الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرنامج العام للنهج الديمقراطي وحركة 20 فبراير (1)

معاد الجحري
عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي. المغرب

2011 / 4 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


1- يتعلق الأمر ببرنامج عام لا يتطرق للتفاصيل الإجرائية،تم وضعه في إطار منظمة إلى الأمام نهاية الثمانينات بمجهود خاص من طرف الراحل أبراهام السرفاتي بهدف بناء جبهة ثورية(ليست ماركسية بالضرورة) تلتف حول هذا البرنامج.هذه الجبهة لم تبنى والمافيا المخزنية تمكنت من الصمود في مواقعها بفضل مناورات النظام الذي كان يعاني من عزلة خطيرة بحيث قدم مجرد تنازلات في الشكل لكي يستمر من حيث الجوهر وبسبب مرض التوافق المهيمن على المعارضة التقليدية(الكتلة الديمقراطية) وتشتت قوى اليسار الجدري المنحدرة من الحركة الماركسية-اللينينية المغربية.وهو برنامج جدري من حيث سعيه إلى تقويض الأسس الطبقية للنظام القائم معتمدا في هذا على تاكتيك مناسب يتمثل في التركيز على القضاء على المافيا المخزنية(2) وهي الفئة الأكثر شراسة في التكتل الطبقي السائد.وقد تم تبنيه عند تأسيس النهج الديمقراطي في 15 أبريل 1995 مع اغنائه في محطات مختلفة.
2- يجسد البرنامج العام مهام المرحلة التاريخية التي تجتازها بلادنا وهي مرحلة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي والمحددة بحل التناقض الرئيسي بين الطبقات الشعبية من جهة والطبقات السائدة والنظام السياسي الذي تستند إليه(المخزن) والامبريالية من جهة أخرى.هذا ما يتطلب العمل على بناء جبهة الطبقات الشعبية(تحالف سياسي -اجتماعي لقوى متجدرة وسط الطبقات الشعبية) أي الأداة التنظيمية والسياسية لانجاز برنامج الجبهة.الأمر يتعلق إذن بالنضال من أجل التخلص من الطبقات السائدة ومن نظامها المخزني وفك الارتباط مع الامبريالية في إطار تصور مجتمعي بديل.
التحرر الوطني يعني إنهاء السيطرة الامبريالية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية وفك الارتباط ليس هو التقوقع على الذات بل يعني إخضاع العلاقات الخارجية لمتطلبات التنمية على الصعيد الداخلي أما البناء الديمقراطي فيعني إقامة نظام ديمقراطي حقيقي.
إن أفقنا ليس هو الديمقراطية السياسية وكفى بل الاشتراكية كمرحلة انتقالية طويلة نحو المجتمع اللاطبقي(المجتمع الشيوعي) والتي تتطلب ديمقراطية متقدمة تتجاوز وتحتوي ولا تلغي مكتسبات الديمقراطية البرجوازية(3).
إن اختزال الأمور في التناقض الرئيسي هو ضرب من الشعبوية يؤدي إلى تخويل قيادة هذا النضال للقوى البرجوازية.والحال فان حركات التحرر الوطني السابقة في عدد من البلدان فشلت بسبب هيمنة القوى البرجوازية على قيادتها وغياب قناعتها الديمقراطية (مصر،الجزائر،المزمبيق،زمبابوي،ناميبيا...).وفي المغرب فشلت القيادة السابقة(الكتلة)فشلا ذريعا وقطعت الاتجاهات المتنفذة فيها أشواطا وأشواطا في الاندماج في المخزن وفي الطبقات السائدة.
هذا ما يفرض العمل إذن وفي نفس الآن على حل التناقض الأساسي (التناقض بين الطبقة العاملة وعموم الكادحين من جهة والطبقات السائدة والمخزن والامبريالية من جهة أخرى)وبالتالي العمل على سيرورة بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة وعموم الكادحين الذي يجب أن يتبوأ قيادة الجبهة المذكورة ليحصن التجربة من التراجع والانهيار ويضمن انفاتحها على الأفق الاشتراكي.ولكن اختزال الأمور في التناقض الأساسي هو قفز على الواقع وحرق للمراحل وجهل بطبيعة التشكلة الاجتماعية المغربية أساس الصراع الطبقي ينتج النزعة العمالوية(العمالية الضيقة) ويؤدي إلى العزلة.
3- محاور البرنامج العام:يهدف البرنامج العام إذن انجاز مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي على النحو الذي تم تفسيره أعلاه وعلى كافة المستويات:
على الصعيد السياسي:تفكيك المخزن (المخابرات،الداخلية،القضاء،الإعلام) ومحاكمة المجرمين وتغيير جدري للدستور عن طريق المجلس التأسيسي(4) وإقامة سلطة ديمقراطية تعتمد مبدأ الانتخاب ودولة الحق والقانون وتجاوز ديمقراطية الإنابة أو التوكيل عبر إعطاء أقصى حد من الديمقراطية المباشرة واعتماد ديمقراطية المشاركة وإقرار تعددية سياسية وفكرية حقيقية واعتماد المواثيق الدولية لحقوق الإنسان كمرجعية لوضع قوانين عصرية(5) وإقرار كذلك ديمقراطية جهوية تأخذ بعين الاعتبار واقع التهميش الذي تعاني منه مناطق واسعة تشكل ما يسمى بالمغرب الغير النافع وأن هذا التهميش يقترن باضطهاد الثقافة واللغة الأمازيغيتين في مناطق بعينها(سوس،زيان،الريف) ينبغي تمتيعها بأقصى قدر من التسيير الذاتي قد يصل إلى الحكم الذاتي.(6)
على الصعيد الاقتصادي:
تقليص الفوارق وإعادة النظر في تعويضات المنتخبين وسن سياسة ضريبة ملائمة وضمان الأمن الغدائي وإلغاء الدين الخارجي واتفاقيات التبادل الحر المجحفة والمهينة لبلدنا.تأميم كل القطاعات الاستراتجية(الصناعية والمنجمية والبنوك والمجمعات المالية)والقيام بإصلاح زراعي جدري تحت شعار الأرض لمن يحرثها(بما في ذلك استرجاع المياه المغتصبة من طرف المافيا في إطار سياسة السدود).
على المستوى الاجتماعي والثقافي:
وضع سياسة اجتماعية تعطي الأولوية للشغل و التعليم و الصحة و السكن و الثقافة وتهدف إلى القضاء على الآفات الاجتماعية الفتاكة ( الأمية، البطالة، السكن الغير اللائق، الرشوة، نهب المال العام، التسول، المخدرات... ) وتطوير كل مكون من المكونات الثقافية للشعب بارتباط مع التراث الثقافي الإنساني وتسهيل ولوج كل مغربي ومغربية الإبداع الثقافي بجميع أشكاله.
على المستوى الجهوي والعربي والدولي:
تحرير سبتة ومليلية وإيجاد حل سلمي متفاوض عليه لقضية الصحراء على أساس الشرعية الدولية ومبدأ تقرير المصير ومناهضة الامبريالية والصهيونية والتضامن مع الشعوب المضطهدة.
3)البرنامج العام وحركة 20 فبراير أية علاقة؟
- في أغلب بلدان العام العربي التي تعيش تحت إيقاع موجات المسلسل الثوري الجاري لا تركز المطالب على قضية الامبريالية بشكل صريح وواضح.ويصدق هذا على المغرب.ولكن التغييرات الجارية تهدد مصالح الامبريالية من حيث ضرب وكلائها المحليين ومن خلال إقامة الديمقراطية ومن خلال المطالب الاجتماعية.وكل هذا يوفر الشروط للتقدم على مسار التحرر الوطني وتخليص بلدنا من طاعون التبعية للامبريالية بعد تخلصها من كوليرا الكمبرادور وملاكي الأراضي الكبار.
- في المغرب تتقاطع المطالب التي تطرحها الحركة(حركة 20 فبراير) بشكل كبير مع برنامج النهج الديمقراطي بالخصوص على المستوى السياسي والاجتماعي.ولكن الحركة لا تطرح بعد مسألة التأميم والإصلاح الزراعي وقضية البادية والمديونية.هذه ليست صدفة.فالحركة لا زالت في بدايتها ولن تصل إلى أوجها إلا بالتحاق أوسع الفئات العمالية والشعبية الكادحة(كادحي الأحياء الشعبية والفلاحين الكادحين والفقراء)وهذا هو شرط تجدرها وتغلبها على كل الصعاب والمناورات والمؤامرات التي تنتصب أمامها على طريق تحقيق النصر لشعبنا.(7)
- تركز الحركة الآن على حشد أكبر قوة مناهضة للنظام فيما يبدو بكل أسف أن الشروط السياسية لبناء الجبهة(الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية) غير متوفرة الآن بالنظر للخلافات التي تخترق قوى اليسار مع أن إمكانيات عمل مشترك في المناطق لا يستهان بها.فهل سننتظر حصول تقاطبات جديدة تشكل قوة دفع لبناء الجبهة المأمولة على أساس القواسم المشتركة؟نذكر هنا بتجربة أشقائنا في تونس حيث تم بناء الجبهة الموحدة للقوى الديمقراطية(14 جانفيي)بعد الإطاحة ببنعلي بعدما كان لحزب العمال الشيوعي التونسي تحالف مع حركة النهضة لا يضم حزب العمل الوطن.
(1)انظر وثيقة البرنامج العام كما صادق عليه المؤتمر الوطني الثاني للنهج الديمقراطي على الموقع الالكتروني للنهج الديمقراطي.
(2)انظر مقالين حول مفهوم المافيا المخزنية وحول ضرورة عزلها على نفس الموقع.
(3)نعبر هنا عن رفضنا لأنظمة الحزب الوحيد باسم الاشتراكية ونجزم بأن ما يجري في الصين وكوريا الشمالية وغيرهما ليس سوى نموذجا مقززا للاشتراكية ذلك أن التعددية السياسية والفكرية ضرورية لحل التناقضات في أي مجتمع طبقي.
(4)انظر وثيقة المطالب الدستورية الأساسية للنهج الديمقراطي في الفترة الراهنة على نفس الموقع.
(5)الذين يستهزؤون بالنضال الحقوقي مخطؤون جدا ولب الخطأ يكمن في كونهم ربما يعتبرون الفكر الحقوقي بضاعة رأسمالية.وعلى العكس من ذلك نجزم أن انجازات الفكر التقدمي العالمي في مجال حقوق الإنسان هي نتيجة تضافر الكفاحات المظفرة للقرن الماضي ساهمت فيها الحركة العمالية وحركة الشعوب المضطهدة وحركة النساء والبيئة والسلم وان النهج الديمقراطي له شرف ليس فقط الانفتاح على هذه الانجازات بل المساهمة المتواضعة في إدماجها في مرجعيته من منظور طبقي ماركسي. انظر وثيقة الإطار المرجعي للنهج الديمقراطي بالخصوص الفقرات رقم 18 و 19 و 20.
(6)نضال الجماهير الكادحة من أجل التحرر يتضمن بالضرورة نضالها من أجل استرجاع هويتها المغتصبة.يصدق هذا على المناطق ذات الخصوصية المشار إليها كما يصدق على جماهير الفلاحين الفقراء بشكل عام الذين تم فصلهم عن جذورهم الفلاحية عبر انتزاع أراضيهم.
(7)إن غياب أو ضعف التمفصل بين حركة شبيبة الأحياء الشعبية وكفاحات الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين الكادحين يشكل تاريخيا الضعف البنيوي لهذه الحركة ويفسر إلى حد ما المصير الدموي الذي لقيته كل الانتفاضات الشعبية في بلادنا.لمزيد من التوسع انظر وثيقة البنية السياسية والاجتماعية للنظام القائم ضمن كراس الوثائق الصادر عن المؤتمر الوطني الأول للنهج الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول الحزب الواحد
زروال المغربي ( 2011 / 4 / 25 - 14:47 )
لقد سبق للحريف أن نادى بالتعددية الحزبية في إطار التنافس بين الأحزاب الإشتراكية في كلمة في ندوة النهج التحريفي حول الماركسية ، و هذا ما يتير الضحك بالفعل إذ كيف يمكن تصور تعدد الإشتراكيات ؟ و هاهو يقول برفضه للحزب الوحيد الذي تدعو إليه الماركسية اللينينية و هو حزب الطبفة العاملة ، و موقف الحريف هذا يريد أن يجعل من ديكتاتورية البروليتاريا تعددا كأن مصالح الطبقة العاملة متعددة .
و هو لا يفهم ما يجري في الصين و كوريا الشمالية معتقدا أن النظامين اشتراكين بالمفهوم الماركسي ، و هو يجهل ما يسميه لينين الإشتراكية الإمبريالية التي تحققت في كل من الصين و روسيا ، بعد خروج هاذين النظامين عن النهج اللينيني .
إنه من العبث اعتقاد أن النهج التحريفي بالفعل وضج مشروعا نضاليا شعبيا بما يسميه -وثيقة البرنامج العام- التي لا تخلو من كونها برنامجا إصلاحيا انتهازيا ، يسعى من ورائه النهج التحريفي إلى إيجاد موطيء قدم داخل النظام الملكي الديكتاتوري بعيدا عن مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية