الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تُعرض

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 4 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا شيء تغير ، هذه هي الخلاصة التي أراها عندما أنظر لنهج السلطة الحالية ، تلك السلطة التي يمكن أن نسميها السلطة العسكرية ، تماشياً مع اللافتة المرفوعة عليها ، أو نظام عمر سليمان ، إن شئنا التعبير عن الواقع .
لا يخدعني أن مبارك قد تم التحفظ عليه أخيراً ، بعد مرور قرابة الشهرين على سقوطه ، و فقط بعد أن تخضبت يد السلطة الحالية بدماء ابن من أبناء الشعب ، لأنني أرى بمنظارين أن السياسات العامة للنظام لم تتغير ، و أن أساليبه قبل الحادي عشر من فبراير 2011 ، هي نفس أساليبه لليوم .
المنظاران اللذان أستخدمهما هما : المنظار الشخصي ، و المنظار العام .
بالمنظار الشخصي أرى كيف إنني لازالت أواجه نفس التهديدات التي كنت أواجهها قبل سقوط مبارك .
أرى كيف أن السفارة المصرية في بوخارست بدلاً من أن تصبح بيت ، و حصن ، لكل مصري ، أياً كان إنتماءه السياسي ، لازالت تمتنع عن تجديد جواز سفري ، و بإساليب مشابهة للأساليب التي كان يستخدمها النظام في عهد مبارك في منع المواطنين من دخول مراكز الإقتراع .
أرى كيف يرتع عملاء الإستخبارات السليمانية بحرية في رومانيا ، لترويع أسرتي ، و كيف يلاحقونني ، و أفراد أسرتي ، في كل مكان ، لإظهار يدهم الطولى .
أرى كيف لازالت السلطات الحاكمة في مصر تتعاون مع الأمن الروماني لتلفيق تهمة الإرهاب لشخصي البسيط ، مع كامل علم السلطتين بأن سلاحي الوحيد هو الكلمة ، مكتوبة ، و منطوقة .
و أرى كيف إنهما - أي الإستخبارات السليمانية ، مع الأمن الروماني - في سعيهما الدائب لتلفيق تهمة الإرهاب لشخصي ، يستخدمان كافة الوسائل ، و لا يحترمان أي مواثيق دولية ، أو حتى المبادئ الإنسانية المتعارف عليها ، و منها إحترام حقوق طفلي ، و التي أولها أن يحيا طفولته في أمان .
أخر تلك الجهود هي محاولتهما حبك تهمة خطورتي على أمن أعضاء السفارة المصرية في بوخارست ، و هي الحبكة التي بدأت بعد مقال : هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم ، و المنشور في الرابع عشر من يناير من هذا العام 2011 .
و هي الحبكة التي اُستخدمت فيها القناة الأولى الرومانية - بعد المقابلة التي أجريتها مع تلك القناة في مساء الحادي و الثلاثين من يناير 2011 ، و هي المقابلة التي ذكرتها في مقال نشر في الأول من فبراير 2011 .
الحبكة فشلت - أو هكذا أتمنى - لأنني إكتشفتها ، و ليس للأسف لإنني لست إرهابي ، و لا أستخدم العنف ، و لم أستخدمه ، و لا أدعو إليه ، و لم أدع إليه أبداً .
الغريب ، أن تلك التهمة التي خططوا لها لشهور ، لا تتماشى أبداً مع المنطق السليم ، لأنها تتعارض مع قيمي الشخصية ، و الإقدام عليها ليس له أي مردود إيجابي يعود علي بالنفع ، أكان مردود سياسي ، أو شخصي ، بل و تلقي بي وراء القضبان ما تبقى من عمري ، تاركاً أسرتي الصغيرة للمعاناة ، ليبتهج أعدائي .
كما أن تجربتي الشخصية تدلني على أن كتابة مقال أكثر أثراً من الناحية السياسية ، و أكثر إيلاماً للسلطة ، من الإقدام على ذلك العمل الخيالي المجنون الذي يحاولون إلصاقه بي .
لقد أسهمت في صناعة الثورة ، و شاركت فيها ، و لازلت أشارك ، بدون أن أحتاج لأن أحتك بأي شخص ، و حتى بدون أن أكون على إتصال بأي شخص في رومانيا ، مصري ، أو عربي ، أو روماني ، و بدون تطأ قدماي أرض السفارة ، فأنا أحيا - لدواعي أمنية - في عزلة إجتماعية ، منذ سنوات ، و هي عزلة تشاركني فيها أسرتي الصغيرة لحد كبير ، و يدفع أثرها طفلي في المقام الأول .
و لكن يهمني ، و قبل أن أغادر هذه النقطة ، أن أشير إلى أهمية الإلتفات للتوقيت .
تلك المؤامرة الإستخباراتية المشتركة الدنيئة بدأت قبل سقوط مبارك ، و إستمرت بعد سقوطه ، و إلى منتصف هذا الشهر إبريل 2011 ، عندما تكشفت لي ، أي أن السياسة القمعية لم تتأثر بسقوط مبارك ، و أن الطاقم الإستخباراتي السليماني المسئول عن إلحاق الأذى بي لازال بكامل تشكيلته ، و يعمل بنفس التفويض ، و بنفس النهج ، و لازال يلقى عون الأمن الروماني الفاسد ، و لازالت الأساليب التي لا تراعي حق ، أو قانون ، أو خصوصية ، أو حتى حقوق الطفل ، و لا تحترم حتى علم الأمم المتحدة ، مستخدمه .
إذاً في منظوري الشخصي ، بناء عن تجربة شخصية ، لا أرى تغير يذكر حدث في مصر منذ سقط مبارك عن عرشه الرئاسي .
بالمنظار العام أرى كذلك أن الحال السياسي المحلي كما هو ، لا فارق كبير بين ما قبل مبارك ، و ما بعده .
لإستخدم حالة واحدة ، و هي المحافظين ، أو الحكم المحلي .
في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، و الذي نشر في الحادي و العشرين من مارس 2011 ، طالبت بأن يكون إختيار قيادات الحكم المحلي ، من عمد القرى ، و إلى المحافظين ، مروراً برؤساء الأحياء ، و رؤساء المدن ، بالإنتخاب .
فكيف إستجاب نظام المجلس العسكري ، أو نظام عمر سليمان ؟؟؟
لقد كانت إستجابته هي اللجوء لنفس الإسلوب القديم : حركة محافظين .
إذاً ما الفارق بين ما كان في عهد مبارك ، و بين ما يجري في عهد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ؟؟؟
هل يعتقد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ، إننا نسينا مطلبنا هذا ، أو إننا سنبتلع ذلك التغيير الصوري ، و الذي يعد جري على نفس السياسة القديمة ، التي تعطي الحاكم سلطة إختيار قيادات الحكم المحلي ، و تحجبها عن الشعب ؟؟؟
هل يعتقد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ، إننا لا نفهم الفارق بين تعيين المحافظين ، و بين إنتخاب قيادات الحكم المحلي ، من عمدة القرية ، إلى محافظ المحافظة ؟؟؟
ما يجري من جانب السلطة ، و منذ البيان العسكري الأول ، أي منذ ما قبل سقوط مبارك ، و للآن ، ليس إلا تمثيلية إسمها التغيير ، كتب قصتها عمر سليمان ، و يقوم أيضاً بإخراجها ، و يقوم ببطولتها المجلس العسكري ، و يشارك فيها بدور كبير الإخوان الإنتهازيون ، و لهم الفضل الأكبر في بقائها معروضة لليوم على الشعب المصري ، و سيظهر في الخريف القادم على شاشاتها عمرو موسى ، أو حتاتة ، أو نبيل العربي ، و هناك دور المعارض الذي يقوم به البرادعي .
لازلنا نطمح في ديمقراطية حقيقية ، و دولة عادلة .
النضال لن يتوقف ، لأن القليل هو الذي تحقق ، و بالمناسبة أشدد على إنه نضال سلمي .

في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال : السفر بدون جواز سفر ، و مقال : بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء ، و كذلك رسالة صوتية بعنوان : تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا ، في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty

22-04-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية