الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ايار

جورج حزبون

2011 / 4 / 25
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية



تعود ذكرى يوم الأول من أيار عام 2011 ، وقد تغير العالم كثيراً ، وعملية التغير العربي جارية ، والنتيجة المؤكدة ، أن أساليب الحكم لن تعود لما سبق وأن الشعب لن يعود للاستكانة بعد اليوم ، ربما لا تستطيع بعض الثورات من تحقيق غايتها ، ألا أنها بالتأكيد وبعد أن تلمست طريق الحرية ستواصل وبغض النظر عن الزمن والمراحل ، فأن حتمية نجاح الثورة في أي بلد عربي وتحقيق الديمقراطية سيشكل دولة قائدة ، وهي صيغة لم تعد موجودة منذ رحيل جمال عبد الناصر .
مفهوم إن الديمقراطية كأسلوب في الحكم ، ليست صيغة جامدة ، أو نموذج محدد ، بل إن لكل شعب ومجتمع خصوصياته ، ولكنها حكم الشعب ، وحرية الرأي والتعبير ، ورفض العصبوية والاستعلاء القومي والديني والاثني ، والعالم العربي يمتلئ ويفيض بالاثنيات ، التي وجدت بفعل الاجتياح الإسلامي للبلدان المجاور وطمس حضارتها وقمعها والاستعلاء عليها وفرض لغته وثقافته، فظلت مقموعة بالاستعمار ومراحله ، وتنامت قوتها ، واستحقت إن تطالب بحريتها وان ضمن الدولة العربية ، والتي لم تستطع إن توفر الديمقراطية التي وحدها كان يمكن ان تضمن حرية الوطن والمواطن ، لو إن الأنظمة العربية احترمت مفهوم المواطنة ، ولم تغذي التعصب والاستعلأت الدينية أساسا وبالتالي شجعت التطرف الديني الاسلاموي الذي كفر الناس وحاربهم لأنهم يملكون رأياً أخر او مختلف ، والآن تشعر هذه الانظمة بتحرك هذه الفئات فتهب دفاعاً عن سلطتها حتى تتمكن من لي عنق مسيرة الديمقراطية والحرية ، حيثهي جزءمن منظومة الحكام وأدوات قمعهم ......
ويعود أيار كمفهوم كفاحي ، محفزاً للطبقة العاملة ، صاحبة التاريخ الطويل والمجيد دفاعاً عن الحرية ، ليكون مذكراً بان وحدة الكادحين هي وحدها التي تستطيع ان تزيل قيودهم ، من تسلط أنظمة القمع والإرهاب الفكري المتحالف باسم الدين مع هذه الأنظمة السوداء ، التي توارثتها شعوبنا بفعل تحالفات للطبقات البرجوازية وشبة البرجوازية مع المستعمر ، وطالت سطوتها بالزمن مستغلة حالة الحرب مع إسرائيل لتحرير فلسطين بشكل أسطوري ، دفعت شعوبنا ثمن باهظ وهي تنتظر وتقمع حتى لا تكون هناك أولوية امام قضية العرب الأولى ، التي أضاعوها منذ دخلت جيوشهم وتوقيعاتهم على اتفاقيت الهدنة عام 1949 .
أن الراية الحمراء ليست سوى صورة عن خضاب الدماء التي دفعتها الشعوب العربية ، وفي مقدمها عمالها وفقراءها ، منتظرين الفرج الذي لم يأتي إلا بالتسلط والقمع ، وتغول إسرائيل في المنطقة واستمرار الاحتلال القمعي للشعب الفلسطيني ، بسبب أدراك إسرائيل إن الأنظمة العربية بشكلها ووضعها لا تشكل لها أهمية او خطورة ، وهكذا ظل غياب الديمقراطية العربية سبباً أساسيا في بقاء الاحتلال وارتفاع وتيرة غطرسته واستمرار الاستيلاء بالاستيطان على باقي فلسطين واستعباد شعبها .
ومع المتغير في العالم منذ العقد الأخير للقرن العشرين والعقد الأول من القرن الحالي ، حدثت متغيرات عميقة في البني الاجتماعية ، حيث تقدمت الطبقة الوسطى ، بفعل تغير نمط الإنتاج ، وعلاقات الإنتاج ، والتوجه إلى ثقافة الربح ، والنمو الهائل لدور الشركات الفوق قومية والعابرة للحدود ، والتي كونت ظاهرة العولمة وتسيطر على حركة رأس المال وتخلف أساليب انتاج جديدة ، وتجعل دور الطبقة العاملة غير قادر على المواجهة بفعل التفكك وغياب مركزية الإنتاج واختلاف المواقع و الأجور والثقافة والتجربة ، وهو أمر منوط بالنقابات العمالية لمواجهته ، والي يبدو ان تلك النقابات التي دعتها الأدبيات الماركسية بالصفراء قد استكانت وأصبحت ملحقة بالدولة ورأس المال .
وان كنا نعيش في زمن الثورة فإنها مطالبة بدورها في النقابات والأحزاب التي تعتنق فكر الطبقة العاملة ، وان تقدم للعمال أنماط فكرية لموجهة هذا المتغير حتى لو وصل الأمر إلى ثورات احتاجتها تاريخياً الطبقة العاملة لوقف جموح مضطهديها ، والملاحظ هنا إن النقابات العربية لا تملك دوراً فيما هو جار في محيطها ، وكأنها حركات ( تريديونيويه ) او حرفية مهنية ضمن دائر عملها فقط ، وبهذا تغيب ثوريتها لتحققه فقط من خلال وصول العمال الى الحكم وتسلم السلطة لتحقق الديمقراطية الإنسانية العادلة ، وفي الواقع ان استمرار دور العمال المتقدم في الثورة العربية الجارية بشكل منفرد ودون تأطير ، سيعيق فرص الانجاز المنتصرة للثورة ، ويعطي مجالاً للمتربصين بالتغير ليجيء على مقاسهم ، خاصة وان البرجوازية الصغيرة بمختلف مشاربها هب فئة ( متذبذة ) بحكم موقعها ومصالحا ، وتمتلك مهارات انتهازية ، لاستخدام الطبقة العاملة وفقراء الفلاحين للتضحية ثم يقومون هم بخطف الانجازات منهم والعودة بالأمور الى المربع الأول ونكون استبدلنا نظاماً بدا متخلفاً بالزمن والنهج إلى نظام احدث بالشكل و الممارسة نفسها في النهاية وفي الواقع النهائي نقول:
لن تقسم لقمة عيش قسمة عدل حتى يقف النسر بأعلى القمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن