الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمر وصبر

واثق الواثق

2011 / 4 / 26
الادب والفن


تمر وصبر ...
تمر الأيام طاوية كل الذكريات الأليمة والأحلام المؤجلة من مسيرة عمر سرقت طفولتها ومتعة انتصابها وهي تتهافت تهافت الفراش على ذلك الماضي البعيد المغيب عن ذاكرة الأقرباء والأصدقاء في متاهات الضيم والحصار والجور والدمار ..فتتناسل الأعوام وتعشش الوساوس والمخاوف ضمن مقياس اللا حدود وفضاءات اللا عودة ...وتتفتق خدود الذات مجموعة ذكريات تحط على شجرة التأمل والتحسر والآهات .. وتسافر مع قطارات الغربة والتهجير ألقسري إلى بلاد الأبد ...والمستحيل ...في حقائب مسنفنة ...مقفلة الأفواه ومحرومة التفكير ..بما يسمى ماضي ..كونه أصبح من المحرمات ...والوقائع تشير إلى إن الشعوب والأمم لاتنهض وتنمو وتتطور الا بمحاكاة واحترام الذات الإنسانية التي صورها الخالق في أجمل وأروع تصوير ..
ومهما يكن فالوقت الذي يفخر به الأجداد وينتشي له الإباء لن يصنع مجدا للأطفال ..كما يقول وليد المهندس العائد من بلاد الغربة أملا في الحصول على جواز الاستقرار والأمان في بلد مدمر فاقد الأضراس ..منذ عقود ..من الزمن المهجور ..والنظام المأجور ...
وهو يأمل ان ينقل تجربة الإحساس بالمسؤولية والإرادة الحقيقية التي عاشه هناك إلى بلده إلام ومسقط رأسه بالتحديد ..ويتسابق مع الزمن وهو يقود صهوته كما يقود الفرس الجموح ..لبناء مادمرته النفوس الخبيثة والشريرة والمريضة وطرد اليأس المعشش والظلام إلى خارج البلاد حيث اللا عودة ...
إلا إن أحلام هذا الشاب الكهل الذي أخذت منه الغربة عنفوان وعصارة شبابه قد تبددت حال وصوله إلى نقطة البداية التي غادرها منذ عقود .. وهو يرى البلاد مجرد إطلال . ومقبرة الإحياء الأموات ..
فعز عليه ماحدث وسيحدث ..من تزيف للحقائق وانحراف في بعض السلوكيات وتبديد للمفاهيم الأصيلة بسبب الكم الهائل من المعانات والمصائب وحجم الجحيم الذي مني به الجميع ..ما حدي به الأمر وفي نهاية المطاف إلى العمل كسائق تكسي وترك وظيفته كمهندس ماهر في احد الدول المتقدمة ...ليتقرب عن كثب من الناس الذين فارقهم منذ عقود على أمل اللقاء بهم مجددا ولكن ......
ليحرق ماتبقى من أوراق عمره المصفرة بجمرة المعانات الأزلية والمزمنة التي تنهش أظافرها في أجساد المواطنين دون رادع او مخلص ..! متسربلة في أجسادهم وعقولهم الخاوية كما تسربل الرصاص في واجهات حيطان المدينة المثخنة بالجراح الأزلي ..منذ ان فارقت الابتسامة ضحكات ورد الحديقة الندية في بستان العم قاسم واغتصبت مدافع الاستعمار المدينة المسورة ..منذ ان طش الحزن أبجديات الهموم , وسرق المحتل براءات الطفولة .. وحل الغازي ظفائر بغداد بمخالبه العفنة القذرة
واستمر الشاب المغيب عن خارطة الحسابات ومقاييس الوهم وهو يحترق في كل يوم ويفني عصارة جهده من اجل توفير لقمة العيش لعياله الذين اختلفت لديهم كل الموازين والمقاييس بمعنى الكلمة ..حينما اختاروا جحيم العراق على جنة الغربة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان