الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايميلات مزعجة !!

محمد المراكشي

2011 / 4 / 24
كتابات ساخرة


الايميلات المزعجة أو السبام كما يطلق عليها بلغة القرن الجديد ،هي رسائل تصلك إلى بريدك الالكتروني دون سابق إعلام..تصلك حتى و أنت قد أحدثت لتوك ايميلا جديدا لا يعرفه أصدقاؤك و أعداؤك. !
حاولت مرارا أن أتخلص من هذا النوع المتعب من الرسائل التي تصلني من أناس لا أعرفهم ،او تأتيني بإسمهم دون أن يعلموا. ولكم أنزعج حين تأتيني ذات الرسائل من أشخاص يدعون أنهم من عائلات رؤساء أو مسؤولين أفارقة كي أساعدهم في تهريب الأموال التي سرقوها من خزائن دولهم الفقيرة !
دائما أطرح السؤال عن هذا النوع من الرسائل ، و التي قد تخفي في طياتها كثيرا من المكر و الخبث ..فأنا لا أفهم لماذا لا يأخذ هؤلاء المسؤولون أو عائلاتهم أموالهم في الرزم كما جرت العادة و يهربونها عبر قوافل اللاجئين الكثر في بلادهم ..ستحميهم حينها الأمم المتحدة دون أن تفتش رزمة من سروال قديم !!
ثم إني أرى أنهم يتوجهون إلى الشخص الخطأ،أو لربما يوجد شخص له مثل إسمي متخصص في تهريب الأموال المنهوبة ! أما مكمن الداء فهو أن رصيدي في البنك لا يتجاوز الصفر إلا بدرهم أو إثنين ، يحرص البنك على عدم تمكيني منها عبر بطاقة الشباك الأوتوماتيكي.. !
كيف ستقتنع إدارة البنك ،أو أجهزة المراقبة المالية في بلدي و التي تعرف السلفات طويلة الأمد التي نغرق فيها بأني فجأة أصبحت من ذوي الملايين من الدولارات ..أنا الذي لم ألمس في حياتي ورقة أمريكية خضراء حتى في الحلم !!
لا أخفي أني وددت ولو مرة أن تكون تلك القصص العجيبة التي يرمونها كثيرا في بريدي صحيحة،كنت سأقنع نفسي أن تلك الأموال التي يريد ابن المسؤول الأفريقي أن أساعده على تحويلها جاءت من عرق جبينه حين كان يخطب في الناس البسطاء في عز الحر بقرى استوائية ! وكنت على وشك أن أصدق أن تلك الأموال نصيب من عمل مضن في تعقب الناس في شوارع عاصمته ! فهو عمل و عرق جبين على أية حال !!
لكني حين باشرت الخطوات الالكترونية فوجئت بأن صاحبي يريدني غدا صباحا بإحدى محاكم أبيدجان مصحوبا بوثيقة تعريفي ! و لكن بعد أن ارسل كل المعلومات المتعلقة بحسابي فورا...
على الفور اكتشفت اللعبة ، فذاك الخسيس ربما يريد ان يحرمني حتى الدرهمين الأسودين الذين بقيا في البنك ! أو تشطيب أي تحويل ياتيني في الشهر الموالي من مشغلي !
بصراحة خفت ، لأني لا أعرف مع من أتعامل ،ولا أود أن أصبح فقيرا !!!كما اني لا أعرف شوارع أبيدجان المشتعلة ،و لا أستطيع أن أتصور أني أجري وسط الشوارع التي تطارد غباغبو كي أحصل على رصاصة طائشة في محكمة تريد الرئيس !
وجاء القرار الأخير .. لا أحب أن أفقد درهمي العزيزين اللذين ترفض الوكالة البنكية تمتيعهما بالسراح ! و لا أريد أن أصدق أن شخصا من أبيدجان يعرف اسمي و يريد أن يطعمني من حرامه الكثير ! و لا أريد أن أصدق أن السراق من المسؤولين الأفارقة بهذا الغباء كي لا يستطيعوا أن يهربوا أموالهم بطرق شتى أو في حقائب ممنوع لمسها من رجال الجمارك !
وانهيت النقاش بشكل حاسم ،لكني تمنيت لو تصلني رسالة من مسؤول عربي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر