الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو السر في تورط جيش الديكتاتور بالمغرب في اختفاء جندي مغربي من أصول صحراوية ؟

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2011 / 4 / 25
حقوق الانسان


لم يسلم منزل أو بيت أو أسرة بالمغرب من تعرض أحد أفراده للقمع أو الإختطاف أو الإعتقال أو الحبس و الإهانة و الظلم و الحط من الكرامة من قبل جهة من الجهات السرية و العلنية التابعة لحكم الملك الديكتاتور بالمغرب ، حيث صار جل المغاربة ضحايا للسياسة القمعية التي يتبناها الحكم الملكي وينفذها عملائه وخدامه في حق المغاربة لإسكات أصواتهم ، وتخويفهم وترويضهم وترويعهم بشتى السبل و الوسائل تحت شعار القمع و الاستبداد و الاستعباد ، ومع ذلك هناك من المغاربة ممن يريدون أن يحملوا مسؤولية ما يعاني منه الشعب المغربي من ظلم وقهر وجور وجبروت للأجهزة التابعة و العميلة تحت الحكم بالمغرب ، وهم بذلك ينزهون الملك ويشيرون بأصابع الأتهام لمن يشتغل حوله من هذه العصابة ، إلا أن هؤلاء ممن ينزهون الملك الديكتاتور إما أنهم لا يعرفون حقيقة المغرب ، أو يتجاهلون ذلك لغرض في نفس يعقوب ، أو فعلا لا يدركون الوضع السياسي به ، و إما منافقون أو خائفون ومتخوفون مما قد يلحقهم من انتقام في حالة إقرارهم بعكس ذلك أي تحميلهم المسؤولية المباشرة للملك الطاغي الديكتاتور ، لأن الحقائق واضحة وضوح الشمس في النهار ، لأن الملك الديكتاتور هو المسؤول سياسيا وقانونيا وماليا و اجتماعيا حسب ما دونه في دستوره الممنوح للشعب المغربي .
في هذا الباب تعرضت مختلف شرائح المغرب لكل أنواع الإهانة ، وذاقت كل أنواع المرارة حيث العنصرية و الإحتقار و الإقصاء و التهميش ، كما أن كل من خالف أوامر الطاغي فهو معرض للسجن أو للقتل و التصفية بعد الإختطاف أو الإعتقال ، وفي هذا الصدد لم ينجو حتى من يشتغل بتلك الأجهزة القمعية نفسها في حالة مخالفة أحدهم لأمر ما ، أو في إطار تصفية الحسابات بين هذه العصابات المتحكمة في رقاب المغرب و المغاربة ، كما أن أنواع التصفية وتصفية الحساب يختلف إخراجها والسيناريو الذي يفبرك بين حالة و أخرى ، فمثلا يتم إختطاف المواطن المغربي من قبل أجهزة المخابرات و البوليس السري أو من قبل المحسوبين على ما يسمى بإدارة المحافظة على التراب الوطني ، وقد يتعرض المعتقل أو المختطف لأبشع أنواع التعذيب ، حتى يغمى عليه مرات عديدة لسبب ضربه على ذكره أو إجلاسه على القنينة حيث يتم هتك دبره ومؤخرته ، ثم تعرضه للصعقات الكهربائية في كل جسده بما فيه عضوه التناسلي ، وبهذا توفي عدد كبير من المواطنين المغاربة من جراء قسوة التعذيب ، والتفنن في طرقه من قبل الجلادين ، حينها تقوم هذه العصابة الإجرامية بلف الضحية بثوب ما و الرمي به في مكان مجهول ، وترك الجثة حتى يتم إكتشافها من أحد المارة أو من قبل الشرطة العادية التي تسرع لإنجاز محضر ضد مجهول ، وتظل القضية غامضة حتى يتم طيها ونسيانها ثم يتم حفظها ، كما أن هناك حلات أخرى يتم فبركتها ، وذلك هلى سبيل المثال يتم إختطاف أو إعتقال مواطن معين وحقنه بإبر و منحه حقن تفقده الذاكرة ، وبذلك يتم اعتباره مختلا عقليا بشهادة يتم جلبها من طبيب معين ، وهذه الحالات قد تشمل العاملين في الأجهزة القمعية أو العسكرية ممن لم ينضبط لأمرما قد يؤدي به إلى الإعتقال أو الإختطاف ، وهذه العملية الإجرامية تتنافى مع كل القوانين الإنسانية و العالمية ، ولكنها تقع وسارية المفعول بمغرب يحكمه الديكتاتور لا لشيء إلا لمنع هذا المعتقل من الجهر بما يسمى بأسرار الدولة خاصة إذا كان فردا من أفراد أجهزتها....
هذا بالضبط ما يحصل للكثير ومن بينهم الجندي المغربي المدعو المصطفى البلال رقم 6975/83 ، المزداد سنة 1964 الحامل للبطاقة الوطنية رقم 206825 ج حيث قيل أنه قد أصيب بمرض نفسي وهو في الصحراء الغربية حيث كان يشتغل جنديا ، وقد تمت إحالته على إثر ذلك بسرعة البرق على التقاعد للتخلص منه ، و نقله إلى المستشفى المدني بإنزكان للأمراض النفسية و العقلية . تم إحالته على الحامية العسكرية بأكادير التي يديرها الكولونيل المدعو - عزيز زيز – وهنا تم إختفائه إلى حد الأن حيث لم يظهر له أثار مما جعل عائلته تتقدم يوم 10/12/2003 بشكاية الفقدان و الإختفاء إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمدينة أكادير شكاية مسجلة تحت رقم : 777/03 ش ، كما توجهت عائلة الجندي المفقود يوم 07 مارس 2005 بشكاية الكشف هن مصير جندي إلى رئيس هيئة الإنصاف و المصالحة ملف رقم : 8788 إلى جانب شكاية موجهة يوم : 08/03/2005 إلى وكيل الملك بالمحكمة العسكرية بالرباط ، ثم شكاية يوم 30/05/2007 إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان ، كما تقدمت عائلة الجندي المفقود إلى مختلف المنابر الإعلامية لإثارة قضية إبنها الذي ضاع بين يدي الجيش والشرطة العسكرية السرية ، وفي هذا الصدد نشرت جريدة البيضاوي سابقا جريدة الوطن حاليت مقالا تحت عنوان – قضية الجندي مصطفى البلال قد تزح بعسكريين - بعددها 191 بتاريخ 25/03/2006 ثم جريدة الصباح تحت عنوان – غموض يلف إختفاء جندي بأكادير- بعددها 1968 بتاريخ05-06/08/2006 إلى جانب الأفق الشهرية تحت عنوان – اختفاء جندي مغربي من أصول صحراوية وعائلته تطلب الكشف عن مصيره - عدد 31 بتاريخ 15 يناير 2007 ثم جريدة المساء اليومية تحت عنوان – اختفاء جندي بأكادير بعد فصله من عمله وأسرته تواصل رحلة البحث عنه - عدد 216 بتاريخ 30/05/2007 وبالرغم من اختلاف العناوين بين هذه الصحف التي أشارت من خلالها لقضية هذا الجندي المفقود ، لكنها توحدت في مطالبتها للجهات العسكرية بالكشف عن حقيقة هذا الإختفاء و الأسباب الكامنة وراء ذلك ، وعوض أن تقوم العصابة المتحكمة في رقاب المغاربة بعملها للكشف عن خيوط هذا الإختفاء الغامض فقد بعث القاضي العسكري الكولونيل ماجور المدعو - عبد القادر بليل - مدير العدل العسكري برد تحت رقم 412أ/إ. د. و/ م.ع.ع على شكاية عائلة الجندي المفقود بجملة لا يمكن القول عنها سوى أنها استفزازية بعد تحديها لكل المشاعر الإنسانية ، مفادها " يؤسفني أن أرجع إليكم شكايتكم المشار إليها بالمرجع أعلاه لعدم إختصاص القضاء العسكري في النازلة" كما وجه الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمدينة أكادير في : 09/08/2007 إشعارا موثقا تحت رقم : 332/06س م إلى عميد الشرطة بنفس المدينة يأمره فيه بحفظ الملف للأسباب التالية " تمت إحالته على السيد مدير العدل العسكري بالرباط للإختصاص بتاريخ 07/08/09 تحت عدد 982/06 س م مضمون ، ويمكن اشتئناف البحث إذا ظهرت عناصر جديدة " لقد تبين أن كل المسؤولين يتهربون من هذه النازلة التي يلفها الإبهام والغموض بالرغم من أن عائلة الجندي المفقود قد وجهت أصابيع الإتهام للمؤسسة العسكرية ، وقد ذكرت بعض الأسماء على الشكل التالي : بهيجة راجي مساعدة اجتماعية برتبة مساعد أول ، ثم فاطمة الكتماني مساعدة اجتماعية برتبة مساعد أول بمصالح القوات المسلحة الملكية ، ثم الكولونيل زيزي عبد الجليل ....
فماهي الأسرار التي يحملها هذا الجندي المختطف خاصة وأنه من الأصول الصحراوية ؟ لماذا تم هذا الإختفاء أو الإختطاف أو التصفية الجسدية على يد أفراد من المصلحة الإجتماعية للقوات العسكرية علما بأن أغلبهم من الشرطة العسكرية السرية ؟ لماذ لم يتم توقيف و اعتقال هؤلاء الجنود و الضباط ممن وجهة لهم عائلة المختطف التهمة مباشرة عن إختفاء إبنها الجندي المفقود ، خاصة و أن أسرته تعرفهم بالأسماء ، وهم من كانوا إلى أخر لحظة يتواصلون مع الضحية ؟ ما هو السر الحقيقي في هذه النازلة التي يتهرب الجميع منها ، ويتملص منها الجميع بأكاذيب عدم الإختصاص ؟ هل كان هذا الجندي المفقود يعرف أسرارا قد تزعزع عرش البعض حتى تم التخلص منه بطريقة المافيا النحترفة في نسج وفبركة قصص لا يثيقها حتى الصبيان ؟ ما هي القوة الخافية وراء هذا الملف و التي جعلت حتى كبار الجيش يتهربون من التطرق لهذا الملف رغم أن ذلك من إختصاصهم ؟ هل تم تصفية الجندي المفقود من قبل المقربين للقصر وبذلك لا أحد يستطيع تناول هذه النازلة ؟ أين هم الضمائر الحية بالمغرب وخارجه للدفاع عن هذه النازلة و الكشف عن فصولها ؟


علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
عضوا الحزب الإشتراكي الهولندي
عضو بهيئة التحرير لجريدة محلية باللغة الهولندية
أمستردام هولندا
0031618797058








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا


.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين




.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه


.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار




.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ