الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان تكون او ... لا

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2011 / 4 / 24
الادب والفن


تناثر في سعيه متشرذما بين الانا والاخر..وبين االفجر والظلام..توالت عليه دون ان يدري سحب الغمام...وقف ممعنا النظر لعله يرى بارقة امل تلوح لعينيه من بعيد..لكن القافلة قد غادرت وغادر معها الرحيل...فلا امل ولا حياة فيما تبقى من تلك التركات الثقيلة التي اتعبته سنينا وسنينا...حتى تنحى عن كثير من حقوقه..بينما الاخرون كانوا يجنون ثمار اتعابه..وبين تلك الايام وما تبعها من عناء السنين..كانت قوادم الدهر واطناب الزمن الباغي تدق بحوافرها على راسه...كم مرة آلى الى الاستسلام وحين يدنو منه تلوح له مرايا متعاقبة في ضوءها...عاكسة له صورة عائلته...زوجته...اطفاله...ومرايا اخرى حاملة صورة والديه...لم يكن ليرغب هذا لكن الهم وانحناءة ظهره التي اوحت للاخرين انه تجاوز العقد السادس من عمره الذي لم يتجاوز بعد الثلاثين..هذا الهم لوحده كان من الكفاية ان يدعه يرفض كل ما كان يعتنق وكل ما اهدته السنين..لملم حاجاته وتوجه صوب الباب الكبير...عيون كانت ترقب مسرى الهم وسير الرحيل...عيون لم تعرف سوى العويل..عيون لم تعرف الا العنف والوقاحة..لا تمتلك ادنى معنى او تعريف للرحمة او بصيص يقترب نوعما من انسانية..لم تكن تلك العيون تجيد التعاريف التي اتفق عليها بنو البشر من حب وتسامح ومودة ، كل ماكان يفكر فيه وهو يجر خطاه نحو المستحيل كيف سالقاه ويلقاني وكنا على مفترق طرق لم نلتق يوما ...لم يكن يوما يراني او اراه..زهوه الطافح بالكذب والخداع يخبيء وراءه الاف التداعيات ، ابسطها حرمان مزاولة الحياة...لك الله ياقلب كم تتحمل من العناء في سبيل الــ.... ! لم يكن يجرأ هو ان يسال السؤال : كيف انت وكيف حال العيال؟
باغته فجأة بالجواب..لم يكن يتوقع وانا على حافة البوح ان استسلم بمثل تلك البساطة المعهودة او كما يعتاد هو مع الاخرين..
لم اكلف نفسي جهد التفكير حتى بالسؤال لكي اجيب !!
استدرت متجها صوب الشروق وصوب تكون الحياة !!
كان ينظرني من قبره في تلك الحفرة التي ماعاد يستطيع مغادرتها..
لم ينبس ببنت شفة..اشعل لفافة تبغ مسليا نفسه ولو للتمني بكثافة الدخان الذي طوق الاجواء...وما عساه ان يقول...تمتم ونفسه ودواخله المريضة...لاعنا حظه دون ان يستطيع اللحاق بي فلقد عبرت الى حيث الرجاء...والى حيث الحياة..
وظل هو فيما تربع عليه من خواء ظانا انها الحياة....شتان بيني وبينه...شتان بين الموت وبين الحياة...هو قد تراخى فانحنى فتدنى فسقط فمات....
وها انا لم ينحن ظهري على رغم ثقل الاهات وعوادي السنين...اتربع على قمة الصحو وارتدي برقع الحياة ...ابيض صاف مثل موجات الفرات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي