الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريدة الأكثرمبيعا في المغرب..

محمد المراكشي

2011 / 4 / 22
كتابات ساخرة


جرائد بلادنا أروع الجرائد على الإطلاق. ! فهي مليئة بأخبار جهينة التي لم يأت بها قط..كلما أردت أن تطالع ما يجري في الوطن العزيز دون مبالغة وبمنتهى الحيادية ، فإنك تقصد أقرب كشك أو مكتبة لتقتني عنوانك المفضل !
أول ما يفاجئك هي لا مبالاة البائع ، بخلاف كل باعة الجرائد في العالم..لا يهتم بدخولك إن كان معتادا على ارتيادك محله للغرض ذاته كل يوم..ولا يهتم حتى و إن كنت قد مررت عبر عتبة مكتبته لأول مرة حين يصدم بكونك تريد جورنالا بئيسا لا يغني و لا يسمن من جوع !!
فهو يعلم أنك لا تقرأ جورنالك بمفردك ، بل ينتظرك جيش من البخلاء في المقهى ينتظرون بفارغ صبر أن تنتهي من قراءته ليستولوا عليه ! و أكثرهم سوءا من لا ينتظرك إطلاقا فيطلب منك بأدب أو من دونه أن يأخذ الصفحة الرياضية !
أما إن أنت ذهبت لقضاء حاجتك برهة ،تعود فتجد أحدهم يملأ شبكة الكلمات المسهمة أو المتقاطعة !
البائع المغلوب على أمره يعرف كل هذه الأسرار التي تكتمها عنه ،لكنه يقلب عنك وجهه بمجرد تناوله للدريهمات التي تعطيها إياه .. الباعة متدمرون لأنه لا ينوبهم من بيع الجورنالات المغربية سوى صداع الرأس بحساب المرجوعات ..فببساطة لا يقرأمن الشعب إلا القليل !!
تتفق الجرائد في بلادي على نظام الصفحات القليلة و الورق الشبه شفاف ، و كأنها تخفي فقرا في ملء الصفحات كمثيلاتها في العالم ..و تلجأ إلى ملء ثلث العدد بالأخبار الرياضية وبدقة متناهية ، بينما تلجأ إلى قصاصات الوكالات تعيدها أحيانا كما وردت فنصطدم نحن الأغبياء الذين يشترون جرائد مختلفة بنفس المقال يعاد هنا و هناك.. ! وحين تقترب الامتحانات يملؤون الأعداد بتحليل ظاهرة الغش و كأنهم يمارسون غيره في نسب ما للوكالة وباسلوبها للجريدة.. !
ثم إنها مسايرة للعصر و سرعته إلى درجة أنها تطلع علينا يوم الثلاثاء بأخبار يوم الأحد الماضي !!
و مع ذلك ، تخرج فينا كل عام المؤسسات الحاسبة بعدد النسخ المبيعة من جرائد المغرب..ولأني لم أعد من القراء الأكثر انضباطا لرمي بعض الدراهم مقابل أخبار بائتة ،فقد وجدت و لاأزال تسلية كبيرة في قراءة تلك الأرقام التي لا أشكك فيها نهائيا !
الجريدة الأكثر مبيعا حسب الاحصائية تبيع ما معدله أكثر من113 ألف نسخة بقليل، و الجريدة الأقل مبيعا لا تستطيع الوصول إلى جيب أكثر من 200 مواطن !! الفارق شاسع بين اليوميتين ، و يخفي في طياته ضعفا هائلا في القراءة بالمغرب..بل وتجد الكثير من القراء يتخلون عن عادة الركض كل صباح كالمجانين لقراءة أخبار العاصمة ونخب باليما ! أو خبر رئيسي عن حمار دهسته شاحنة في الطريق السيار !
تصوروا أن أهم الجرائد السبعة في البلاد لا تباع لها مجتمعة إلا حوالي 231 ألف نسخة يوميا و هو ما يعادل نصف طبعة مسائية لجريدة واحدة في بلاد أخرى ، نصف أوراقها إعلانات تافهة و أخبار قديمة و نرجسيون يغنون لليلاهم التي لا يهتم لها أحد..ويتفق الناس على أن اهم صفحاتها هي المخصصة للكلمات المسهمة !!
أما أروع وظائفها على الإطلاق فهي قدرتها الهائلة على تنظيف زجاج النوافذ !!
لكن الجريدة الأولى و الأكثر مبيعا في الحقيقة هي تلك التي يجعلها با الحسين بائع النعناع لفافة للنبات الوفي لصينية الشاي في منازلنا ! فقراء جريدة النعناع هم أكثر من قراء كل الجرائد ! إنها تحمل المعنى الكامن وتفضح مالا يباع من الجرائد ،وتنسم شايك الصباحي لكي تبدأيومك الجديد على إيقاع أخبارتعترف صراحة أنها قديمة فعلا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر