الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية وانكشاف الممثلين

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 4 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أسوأ ما كشفت عنه الثورة المصرية الرائعة هو وضعية الممثلين المهترئة رغم التعامل المفرط معهم على أنهم رموز المجتمع وعناصره الأشهر. كنا نعلم بدرجة أو بأخرى مدى تفاهة الكثير من الممثلين، وضخامة المبالغ التي يحصلون عليها مقبل تسفيه العقل المصري والحط من شأنه محليا وإقليميا، لكن الثورة كشفت عن عمق مأساتنا تجاه شريحة مجتمعية لا تعي هموم الناس، وتؤيد النظام البائد بشكل مفرط وعناد لا مثيل له. ورغم وجود أعداد بسيطة من هؤلاء الممثلين تواصلت مع الثورة منذ أيامها الأولى إلا أن الأغلبية ناوأتها العداء وشككت فيها وفي مراميها، وهي سلوكيات وصلت لدى البعض منهم إلى الاتهام بالخيانة والتجسس والعمالة.
والواقع أنه لا يجب انتظار الكثير من شريحة الممثلين في ضوء العديد من الأمور أولها أن الكثير منهم غير مثقف الثقافة الراقية الحقيقية التي تؤهلهم لفهم الواقع والتفاعل السياسي معه، وهو أمر اتضح من خلال الكثير من أحاديث هؤلاء الممثلين التافهة أثناء الثورة. وثانيا أن الأموال الهائلة التي يحصلون عليها تخلق بينهم وبين البشر العاديين مسافة كبيرة تجعلهم يعيشون في مستوى اقتصادي أعلى بكثير من باقي أفراد المجتمع. وثالثا فهم اعتادوا من خلال الاحتفاء الجماهيري بهم على احتراف التفاهة وتصور أن ما يقولونه لا يمكن تناوله بالنقد والتجريح. ورابعا، وبسبب ما سبق، يصبح ارتباط هذه الشريحة بالسلطة وبرأس النظام أهم لديهم من الدخول في مغامرات السياسة والمطالبة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصري. وخامسا فمن مصلحة هذه الشريحة البقاء على تلك الأوضاع الفاسدة من مغامرة الدخول في أي تغيير محتمل؛ فالنظام الفاسد الداعر يمثل بالنسبة لهم ضمان استمرارية للعمل والتكسب المتنطع منه بغض النظر عما يكابده باقي أفراد المجتمع الذين يعانون الأمرين ظلما وفقرا وانتهاكا.
لقد كشفت الثورة المصرية عن حالة سيولة أخلاقية غير مسبوقة في التحول من مساندة النظام إلى مساندة الثورة، وهي حالة نلحظها الآن بدرجة غير مسبوقة من الفضح والتزلف يقوم بها هؤلاء الممثلون من أجل الاقتراب من الثورة وتبجيلها ومدحها، وهي حالة لابد أن يقف منها أفراد الشعب موقفا حادا يتم من خلاله الوقوف في وجه هذه الطغمة المنافقة على الأقل من خلال مقاطعة أعمالهم التفاهة وعدم تقديم الاحترام لهم. فمن الآن فصاعدا يجب حساب كل فرد، وهذا الحساب لا يجب أن يتم من خلال ما قاله في حق الثورة، ولكن من خلال ما يقدمه لمصر مستقبلا، وهو حساب سوف يفشل فيه الكثيرون من هؤلاء الممثلين الذين مصوا دماء الشعب مثلهم مثل الرئيس المخلوع وطغمته الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اكل العيش مر يا بني
محمد حسين يونس ( 2011 / 4 / 26 - 16:08 )
عندما اسس عبد الناصر الدوله الشموليه وضع الاساس لكل نقاط الضعف في مجتمغنا فالممثل ،الكاتب ،الرياضي ،الوزير ، الصحفي ، حتي بياع الفول كلهم يعملون من خلال اشارة ورغبة الديكتاتور.. حتي ان نجوم عظيمة نحترمها اشتغلوا قوادين وشراميط بامر من الداعر الاعظم الذى لو حوكم محاكمة عادلة لفاضت رائحة عفنة وحقارتة لتصبح سبة في تاريخ مصر بالكامل..ما الذى جعل ممثلة محبوبة تعمل لدية في الدعارة والجاسوسية غير لقمة العيش المرة .. هناك داعران اخران حرضا علي قتل المتظاهرين و منع الماء والدواء عنهم ..ما الذى جعل هذا التافة يصرح بهذا دون وازع من ضمير لقد كان تافها غير مؤهلا لاى عمل ثم وبفضل الديكتاتور وولدية اصبح لة قيمة ويقبض الملايين ..اكل العيش مر يا بني ربنا ما يوريك ويحوجك للي يسوى واللي م يسواش سواء كان بالداخل او الخارج

اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟