الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس وزراء يبحث عن واسطة للتوظيف !

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


رئيس وزراء يبحث عن واسطة للتوظيف !

برز الدكتور اياد علاوي على الساحة السياسية العراقية مع غيره من الزعماء العراقيين الحاليين بعد تحرير العراق من النظام السابق او بعد احتلال العراق من قبل القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة حسب وجهة نظر اخرى ، واختير عضوا في مجلس الحكم الذي ابتدعه الحاكم الامريكي بول بريمر ثم تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة والتي خلفت مجلس الحكم ، وعندما اجريت الانتخابات البرلمانية عام 2006 لم تحز حركة الوفاق بزعامة السيد علاوي اكثر من عشرين مقعدا ، هذه النسبة من المقاعد لم تؤهل علاوي للاحتفاظ بموقعه في رئاسة الوزراء فسلم الحكم الى زعامات القوائم الفائزة بسلاسة وعبر عملية تداول سلمي للسلطة ، يومها قلنا في مقال لنا ان السيد اياد علاوي اجتاز الامتحان الصعب في ممارسة ديمقراطية حقيقية في العراق الجديد ، رغم ان نتائج الانتخابات لم ترق لنا ولكثير من العراقيين الذين كانوا يعقدون الامال على حركة الوفاق باعتبارها حركة وطنية علمانية وغير طائفية ، او هكذا كنا ننظر اليها والى زعيمها السيد علاوي وكنا نأمل ان تتسع الحركة العلمانية الوطنية في العراق وان تحرز فوزا كبيرا في الانتخابات القادمة تؤهلها تشكيل حكومة وادارة البلاد واقرار الحريات العامة والفردية واحترام حقوق الانسان .
في انتخابات عام 2010 ، تحالفت حركة الوفاق بزعامة علاوي مع حركات وتيارات اخرى كثيرة اغلبها سنية ومنها تيارات واحزاب دينية وتشكلت القائمة العراقية وقلنا لا بأس ، الحركات الاسلامية جزء من المجتمع العراقي ، ولا ضير من حركات دينية معتدلة تؤمن بالحوار وحقوق الانسان والتعددية وتدعو الى الحرية وتقود التنمية ، ولنا ان نذكر حزب العدالة والتنمية التركي نموذجا في المنطقة .
حازت القائمة العراقية على اكثر من ثلث مقاعد مجلس النواب وكانت القائمة الفائزة الاولى الا ان تشكيل كتلة واحدة من الائتلاف الوطني وتحالف دولة القانون حرمت القائمة العراقية من حق تشكيل الحكومة العراقية ، لم تقتنع القائمة العراقية وزعيمها اياد علاوي بسهولة ، بالواقع الذي افرزه تشكيل قائمة الحالف الوطني ، واستمر قادة العراقية في تمسكهم بتشكيل الحكومة واعلنوا مرارا وتكرارا انهم لن يتنازلوا عن حقهم الدستوري ، ودق علاوي كل الابواب داخليا واقليميا وخارجيا لمناشدتهم ابداء الدعم له ، قلنا ان السيد علاوي محق بعض الشئ ، الواقع العراقي يفترض البحث عن الدعم الاقليمي والدولي ، السيد علاوي لم يكتف بذلك فحسب انما التجأ الى وساطات اقليمية للتقرب حتى الى التيار الصدري الذي كان يتهمه بالتشديد عليه اثناء ترؤسه الحكومة المؤقتة .
في الاخير اقتنع السيد علاوي انه بعيد عن موقع رئاسة الوزارة، فسعى الى رئاسة الجمهورية ولكنه يأس منها بعد ان وافق على مبادرة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان واقتنع ان يرأس مجلسا غير دستوري يسمى بالمجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية ، ووافقت القائمة العراقية على الاشتراك في الحكومة وفق هذا الاساس وتسلم اعضائها مناصب قيادية في الحكومة ومجلس النواب ، الا ان مجلس السياسات العليا تأخر كثيرا واختلفت الكتل النيابية حول صلاحياته وطلب السيد السيستاني عبر المتحدثين باسمه بضرورة تجنب اقامة مؤسسات غير دستورية وغير ضرورية لادارة البلاد وتسهم في هدر الاموال فحسب .
كان على السيد اياد علاوي ان يقتنع ان مكانه في البرلمان وان هذا المجلس المقترح اما لا يفيده لانه سيأتي هامشيا او قد لا يأتي ابدا ، ولكن بدل ان يتخذ علاوي موقعه في مجلس النواب ويتزعم معارضة وطنية ايجابية ، نراه منذ اكثر من عام وهو يشكو ويتذمر من نقض الاتفاقيات ومن عدم رغبة المالكي او غيره في الشراكة في الحكم واتخاذ القرار ويهدد بالانسحاب تارة من الحكومة وتارة من العملية السياسية وتارة اخرى بتخليه عن طلب رئاسة مجلس السياسات، الاسوء انه لا زال يوسط هذا الطرف او ذلك لاقناع السيد المالكي باقامة مجلس السياسات وتنصيب علاوي رئيسا له .
كنا ننتظر بدل ان يثير السيد علاوي شكاوى دائمة وبدل ان يبحث عن الواسطات ان يجلس على مقعده في مجلس النواب باحترام وان يتصدى لمشاكل العراقيين وقضاياهم وان ينصرهم ويدافع عن حقوقهم بصلابة ، كنا نأمل منه ان يثير مواضيع العقود والصفقات الفاسدة وان يطلب من الجهات التنفيذية احترام الحريات وحقوق الانسان والاستماع الى مطاليب المتظاهرين من شباب العراق واخلاء السجون والمعتقلات ، اخيرا كنت ارغب شخصيا ان اجد السيد علاوي تحت نصب الحرية في ساحة التحرير يصطف الى جانب المفكرين العراقيين من الادباء والفنانين والصحافيين والحركة الشبابية لارغام حكومة السيد المالكي على تطوير ادائها وتحسين سجل العراق في مجال احترام الحريات الفردية واحترام المعايير الدولية لحقوق الانسان ، وان يعد العدة لدورة انتخابية قادمة ، لكنه في الواقع سلك مسلكا اخر اخشى منه ان يخسر نفسه وان يختفي من الساحة السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة