الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والصمت المريب

حسن احمد مراد

2011 / 4 / 24
حقوق الانسان


رغم الحصار الاعلامي المعلن في كافة انحاء سوريا ورغم اتباع الاجهزة الامنية فيها كل السبل المتاحة لديها لغرض منع وصول صورة حقيقية لما يجري في داخل سوريا الى الخارج ، تتوارد الانباء يوميا عما يجري داخل هذا البلد من قتل وقمع واعتقال وتعذيب وسجن للمواطنين العزل الذين لايمتلكون ما يدافعوا به عن انفسهم سوى الارادة والعزيمة الذاتية ويجري كل هذا على مرأى من الراي العام العالمي والعربي والمحلي ، ولعل الان باتت الصورة جلية تماما ، فالاوضاع في سوريا هي عبارة عن ثورة حقيقية لشعب يتطلع الى غد افضل يضمن فيه كرامته وحياة تشع منها الحرية والامل ، ثورة للمطالبة بالحقوق الحقيقية للشعب وليست نزوة او رغبة آنية مرتبطة ببعض الظروف المحلية والاقليمية والتي قد تنتهي عاجلا ام اجلا والتي روج لها البعض في البداية ، لقد ان الاوان للرئيس السوري بشار الاسد ان يلتفت الى هذه النقطة المهمة والحساسة والمحورية من تاريخ الشعب السوري الذي ظل يرزح تحت حكم العسكر والامن لعدة عقود من الزمن ، وبدلا من اللجوء الى ابشع الوسائل لمنع هذا الحق عن الشعب من الحري به الاحتكام الى منطق العقل والكف عن التمادي في الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي يمارسها ضد المواطنين و التي تقشعر لها الابدان وتذكرنا باكثر الانظمة ظلامية في التاريخ البشري ، واللجوء الى الاقرار بفشل السياسة المتبعة منذ عشرات السنين والتخلي عن الحكم وفتح الباب امام الشعب لكي يختار نظاما بديلا يكون اكثر ملائمة وتطلعاته نحو المستقبل .
ومن المؤكد ان تخلي الرئيس السوري عن الحكم في الوقت الراهن سيضع حدا لوقف نزيف الدم الذي بات يسري من جسد الشعب السوري بشكل مؤلم ويومي ، حتى انه (ورغم الحصار الاعلامي المفروض على المدن السورية ) لايمر يوم دون ان نسمع او نقرا او نرى خرقا فاضحا لانتهاك حقوق الانسان من عبر الوسائل الاعلام المختلفة .
ولعل الاكثر ايلاما في هذا السياق هو التزام العديد من الشخصيات و الهيئات والمنظمات الداعية لحقوق الانسان جانب الصمت جراء كل تلك الجرائم التي يتعرض لها الشعب السوري من اقصى البلاد الى اقصاه ، ان هذا الاستحياء او الصمت المريب و المخزي الذي يلف موقف هؤلاء جراء ما يحصل في الشارع السوري سيقحمها في موضع شك واسئلة ارى بان اية محاولة للاجابة عنها مستقبلا ستكون عقيمة . او ليس من الغريب حقا ان تنادي شخصية او منظمة بضرورة مراعاة حقوق الانسان لسنين عدة وياتي في نهاية المطاف ليتخذ موقفا سلبيا ازاء هذه القضية ؟ الا يفتح هذا الباب على مصراعيه لطرح الف سؤال وسؤال حول جدية وصدق المئات من الكتب و النشرات والدوريات والرؤى والمقالات التي طرحوها وعلى مدى سنين مضت عن مفاهيم حقوق الانسان واعتقاداتهم وتصوراتهم حول هذه المسألة البالغة الاهمية الا يدفعنا هذا الى التشكيك بكل ما قالوه بالحرف ونعتبرها خزعبلات وكلام فارع او ورقة رابحة اشهروها في اوقات كانت تتماشى مع مصالحهم الانية والذاتية .
وختاما اقول انه قد آن الآوان لكي يتخذ الجميع ( داخل سوريا وخارجه ) وخصوصا كل اولئك الذين دعوا الى نشر ثقافة حقوق الانسان وعملوا باخلاص في هذا المضمار لسنين عدة موقفا حازما وصريحا وواضحا تجاه ما يحصل في سوريا من خروقات مستمرة لابسط مباديء حقوق الانسان مترفعين عن بعض المكتسبات الشخصية ، وحسم اتخاذ قرار يتناسب والدعوات التي تنادي بها البشرية منذ عقود من الزمن بضرورة حفظ كرامة الانسان و احترام حقوقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقوق الانسان
لانا المر ( 2011 / 4 / 24 - 08:12 )
لا منطق عقل و لا احساس و لا فكرة و لا مبادئ و لا حقوق و لا حرية شخصية و لا حق في الغالب يسمح لمن تطالب او يطالب بحقه و يكشف الظلم الذي وقع عليه ولا احترام لصاحب او صاحبة فكرة نيرة تفيد المجتمع و تسعى لتطوير نواحي التخلف فيه و ازالة الفساد او الاشارة له في دائرة او جامعة يكون الفاسدون فيها محميين من من هم اكثر فسادا و غدرا و يجدون الاعلام يحميهم و يساعدهم لقلب الحقيقة و الاستغلال و التجني على من له الحق و كما لوان الفساد هو الصح و القيم هي الخطئ مع ان القانون المكتوب واضح و يرفض ذلك لكن قانون الفاسدين قانون اخرو قانون المصالح و النفاق له احكامه هذا مثال حدث على مستوى الجامعة بدمشق كشف عدد اساتذة فاسدين كبيركانت القيم عندهم ملغية و مستقبل طالب او طالبة عندهم لا يعني شيئ امام تصرف استاذ و دكتور مراهق فاين الجدية و المصداقية و الموضوعية اذ و كيف يمكن الارتقاء بالعقل و بالانسان و بالقانون الذي سيحمي حقوق الكل ويساوي في المجتمع


2 - السبب هو نظام الحكم
حسن احمد مراد ( 2011 / 4 / 24 - 15:12 )
شكرا عزيزتي لانا على تعليقك ، ان الانظمة الساسية المبنية على حكم الفرد الواحد والحزب الواحد هي في الغالب انظمة عقيمة مشبعة بكل اشكل الفساد كالفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي ..الخ وما ذكرته ليس بعيدا عن هذا فالفساد بات ينخر كالدود في البنى الاساسية للمجتمع ، والالية الصحيحة هي اعادة بناء المجتمع وفق قوانين ونظم اخلاقية سليمة و العودة الى الاسس الديمقراطية وضمان نيل المواطن لكافة حقوقه

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة


.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين




.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف


.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو




.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با