأبواب المدن العتيقة. منهم من جعل بضاعته تفترش الأرض، و منهم من يقوم بعرضها على عربة محمولة على عجلتين، و منهم من يعرضها على دراجة نارية من الصنف الصيني ذات ثلاث عجلات ( و هي بالمناسبة وسائل نقل كبيرة الحجم تكاد حمولتها تضاهي الشاحنات الصغيرة المخصصة لنقل البضائع من نوع هوندا. تكاثرت في السنوات الأخيرة بمدن المغرب و أصبحت تؤثث بدورها المجال الحضري و تجوب الطرقات دون ألواح رقمية تميز الواحدة عن الأخرى و دون رخصة سياقة). و من الملاحظ أن عددا كبيرا من الباعة ارتأوا الإخلاص لروح شهيد الباعة المتجولين، فحبذوا عرض بضائعهم على عربات، تشبه تلك التي كان يستعملها محمد البوعزيزي،كل واحدة منها يجرها حمار، و بعضها أوكلت عملية جره لزوج من الحمير.
و من الملفت للانتباه أن أعداد هذه العربات تكاثرت في المدينة التي أقطن بها حتى بدا و كأن جميع حمير البوادي المجاورة تم ترحيلها إلى الحاضرة.
غير أن أهم ما يسترعي الاهتمام هو أن " نشاط " الباعة " المتجولين " أصبح يمارسه من يتوفر على رخصة بائع متجول و من لا يتوفر عليها. كما أصبح هذا النشاط يتم تحت الرعاية المباشرة لأعوان السلطة الذين لم يعودوا يحركون ساكنا أمام هذه الظاهرة التي استشرت و باتت تنحو نحو الفوضى و التسيب و تعرقل حركة مرور الراكبين و الراجلين و تخلق ازدحاما مواتيا للنشالين. و انتهى زمن كان فيه أعوان السلطة يلاحقون هؤلاء الباعة من حين لحين.
قال لي أحد الأصدقاء، معلقا على الظاهرة :" لا شك أن السلطة "أبرمت" هدنة غير معلنة مع الباعة المتجولين". فأجبت : يبدو أن الأمر أكثر من مجرد هدنة. فالموقف ينم عن استكانة نزعها الشعب عنه و ارتدتها السلطة في انتظار هدوء العاصفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال