الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لله والوطن للجميع ليس شعار انتفاضة سوريا فقط بل نهجها

فاضل الخطيب

2011 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الدين لله والوطن للجميع ليس شعار انتفاضة سوريا فقط بل نهجها
يدور حديث حول شريط فيديو يُظهر شيخ جامع يخطب سموماً طائفية عدوانية مرفوضة من كل عاقل، وكذلك خبرٌ عن أحد شيوخ الدين السعوديين الكبار يتحدث فيها عن فتوى ابن تيمية سيئة الذكر والتي تُكفّر بعض المذاهب الإسلامية. وكلا الخبرين يُشكّل طعنة في خاصرة الانتفاضة السورية، والتي أظهرت لحمة وطنية عالية جداً في شعاراتها ومشاركة كافة مكونات شعبنا فيها.. إن تاريخ سوريا خلال القرون الأخيرة يعطي الأجوبة، رغم أن عصرنا هذا تخطى لحيدان وحديدان وبن تيمية، التاريخ لا يعود للوراء، ومن يعتقد أن أمثلة الصومال وأفغانستان تستقيم في سوريا يجهل قراءة التاريخ والتطور الاجتماعي. لكن ما هو الحل لتخطي تلك الأصوات النشاز؟ ترميم نظام الأسد ودعمه؟ أليس بهذا إعطاء الحجج للسلفيين وخطابهم الذي لا يخدم إلاّ النظام القمعي؟ وقد استعملهم نظام بن علي ومبارك والقذافي وصالح، وليس سراً أن بعضهم يتعامل مع الأمن كالرجل الشيخ صاحب الفيديو والذي قدّم مناضلين من المنتفضين للأمن، وقد استغل النظام تلك الأصوات عدة مرات ومنها التفجيرات ضد السفارات قبل سنوات قليلة.. نحن نعتمد المواقف الرسمية لأخوتنا في الوطن والذين لهم مكانة اجتماعية معروفة بين طوائف الوطن، ونعرف أنه عند كل نبات غضّ توجد الحشرات عند جذوره. ولنا في تاريخنا أمثلة كثيرة على اللحمة الوطنية، وقد تناشد أبطال الثورة السورية الكبرى لإعلان الدرزي سلطان الأطرش قائداً عاماً -رغم أن الدروز كانوا آنذاك يُشكلون حوالي 3% من عدد سكان سوريا-، وبعد الاستقلال نجد مسئوليات كبيرة في الدولة والجيش كانت تُشغلها شخصيات تنتمي لمذاهب وقوميات صغيرة العدد، وكانت برضاء الجميع ولم تكن هناك شكوك في مصداقية أو أحد منهم -باستثناءات نشاز قليلة كانت وستكون من كل المذاهب-، وأعتقد أن مسألة التعايش والعيش المشترك هي مهمة ومسئولية مشتركة لجميع أطياف ومكونات مجتمعنا بلا استثناء. أعتقد أنه أمامنا طريقٌ واحدٌ هو العمل على الطلاق بنظام الأسد نهائياً، تدعيم العلاقة مع المكونات المذهبية الأخرى، تطوير خطابنا بشكل عام وخاصة السياسي، تثقيف رجال ديننا أكثر، البحث دائماً على القواسم المشتركة وتدعيمها، العمل على توطيد وتطوير المفاهيم العلمانية ومؤسسات الدولة...إلخ. وهذا يحتاج جدية من قبل النخبة المثقفة والدينية بين كل الطوائف، رجال الدين ليسوا سياسيين ودعمهم للأسد ونظامه هو غلط ومرفوض، وتعاطيهم السياسة مستقبلاً خطأ، هناك أمور بحاجة إلى حوار أوسع. أعتقد أن نظام الأسد أساء إلى الأقليات المذهبية أكثر بكثير مما أفاد. مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي فيها أدلة حضارية على التعايش المشترك. نحن هنا موجودين في سوريا، وهمنا أن يبقى الهمّ السوري هو الذي يوحدنا، ونستطيع بخطابنا كبح كثير من المتطرفين. خطابنا نحن أيضاً يلعب دوراً إيجابياً أم سلبياً. نحن مصيرنا ووجودنا ومستقبل أحفادنا مرتبط مع المكونات السورية الأخرى وليس مع العائلة الفاسدة الدموية، هذا قدرنا، ولا هروب منه، ولا أحد يحمينا، ولا تكون حمايتنا بقمع غيرنا، علينا إيجاد اللغة الذكية والتعامل المقبول، الأسد ما بيقدر يحمي "طرفه" بدو يكون حامينا؟ العار أن يكون الأسد هو سد أحدنا ضد اللحيدان أو الأصوات الشاذة في سوريا، رجال الدين من كل الطوائف لعبوا دوراً غير صحيح، كان عليهم أن يبقوا بدون سياسة ليكونوا اللحمة التي يجب دفعها لتبرير تحالف النخب السياسية مع النظام.. رغم ذلك أعتقد أن الأمور ليست بهذه الضبابية، ووجود أصوات هنا وهناك لا يحدد روح الشارع الذي تعكسه لحمة شعبنا خلال الاتنفاضة. إن الأصوات القليلة جداً والمرفوضة من الجميع هي نتيجة لسياسة وممارسات النظام الاقصائية. وسقوط نظام العائلة سيسحب البساط من تحت تلك الأفراد، سيزول مبرر وجودها..
فاضل الخطيب، 24/4/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خيار التاريخ
حسن الصكر ( 2011 / 4 / 24 - 17:05 )
قبلك رددنا هذه الشعارات في العراق لكن ماذا كانت النتيجة وهم مطلق في فهم قوى التاريخ النفسية والايدلوجية اذ ما أن سقط النظام حتى صعد عويل الذئاب الطائفيةوالعرقية وسيطرت غرائز العوام مندفعة كقوة تدمير هائلة انخرط فيها حتى من كان يصف نفسه بالعلماني .المواطنة والديمقراطية تم انتاجها في سياق تاريخي مختلف ان قوى الدين في مجتمعاتنا لاتقل قوى عن القوى المادية لصعود الطبقة البرجوازية في اوربا وان استبعادها كقوة مقررة وحاسمه في تصمميم بنى ووعي المجتمع انما وهم كبير تختبئ وراءه مقاصد رومانسية او تطلعات سلطوية ان لبنان والعراق حسما قضية الديمقراطية والمواطنة في بلد تعددي اثنيا وطائفيا وان الديمقراطية والمواطنة الموهومة فيهما مرت عبر حرب اهلية دائمة ومكتنزة في اي لحظة تعاود الضهور لذا لاخيار امام سوريا الا استنساخ تجربتهما وهذا ليس خيار الدكتاتور وانما خيار التاريخ


2 - سوريا لا تختزلها عائلة الأسد
فاضل الخطيب ( 2011 / 4 / 24 - 17:16 )
سلامات أخ حسن الصكر: لو لم تتدخل أنظمة الجوار بتدريب وتقديم المجرمين، لو لم تقم أنظمة الجوار بشراء بعض السياسيين ورجال الدين في العراق، لكان العراق أفضل بكثير مما هو عليه الآن.. يا سيدي هذا وهم الأنظمة أن شعوبنا لم تنضج للحرية والديمقراطية، هذا كلام غير صحيح، أنظمة المنطقة هي التي عززت الطائفية وكرستها، هي التي خلقت وعززت عصابات الفساد والمافيا، هي التي جرت البلاد إلى حروب جانبية ولم تدافع عن الوطن، هي التي فرطت بتراب البلد، هي التي عملت من الحكم الذي وصلته بانقلابات عملت منه وراثة واستئثار بالسلطة للعائلة....إلخ. الحديث يطول ونعرفه جيداً، ومختصراً أن كل مآسي شعوبنا الوطنية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية هم العائلات الحاكمة في بلداننا. تاريخ سوريا في فترة الخمسينيات يعطي أمثلة ناصعة، وقتها قال رئيس ماليزيا بعد زيارته دمشق: أنه يريد أن تحذو ماليزيا حذو سوريا لأن سوريا ونهضتها بكافة الصعد كانت مضرب مثل... وبعد اغتصاب السلطة من العساكر صارت سورية مزرعة وصار المواطنون رعايا، وبدأ التشوّه في عقلية وتفكير الناس، حتى وصلنا إلى ظاهرة مجلس التصفيق الصفيق، مجلس الشعب السوري التافه.. أحييك


3 - أحسنت
نبيل السوري ( 2011 / 4 / 24 - 19:53 )
كل كلمة في المقال صحيحة وكذلك الرد
نتمنى أن يكون الجميع على قدر عال من المسؤولية والرؤية الصحيحة وألا ينجروا إلى فخ النظام الطائفي الذي يريدنا أن نقع به ليصبح فينا مثلما حصل في العراق (والشكر لآل الأسد لهذه المآسي هناك) حيث يترحم البسطاء على أيام صدام، ولايعلمون أن أكبر سبب لبلاويهم هو صدام نفسه ثم الأنظمة القذرة وعلى رأسها نظام الأسد الغادر


4 - وشهد شاهد من اهله
آلان كاردوخ ( 2011 / 4 / 24 - 20:22 )
مع كل التقدير للدكتور فاضل
ونحن من جهتنا نؤكد بان الكردي ابراهيم هنانو قائد الثورة في جبل الاكراد - جبل الزاوية - بايع قائد الثورة السورية الكبر ى الدرزي سلطان باشا الاطرش , وكذلك بايعه قائد الثورة في جبال العلويين الشيخ صالح العلي , سبحان الله مااشبه اليوم بالبارحة , والكرد في مناطفهم الان يبايعوا اهل درعا بانهم مفجروا الثورة السورية العظمى
مع التحية


5 - الاخ الآن كاردوخ الاستاذ فاضل الخطيب
فيصل حرسان ( 2011 / 4 / 25 - 03:14 )
النوايا صادقة و الرؤيا صحيحة , يد بيد انها قدر اجيالنا , فلنكن على قدر المسؤلية , طالما فرط فيها الطغاة , ان الاستبداد والتعسف والجور والظلم و الاعتقالات وحجز الحريات وخنق البشر ليست من مستلزمات الانسانية والحضارة


6 - قليلاً من المصداقية!!!؟؟؟
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 26 - 00:16 )
كلام فارغ وغير صحيح...
الذين تتكلم عنهم موجودين قبل الأسد ونظامه وسيبقون بعده..
وأتحداك أن تجد فتوى علوية أو درزية أو حتى تصريح يلغي الآخر ،أبن لادن ليس درزياً،والعرعور ليس علوياً والقرضاوي ليس اسماعيلياً،عندما تكتب حاول أن تعيد قراءة ماكتبت،لم أشأ التعليق ،لكن كلامك غير صحيح....

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب