الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الشيوعيين السوريين في تضليل الناس

بلند حسين

2011 / 4 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ قيام ماتسمى بالجبهة الوطنية التقدمية تحت مظلة حزب البعث، أضحى الشيوعيون بمثابة السمكة التي يُلقى بها خارج الماء، بعد أن وقّعوا بثمن بخس وبمحض إرادتهم، صك بقائهم داخل الدوائر القوقازية التي رسمتها السلطة. فكانت جبهة الدُّمى تلك، آخر مسمار في نعش الحزب الشيوعي والقوى السياسية الأخرى، المؤتلفة في إطارها أو المنضوية تحت لواء البعث، لأن ميثاقها نصَّ في إحدى مواده على إستئثار الأخير بالنشاط بين صفوف الطلبة والجيش.
في أفضل الأحوال، لاتشكل أحزاب الجبهة، التي إرتضت أن ترتبط بعجلة النظام بأي ثمن، سوى ديكورات في مسرحية ساخرة لمخرجها حزب البعث، بعد أن نجح النظام أيما نجاح في تشييخها وشرذمتها وعزلها عن الجماهير، بموجب ميثاق جبهتة العتيدة، أو ما تسمى بجبهة المناسبات وفق التعبير الشعبي الدارج، حتى غدت هذه الأحزاب المتهالكة بخطابها المتخشب منذ عقود، شركاء البعث فيما آل إليه الوضع، وبمثابة أدواته الصدئة!.
جدير ذكره إن برامج الشيوعيين السوريين، تضمنت ديباجات سئمتها الجماهير، لأنها كانت تطفح بالمنطلقات النظرية لحزب البعث في المآل الأخير، مثلما نبذ الناس تنظيراتهم فيما يخص سمات الطغيان والأنظمة التاتوليتارية في بلاد الواق واق، ليس في حقبة الحرب الباردة التي أضحت فيها موسكو كعبتهم فحسب، بل إلى يومنا هذا، حتى تجسدت صورتهم في المخيال الشعبي بنادرة كانت تتردد على ألسنة الناس في المجالس، تقول: إذا هطلت الأمطار في موسكو، حمل شيوعيو سوريا مظلاتهم في دمشق.
بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته التابعة، أضحى(البعث) كعبتهم المشرفة، حتى أضحى الشيوعيون مَلَكيين أكثر من الملك، بغية الظفر بفتات الموائد. فاتهموا انتفاضة الكرد في 12 آذار 2004م، بأنها مؤامرة مدبرة من الخارج، رغم أن الرئيس نفاها في إحدى مقابلاته المتلفزة، وهاهم يدّعون بأن مايجري في سوريا اليوم، من صنيعة الامبريالية والصهيونية بهدف زعزعة قلعة الصمود والتصدي أو قلعة المقاومة والممانعة!.
بَيْدَ أن هناك قضية أخرى لابد من تناولها على هذا الصعيد، كي تتوضح الصورة في ذهن القارىء الكريم على نحو أسطع. ببساطة، راهن شيوعيونا حتى الأمد القريب على الفقر كعامل موضوعي للثورة، كون الفئات الأكثر تضرراً هي المحرّك الرئيس والأكثر تحفزاً للثورة. لكنْ، هاهو الظرف الموضوعي، المتمثل في الفوارق بين حفنة من الطغمة الحاكمة ذات الثراء الفاحش وعامة الناس قد نضج في سوريا منذ عقود، ونجم عنه ما نجم من فقر مدقع، نتيجة الاستغلال الفاحش بين العاملِين وأرباب العمل أولاً، و تعمقت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بسبب سوء توزيع الدخل الوطني ثانياً، ورغم كل ماسلف فدروس الثورة التونسية تقول بأن ما دَفَعَ محمد بوعزيزي إلى احراق نفسه ليس الفقر والفساد والبطالة وحدها، بل الاذلال والغبن والكرامة المهدورة والقهر السياسي المتمثل في مصادرة حرية الناس وإرادتهم قبل كل شيء.
في ذات الوقت سَوَّقَ ماركسيونا التقليديون أطروحة أخرى أو موضوعة تستوجب بناء التنظيم الثوري، انطلاقاً من العلاقة الجدلية بين العاملين الموضوعي والذاتي، لكن ـ كما بيّنا ـ هذه الأداة التنظيمية/الحزب، أضحت فاسدة وغدت تابعة لحزب البعث، حتى بات يذكرنا بما جاء في الانجيل:(إذا فسد الملح فبماذا يُمَلَّح؟).
لقد أثبتت الجماهير المنتفضة اليوم في عموم سوريا، بأنها قد تجاوزت القوى السياسية الهرمة من جهة، ولم تعد تنطلي عليها تُرَّهات الشيوعيين وأسيادهم من جهة أخرى، رغم مكياجها الفاقع.
فهل آن للشيوعيين وأسيادهم أن يتنحوا ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل من يداري بعثو
ابو نور ( 2011 / 4 / 25 - 23:11 )
في لقاء بين يوسف فيصل والمرحوم حسن النهر والد الشهيد الشيوعي العراقي معين النهر طلب حسن النهرمن يبوسف فيصل ان ينبه الشيوعيين العغراقيين من السير مع بعث العراق بالجبهه لان الدور سوف يصلهم وسيقوم بعث العراق بالانقضاض عليهم فرد يوسف فيصل يا ابو شامل كلمن يداري بعثو


2 - تعليق
موسي سوف الجين ( 2011 / 4 / 26 - 01:14 )
لايفرق الكاتب بين مدعي الماركسية من امثال الستاليني خالد بكداش وسلالته التي ورثت حزبا يفترض انه شيوعي!! وبين احزاب وتنظيمات شيوعية لاعلاقة لها بالبعث وبجبهته المضحكة...ماقوله مثلا في حزب العمل الشيوعي السوري الذي عاني منذ ظهوره من بطش النظام واستبداده ولايزال؟...الحديث عن البكداشيين وقمامتهم شئ واتهام الشيوعين السوريين بالمجمل شئ اخر تماما...المقال يكون صائبا لو تحدث عن شلة البكداشيين الستالينية الجبهوية البغيضة ولكنه تجنب ذلك ووصم كل شيوعيي سوريا بالبكداشية!


3 - شيشيوعيون متحجرون
فاضل عباس البدراوي ( 2011 / 4 / 26 - 10:14 )
ان من يسمون انفسهم شيوعيين ما هم بشيوعيين سواء في سوريا او في لبنان انهم مطايا لحزب البعث الفاشي والشيوعية براء ممن يمجد الطغاة والمستبدين ولنا تجربة كبيرة في العراق مع البعث الفاشي ، واما معزوفة الامبريالية والصهيونية اصبحت بضاعة بائرة فكيف يمكن الجمع بين معاداة الامبريالية والصهيونية وبين قمع الشعب وتطلعاته المشروعة في الحرية والديموقراطية؟
ان التاريخ تجاوز هؤلاء منذ زمن بعيد وهذه الاحزاب التي تمجد حلفاء حكام ايران الرجعيين والمعادين للديموقراطية والشيوعية ويقمعون شعوبهم فمصيرهم مرتبط بالمصير الاسود لعصابة البعث الفاشي والى جهنم وبئس المصير

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف