الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حساب الرئيس لنفسه

نصارعبدالله

2011 / 4 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حساب الرئيس لنفسه د/ نصار عبدالله
فيما نقل عن الرئيس مبارك طبقا لما نشرفى عدد من المواقع الإليكترونية ، فيما نقل عنه أنه قال: لقد أخطأت مرتين: مرة عندما وافقت على التنحى رغم اعتراض سوزان ، والأخرى عندما رفضت اللجوء إلى السعودية حينما كانت الفرصة متاحة، وفضلت البقاء فى مصر،... فإذا صدق ما نشر بهذا الخصوص ، وأغلب ظنى أنه صادق، فإن معنى هذا أن الرئيس السابق حينما حانت لحظة الحساب ، لم يختر من أخطائه سوى تلك الأخطاء التى ارتكبها فى حق نفسه من وجهة نظره ، وفقط فى حق نفسه ، لكى يندم عليها ، وكأنه لم يخطىء قط فى حق مصر وفى حقوق أبنائها، أوكأن ما فعله على مدى ثلاثين أو أربعين عاما ليس فيه ما يستوجب شيئا من الحساب أو الندم ، ..مثلا موافقته على أن يقوم نجلاه وهو رئيس للدولة بممارسة أنشطة تجارية رغم علمه اليقينى بأن مثل هذه الموافقة ـ وربما المباركة ـ سوف تفتح باب الفساد على مصراعيه أمامهما وتغريهما شيئا فشيئا إلى الإنزلاق فيه، كأن هذا المسلك من جانبه ليس فيه شىء من الخطأ الذى يستوجب الندم .! ومثلا، كأن تقريبه للفاسدين والمنافقين فى الكثير من المواقع القيادية ، وحرمان مصر من الكفاءات الحقيقية لأبنائها ليس بدوره خطأ يستوجب الندم ، أوكأن تحالفه وتحالف أبنائه مع الفاسدين من رجال الأعمال ثم إصدار التشريعات التى تحاصر حرية الصحافة والإعلام لحماية هؤلاء وأولئك، كأن ذلك كله ليس خطأ يستوجب الندم ، أوكأن العبث الذى قام به فى الدستور عام 2005 تمهيدا لمشروع توريث نجله، ليس بدوره خطأ يستوجب الندم!! ، ...فقط فإن الخطأين اللذين ارتكبهما مبارك من وجهة نظره أولهما أنه وافق على التنحى ولم يتشبث بموقعه ويسفك مزيدا من الدماء دفاعا عنه ( وكأن دماء 869 شهيدا لا تكفى) وثانيهما أنه لم يلذ بالفرار فى الوقت المناسب ، وكلا الخطأين يؤكدان أنه لا يفكر إلا فى نفسه ( تماما كما كان أيام رئاسته ، وكما كان أيام نيابته لرئيس الجمهورية ) .. وهذا المنطق الذى يقوم على التفكير فى الذات ، والذات فقط ، .. هذا النوع من المنطق، إذا كان يمكن التجاوز عنه فيما يتعلق بالمسائل الشخصية التى لا تتجاوز آثارها إلا حياة أصحابها ، فإنه لا يمكن التجاوز عنه بحال من الأحوال فيما يتعلق بأصحاب المواقع التى هى أقرب إلى طبيعة الرسالات وليس إلى طبيعة المناصب، حيث المصلحة العامة ينبغى أن تسبق المصلحة الشخصية، وحيث حساب المرء لأخطائه فى حق مجتمعه ينبغى أن يسبق حسابه لأخطائه فى حق نفسه . والواقع أن المنطق الذى يفكر به الرئيس السابق المخلوع محمد حسنى مبارك هو نفس المنطق الذى كان يفكر به الرئيس الأسبق ( المقتول ) محمد أنور السادات، والذى بناء عليه تم اختيارمبارك فجأة عام 1975لكى يكون نائبا للرئيس ، فمن الواضح جدا أن السادات لم يكن يفكر فى مصر ، ولا فى مستقبلها ، قدر ما كان يفكر فى تأمين حاضره هو ومستقبله هو ، عندما اختار شخصا عاطلا من الطموح القومى والوطنى وعاطلا من أية رؤية سياسية قد تدفعه إلى المزاحمة على موقع الرئاسة ، ولم يجد السادات من تتوفر فيه المزايا خيرا من مبارك الذى كان كل طموحه فى الحياة يتمثل (طبقا لما كان يتردد ) فى حصوله على عمولة مجزية فى صفقة طائرات (كصفقة طائرات الميراج الفرنسية التى زكاها مبارك باغتباره خبيرا فى أسلحة الطيران ، زكاها للإخوة لليبيين لكى يشتروها من فرنسا ) ، من الواضح جدا أن اختيار مبارك نائبا لرئيس الجمهورية كان جزءا من استراتيجية الرئيس السابق السادات لتدعيم حكمه وتمهيد الأرض لحكم طويل الأمد يمارس فيه السادات وآل بيته كل صنوف الفسادات ، أما الجزء الثانى من الإستراتيحية فقد تحقق فى مايو 1980 عندما قام السادات بتغيير الدستور لكى يتيح لنفسه فيما بعد فترة رئاسة ثالثة ورابعة وخامسة ، ومن يدرى ماذا كان سيجرى لو سارت الأمر كما يشتهى السادات ، ربما كنا سنفاجأ فى فترة الرئاسة الخامسة أو السادسة بمشروع للتوريث يجرى إعداده لحساب جمال السادات وليس لحساب جمال مبارك ، من الواضح أن مبارك هو امتداد صارخ ومتطرف لمنهج سلفه السادات فى الذاتية المفرطة والإنكباب على جنى المكاسب الشخصية وغياب الإهتمام الحقيقى بالمشروع القومى ، اللهم إلا من خلال الطنطنة الجوفاء فى وسائل الإعلام بمشاريع قومية وهمية ، فى ظل ذلك كله من الطبيعى جدا أن يشعر مبارك بالندم لأنه لم يستأسد فى الدفاع عما جناه من مكاسب أو على الأقل لم يلذ بالفرار كما فعل من قبله حكام عرب آخرون . ومثل هذا النوع من الندم ليس صورة من صور التوبة، ولكنه ضرب من ضروب الإصرار على الإثم .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منظروا الايديولوجيات الفاسدة وتزوير الواقع
دكتور سعيد غنيم ( 2011 / 4 / 27 - 01:09 )
كنت احترمك واجلك واحسبك غير مؤدلج ثم بانت حقيقتك الشيوعية الناصرية القومجية العروبجية التي اوردتنا طريق التهلكة . كيف تسمح لنفسك الامارة بالسوء كما يبدوا ان تتهم السادات بالانانية وحب الذات وكيف تقارنه بمبارك الهذا الحد عميت بصيرتك عن الحقيقة السادات الذي استرد كرامتنا مثلما استرد ارضنا المحتله يكون انانيا؟؟؟ السادات الذي لم يترك مالا ولا اطيانا وترك شابا يعمل بالاجر موظفا في شركة اتصالات علي العكس من الفاسق عبد الناصر او الافسق مبارك فالاول يملك اولاده شركات وتوكيلات في الداخل والخارج لاتخفي الا علي امثالك من المضللين والثاني حدث ولاحرج . كيف وصل بك قلب الحقائق ان تزور الواقع بعد تزويرك للتاريخ اتق الله يارجل فلم تنفعك دنياك عن آخرتك واذا كنت مكسور الجناح لايران اوغيرها فاعلم ان رزقك في يد ذي القوة المتين

اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت