الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الم 22

واثق الواثق

2011 / 4 / 25
الادب والفن


رحلة الألم ..22
كان بعيد التفكير راهب العلم ثاقب النظر قوي البصيرة يمشي كالطود الشامخ يباهي الآخرين بعنفوان شبابه وهو يطرز أيامه بالأفراح والمسرات ...مستبشرا بما منّ عليه الباري عّز وجّل من نعمة الخلق والتربية والعلم حتى انتابه شعور الألم الذي يعتصره بين لحظة وأخرى وهو يستذكر مالم بيه من قوارع الدهر ودواهي الزمن العضوض الذي لم يتركه كما غيره إلا وقد اخذ مااخذه منه محاولا القصاص من الابراياء دون ذنب او جريرة سوى أنهم كانوا في مكان الصدفة وموقع الا عودة والالم ..
وفي إحدى أصبوحات يوم السبت حينما كان المكان يضج بالهدوء الذي يسبق العاصفة العمياء التي قد خطط لها مسبقا دون علم الضحايا الراقدين في منازل الفقر والجوع والبساطة تحت سقوف الدعاء المشيدة برحمة الله ..
كانت المنطقة من اشد المناطق ازدحاما بالسكان ..كثرة النسمات تقابلها قلة المساحات حتى بات يعيش في البيت أكثر من ثلاث عوائل موزعة على عد د غرف البيت والمخازن والمطابخ في بعض الأحيان . . كان المشهد يوحي بالإحياء الأموات لمن لا يجرب اجترار الحصار بصبر الأنبياء- مع الفرق .-.لحظات وإذا بسيل عارم من القنا بر والقذائف والاطلاقات النارية الخفيفة والثقيلة والمتنوعة تفتح أفواهها على البيوت والطرقات لتلتهم من فيها من بشر وحيوانات ...
لتجعل من صدور الحيطان لافتات معارضة واستنكار ضد الحكومات المحتلة التي حاولت تغييبها قسرا ..وهي تعلن حربا لاهوادة فيها ..كحرب البقالين والقصابين .. في ساحة مفتوحة للجميع وعلى مصراعيها ..حول لاماذا !!!
فالهوس والطيش وغياب التركيز والعشوائية والانغلاق قطع جميع خيوط الأمل والرجاء لدى المغتصبين ..فخراطيم الهاونات والدبابات والطائرات الثقيلة والخفيفة كانت هي لغة الحل والعقل تشم منها رائحة الدخان والبارود والنار وهي تغزوا أرواح المدينة المثقلة بالجراح منذ الأزل ..
السنة العيارات النارية كأذرع إخطبوط تباغت أجساد المارة والراقدين في أكواخ الهزيمة بين الدرابين الضيقة وحطام البيوت الخربة التي أكل الدهر عليها وشرب
حتى بات بكل يسر ان تسمع شجار الجيران بين الأزواج المتكرر أو الأطفال في الساعات المتأخرة من الليل ..من بين أفواه الثقوب الشرهة لاستراق الإحداث اليومية من على الصفحات الأولى واليومية لحيطان المنطقة الشمطاء ..حتى إن الأهالي جميعهم سمعوا بالصاعقة التي ضربت أنيابها في فخذ الشاب منتظر والذي أخذه النزيف والإعياء وهو يسقط صريع الغيبوبة والغثيان والصدمة المهولة التي ألمت به فجأة دون رحمة أو استئذان كما هو الحال في الحروب غير التقليدية ..
ولكونه الواحد لاغيره لامه التي صاغته بدموع تعب السنين ومفارقات الحياة تحركت صوبه مقتحمة وابل الرصاص المنصب من الطرفين .. في أبشع معركة ..وهي تستنجد لااغاثة وحيدها المصاب برصاصة في فخذه الأيسر .. ولا حياة لمن تنادي ...فقد غادرت المجازفة والنجدة مع أول أطلاقة فتحت شهية البنادق المتسربلة بالعيارات وهي تسورها بالأشرطة الملمعة والملتفة حول أعناق المقاتلين ..فساعة الصفر بدأت مع إعلان حالة حضر التجوال ..ورغم الظروف القاسية والحرجة إلا إن مبدأ الغيرة العراقية مازال ساري المفعول حتى مع ظروف الطوارئ وحضر التجوال .فدخول المستشفى لم يغير شيء سوى انه زاد من الطين بله, لكثرة الجرحى والمصابين جراء الحرب الضروس التي لاناقة لهم فيها ولا جمل, بعد ان تقاسم المحتلون الغنائم وهم يتفرجون بدم بارد ..
الرعاية الإلهية كانت ترافق الشاب منتظر وأمه حتى ردهة الإنعاش .. فاجري له ثلاث عمليات كبرى في غضون أسبوعين ...تم إنقاذه وإعادته إلى أسرته ليعيش حياته الطبيعية والتكيف مع الأجواء الأسرية بعد حادث الصدمة الذي ترك أثره في نفسيته ومشيه وحركته ...حتى عاد منتحبا كشوق الطفل الجنين الى الدنيا ليحبو حبوا من جديد وهو لايزال يعاني من تبعات الإصابة التي منعته من المشي السريع أو الركض او ممارسة الرياضة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه