الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد

رزاق عبود

2011 / 4 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد

بعد ايام من احداث درعا، التي حاولت السلطات السورية التعتيم عليها بدون فائدة. خرجت علينا مستشارة الرئيس السوري، وكغيرها من ممثلي الانظمة القمعية التي تحارب الانسان، وحقوقه، وتمنع الكلمة الحرة، وحق التظاهر، وابداء الراي، والديمقراطية. خرجت علينا، بثينة شعبان، وبجعبتها، كالعادة اتهامات جاهزة بالخيانة، والتدخل الاجنبي، والتامر الدولي، وعصابات مسلحة معزولة، واحداث فتنة، وعناصر مندسة، و غيرها من الترهات، التي سبقتها اليها الانظمة في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، ولم تخدع احد. لكنها انتبهت، بخبث، الى ان المتظاهرين كانوا اكرادا. كان قصدها طبعا، ان الاكراد لايمثلون الاغلبية! لكن زلة اللسان ورطتها في هفوة اخرى. حاولت استدراكها بشكل شوفيني، عنصري، متعالي واضح يليق بافكار، وسلوك البعث. فبعد ان هنأت الاكراد بعيدهم عادت، واعتذرت لانها ذكرت الاكراد "فكلنا سوريون". تجاهلت، ان هؤلاء السوريين مثل "البدون" في الكويت بدون بطاقة وطنية، او جنسية، او جواز سفر. فهم غير موجودين في السجلات السورية الرسمية، رغم انهم متواجدين على مساحات واسعة، في مدن عديدة، وقرى كثيرة من الجمهورية "العربية" السورية. وتغافلت مرة اخرى ان سوريا تتكون تاريخيا من قوميات متعددة. وان اسم "سوريا" ليس عربيا فهو منسوب الى السريان، الذين يسميهم النظام اليوم المسيحيون فقط. نسيت المستشارة، او تناست عن قصد، ان هؤلاء الاكراد شاركوا، ويشاركون في بناء سوريا، واشتركوا في الدفاع عنها. وان منهم، وبينهم ادباء، وشعراء، وعلماء، وفنانين، ومبدعين في كل المجالات فاقوا العرب في كتاباتهم العربية. يشار لهم بالبنان، ويحضون بشهرة، ومكانة وطنية، وعربية، وعالمية محترمة، ونالوا جوائز معتبرة. وان الجيش السوري ضم، ويضم افرادا، وقادة كبار منهم، شاركوا في حروب سوريا "القومية". وان احد رؤساء سوريا كان كرديا. والكثير من المناضلين السياسين، والقادة النقابيين هم من هؤلاء الاكراد، الذين تستنكف بثينة شعبان من ذكرهم بالاسم. ان اول برلمان منتخب في سوريا ضم اكرادا ايضا مثل خالد بكداش. هل نست السيدة بثينة، وقادة حزبها العنصري، ان اشهر قائد كردي في العصر الحديث عبدالله اوجلان، كان لاجئا عندهم، وتدرب مع انصاره، ومسلحيه على اراضيها، قبل ان تتحسن علاقاتها مع تركيا فتتنكر لعروبتها بايواء الدخيل، واكرام الضيف، ودعم اللاجئ حسب الاصول العربية القديمة التي يدعي حكام سوريا تمسكهم بها. لقد سلم عبدالله اوجلان، بالتعاون مع الموساد الى تركيا.
هذا السلوك ليس جديدا على حزب اسسه ميشيل عفلق، الذي ادعى، ان الاكراد عربا نسوا عربيتهم، مثلما وصف اتاتورك اكراد تركيا بانهم اتراك الجبل. لقد حاكمت السلطات الصهيونية العرب بعد انشاء الكيان الصهيوني باعتبارهم متسللين فما الفرق؟؟ بين العنصرية البعثية، والعنصرية الصهيونية؟!
هناك مثل شعبي عراقي يقول: "الحجرالذي لا يعجبك قد يشج رأسك!" وهاهي انتفاضة الاكراد في درعا تتحول الى انتفاضة سوريه عامة، وعارمة ستطيح بنظام التسلط، والديكتاتورية مثلما اسقطت عربة البوعزيزي بن علي في تونس، ومثلما اسقط شباب "الكونتاكي" فرعون مصر!

رزاق عبود

ملاحظة لابد منها: الموضوع كتب ليلة تصريحات بثينة شعبان عن انتفاضة شباب درعا. لكن تحالف "مؤامرة" بعثي كومبيوتري ابتلع النص الاصلي، فاعدت كتابته بشكل مختصر، بعد ان استعدت قليلا من صحتي!
مع الشكر والاعتذار!
الكاتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟