الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالروح بالدم ...!!!

عمر قاسم أسعد

2011 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



هذه العبارة أصبحت لغة متداولة منذ أن استعبدنا حكامنا ، وتم تسويقها من قبل بطانة الحاكم الذي ما زالت تدور في فلكه ، تتداولها أجهزة إعلام حكومية موجهة تسبح بحمد الحاكم وتمجده وتبدأ بثها ( بالروح بالدم نفديك يا قائد ) ـ وكأنها آية نزلت ولم تسجل في القرآن الكريم ـ ،وتدير نقاشات وحوارات وبرامج وتحلل وتركب لإيصال هذه العبارة بشكلها ووصفتها الحكومية إلى الجماهير .

أصبحت الجماهير تتداول هذه العبارة صبح مساء، وكأن الحاكم أضاف ركنا سادسا للإيمان .

أي روح لدى الشعوب ـ الفقيرة المظلومة المقهورة ـ التي ستقدمها للحاكم ؟؟... روح معذبة تلعن الحاكم وزمرته وكل من دار في فلكه... نعم، الشعوب صادقة في ذلك، وستقدم أرواحها للحاكم ولكنها أرواح اللعنة والمقت والاشمئزاز التي ستطارد كل من حطم هذه الروح المعذبة وحطم روح المواطن والمواطنة، روح المحبة والسلام.

وأي دم ستقدمه الشعوب للحاكم ؟ لم يبقى لدى الشعوب قطرة دم واحدة نقية، لقد سلب الحاكم أرواحها ودمائها وما عاد لديها شيئا تفتديه به.

أيها الحاكم الأجل ... تاريخك أسود بالتعذيب والقتل والنهب والسلب .

لقد سلبتنا أرواحنا ودمائنا ولم تكتفي بذلك بل سرقت فرحتنا وخبز ودواء أطفالنا.

ما عاد لدينا شيء نفديك به حتى كرامتنا، سنوات طويلة سلبت منا الدماء والأرواح قهرا وظلما وعدوانا وبنيت منها هرما لتمجيدك وتعظيمك...

ألا يكفي ذلك ؟؟

الشعوب العربية ضحت بدمائها وأرواحها ولكن ليس من أجلك بل لأجل الوطن الذي ما زال يرسخ تحت سياط عذابك، لأجل أجيال قادمة سترى النور قريبا.

في تونس ومصر وسوريا والبحرين وليبيا واليمن... ،

قدم الشعب الدم والروح رخيصة بكل فرح ورضا فداء للوطن والشعب.

وهل بعد هذا سيهتف لك الشعب ( بالروح بالدم نفديك يا قائد )

البعض ما زال مصرا على الهتاف رغم أنه لا يمتلك دما أو روحا. ولكنه يصر على الهتاف بمناسبة أو بدون مناسبة لأنه تعود ذلك ولأنه تحول إلى اسطوانة تكرر صوتها.

ولو طلب منه أن يجرح نفسه فداء الحاكم فلن يفعل، وإن فعل سيكون مرغما.

لم أسمع يوما أن مواطنا عربيا قدم دمه أو روحه للحاكم !

ولكني سمعت أن الملايين من أبناء الشعوب العربية قدموا دمائهم وأرواحهم فداء للوطن.

أيها الحاكم الأجل ... لا تستحق قطرة ماء مالح تسقط منا ،

ويا وطنا سنستمر في التضحية بدمائنا وأرواحنا فداء لترابك الطهور .



عمر قاسم اسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد