الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم بالبيض

عبد السيد مليك

2011 / 4 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تحت هذا العنوان و في الوقت الذي تستعد فيه المانيا كواحدة من كل دول الغرب بتلوين البيض كنوع من احتفالات الكنيسة الغربية بعيد القيامة المجيد و أعياد شم النسيم . إلاّ أن التلفزيون الالماني بمختلف قنواته نقل لنا واقعة الخميس الماضي إستخدم فيها البيض لغرض غير ذلك عندما إعترض شخص الماني من أصل روماني موكب السيد كريستيان وولف ( Herren. Christian Wulff ) و بصحبته فولكير بوفير ( Herren.Volkar Bouffier ) رئيس الحكومة أثناء زيارتهما لمدينة إسين (Essen ) شمال غرب المانيا و قام برميهم بالبيض .

و على الرغم ان المشهد تم في اقل من نصف دقيقة و بعدها تمت السيطرة على الموقف تماما من خلال رجال الحراسات الخاصة و تم التحفظ على هذا الرجل في مقر البلدية الذي كان يقصده وولف و بوفير بالزيارة لأول مرة منذ توليه منصبه منذ عدة شهور كرئيس للاتحاد الالماني .إلاّ أن من خلال هذا الوقت الضيق استطاع هذا الرجل أن ينال من كل من كريستيان و فولكير و كذلك طاقم الحراسة الذين سارعوا فور القاء البيض بعمل ساتر ليمنع عن الرئيس وصول البيض . لم يتأكد للصحف الالمانية عن دوافع هذا الرجل للقيام بمثل هذا العمل لكن ما توارد ذكره بين المقربين من الناس الذين قالوا أنه عاطل عن العمل منذ وقت طويل و لم توفر له الحكومة فرصة عمل مناسبة علما ان متوسط راتب البطالة في المانيا تصل من 700 الى 1000 يورو اي بما يعادل 7000 آلاف جنيه مصري بصفة شهرية . و مقارنة بالبطالة في مصر أتوجه بسؤالي الى السيد وزير الزراعة و كل القائمين على إنتاج الدواجن في مصر , هل لدينا من البيض ما يكفي للتعبير عن مأساتنا و ما آل اليه حال البطالة في مصر ؟ فإن كان التعبير في الدول المتقدمة بهذه الطريقة في بلد لم تتتعدى نسبة البطالة فيه 3.5% و إجمالهم لم يتعدى 4 ملايين نسمة من اجمالي عدد سكان يصل لحوالي 84 مليون نسمة و على الرغم انهم يتقاضون مرتبات تعادل أكثر من عشرة اضعاف رواتب الموظفين في مصر . من هنا أظنني أنه و لا بيض النعام يستطيع ان يعبر عن مأساة العاطلين عن العمل في مصر . و الجدير بالذكر أن الصحف لم تنشر إسم من قام بهذه الفعلة لظنهم انه يقوم بهذا العمل من باب الاعلام و الشهرة و خاصة أن هذه هي المرة الثالثة و بنفس الطريقة يقوم بعمل نفس الشيئ . ففي اول مرة كانت في نوفمبر 2002 مع الرئيس الاتحادي يوهانس راو (Herren. Johannes Rau ) و المرة الثانية في اوكتوبر 2007 مع الرئيس السابق هورست كولر ( Herren.Horst Kohler ) . و على غرار ما حدث لموكب الرئيس السابق حسني مبارك في مدينة بور سعيد عندما اقترب من موكبه مواطن فارداه على الفور الحرس الخاص قتيلاً . الفرق أن المانيا بلد تتمتع بالديمقراطية فيها لا يغشى المواطن حرية التعبير عن رأيه خوفا من الذهاب وراء الشمس . فهذه بلاد لا تحجب الشمس جزء منها او ركن فيها . و ليس هناك جهاز يتفنن في رعب المواطنين كجهاز أمن الدولة السابق و إن كنت لا أصور ان ما قام به

هذا الشاب هو مثال للديمقراطية . فالديمقراطية مسؤولة و إن كنت من خلالها أمتلك كل الحرية للتعبير عن نفسي أو مجتمعي أو مشكلتي شخصية كانت أم عامة إلاّ أن هذه الحرية تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين و لكوني لم أعرف الدافع الجوهري الذي دفع هذا الشخص للقيام بهذا العمل لذلك لا استطيع ان ادرج تصرفه تحت مسمى " الديمقراطية" أم أنه تصرف أرعن و فوضوي . اذا كان فقط لجذب الكاميرات اليه و بالتاكيد سيكون مسؤلا عن تصرفه بالقانون ، أما ما لا يختلف عليه اثنان ان التحضر كان من قبل كل أجهزة الدولة بقطاعاتها المختلفة و ردود افعالها مع هذا المواطن لانها فقط كانت في حدود القانون و بمنتهى الشفافية من دون تعصب أو عدم حياد و بدون تطبيق أحكام عرفية أو مجلس للصلح ، فالبلد قائمة على سيادة القانون و هكذا تكون الديمقراطية ، و ان هذا الانسان بعد المرة الثالثة يقذف فيها بالبيض ثلاث رؤوساء لاكبر بلد في الاتحاد الاوروربي و لا زال حيّ يرزق . في ظل هذه الحريات التي غابت عن بلادنا من زمن طويل اني لو لم اكن مصريا لتمنيت ان اكون المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -