الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجازر ليبيا التي يجب ان تتوقف

عارف علي العمري

2011 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


طائرات تقصف, ودماء تسيل, وجثث تملا الشوارع, وأمهات ثكلى وأطفال يتامى,
على كل خد دمع, وفي كل بيت نائحة, وعلى كل شبر من عاصمة المختار دماراً
لايوصف, وانتهاك لم تعرف له ليبيا مثيلاً حتى في زمن الاستعمار الايطالي
المقيت, هكذا هو حال الجماهيرية الليبية التي أراد القذافي ان يحولها الى
مستنقع دموي ومساحة اشلاء متناثرة هنا وهناك تنهشها الكلاب في الشوارع.
تولى معمر القذافي حكم ليبيا قبل اثنين واربعين عاماً ولم يكتف بهذه
الفترة الطويلة التي تعادل اكثر من ثمان فترات رئاسية في اكبر دولة
نفوذاً في العالم الولايات المتحدة الامريكية, ومع هذا لم يكتف بكل هذه
المدة ويسلم زمام القيادة لمن يواصل المسيرة ويحافظ على ثورة الفاتح, بل
أراد القذاقي ان يعاقب شعب اعطاه السمع والطاعة في منشطه ومكره طيلة
اربعة عقود, فتعمد تحويل الارض التي اعطتها السلطة والمال الى ارض محروقة
ابرز معالمها الخراب والدمار, ويبدوا ان حال القذافي في حب التسلط
ومعاقبة الشعب هو حال بقية الديكتاتورين العرب الذين ستظل لعنات الشعوب
تطاردهم على مر الزمن.
الصمت العربي المطبق تجاه ما يجري اليوم في ليبيا يضع الكثير من علامات
الاستفهام لعل ابرزها ان الزعامات العربية المتهالكة ترى ان عقاب المجنون
الليبي لشعبه سيكون رادعا للشعوب التي تحلم بالتحرر وتطالب بالتغيير, مما
يبعث في صفوفها الوهن الذي اذا استحكم في قلب احد أثر السلامة وحب
الدنيا, على التضحية وحب الشرف والكرامة, وبالتالي تحجم تلك الشعوب عن
ماتصبوا اليه لتبقى تحت قدم الحاكم مهانة تسبح بحمده وتمجد مساوئه وتمسح
احذيته القذرة , وصمت كهذا يجعل كل حكام المنطقة العربية بدء من السعودية
وباقي دول مجلس التعاون الخليجي مروراً باليمن والشام ومصر ودول المغرب
العربي والعراق تحت طاولة المسائلة القانونية لتواطئهم مع النظام الليبي
الغادر.
ان الصمت عن مثل هكذا مجازر دموية معناه شراكه حقيقة للانظمة في المذبحة
الليبية , بل ان هناك ماهو اكبر من ذلك حيث تتوالى الاتصالات من دول
عربية على العقيد المعقد من زعماء مازومين تؤكد ان بلدانهم ستقف الى جانب
النظام الليبي حتى اخر لحظة!!!!
لقد تعلمنا من الاحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال العشر السنوات
الاخيرة ان زعمائنا يدينون الضحية ويقفون مع الجلاد, وينصبون المشانق
للمظلومين والمناصب للظلمة والبلاطجة, يسحلون الاحرار ويقربون المرتزقة
والعملاء, ومثل هكذا اسلوب فج وسخيف يحتم على الشعوب ان تنتفض لتصنع
تاريخ جديد, خال من العملاء, وعائلات الطرابلسي, والاسر الحاكمة,
والمتنفذون الذين اصبحت اموال الامة في ايديهم يعبثون بها لشراء الذمم
وتكميم الافواه, في محاولة بائسة لبقاء عروش انتهى عمرها الافتراضي منذ
عشرات السنين واصبحت فاقدة للشرعية والصلاحية في آن واحد.
لم يعد لنا امل في زعامات المنطقة لتنقذ ماتبقى من الشعب الليبي – سواء
دولة قطر – ولكن الرهان على الشعوب ان تقف لتعلن تاييدها للثورة الليبية
وادانتها لمجازر السفاح الجديد, وعلى شعوب المنطقة ان تخصص يوماً واحد من
أيامها لتعلن تضامنها مع شعب ليبيا الذي يتعرض لأبشع مذبحة في تاريخ
المنطقة, والذي يصنع بدمه الزاكي فجر جديد وتاريخ مشرق لجماهيرية ليبيا
العظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل