الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب امريكى يؤكد عودة الخلافة الاسلامية فى الشرق الاوسط

سيد حسين

2011 / 4 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تناولت العديد من المحافل الدولية الاحداث المصرية الآنية بجانب كبير من الاهتمام بعد قفز الجماعات الاسلامية الى سطح الحياة السياسية بجرأة غير مسبوقة ؛ و هو ما خلق حالة من الخوف و الترقب لدى كل فئات لالمجتمع الدولى و على رأسهم اسرائيل خاصة بعد تزامن هدا الظهور مع حدوث جرائم طائفية و احباط القوات المسلحة المصرية لعملية تهريب اسلحة عبر الحدود المصرية السودانية .

جدير بالدكر صدور كتاب في الولايات المتحدة عام 2008 بعنوان "سقوط وصعود الدولة الإسلامية" لأستاذ القانون بجامعة هارفارد العريقة البروفيسور نوح فيلدمان، يؤكد فيه على الصعود الشعبي للشريعة الإسلامية مرة أخرى في العصر الحالي، رغم سقوطها سابقا، الامر الدى يؤدي إلى خلافة إسلامية ناجحة لكن بشروط. غير أن الكتاب لاقى هجوما شرسا من مفكرين صهيونيين في أمريكا بدعاوى انه يروج للفكر الإسلامي ويعطي غطاءا فلسفي للإرهاب.
ويناقش الكتاب الذي نشرته مطبعة جامعة برينستون صعود الدعم الشعبي للشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي مرة أخرى وتأثير ذلك على الغرب وعلى الشرق ، ويحتج الكاتب بأن الدولة الإسلامية الحديثة يمكنها تقديم العدالة القضائية والسياسية لمسلمي العصر الحديث ولكن فقط إذا تم إنشاء مؤسسات جديدة تستعيد التوازن الدستوري بين القوى والسلطات.

فالدولة الإسلامية الجديدة تريد استعادة جوهر ما جعل امبراطورياتها تتصف بالعظمة و الصمود عن طريق اعلان الولاء إلى الشريعة ، و لكن فى ظل اطر معاصرة قد تسمح بعملية الدمج بين الشريعة الاسلامية التقليدية و الحياة العصرية و مكتسباتها و التى من اهمها عملية الانفتاح السياسى و الاقتصادى و ارتباط العالم كله بمنظومة من العلاقات التى تفرض على المجتمعات مجموعة من القيود ازاء كثير من القضايا الداخلية بعيدا عن حالة الانعزالية و التوحد .
فيما جاءت معطيات الواقع الساسى ى العالم العربى و الاسلامى خلال القرن الاخير لتنشر حالة من التعاطف حيال الجماعات الاسلامية العاملة فى الحقل السياسى بعد اعلانها مجموعة من المراجعات الفكرية مؤكدة على افكار الاعتدال و المشاركة السياسية الفعالة بعيدا عن فكر التطرف و الغلو ؛ الامر الدى خلق شعبية كبيرة لهده الجماعات اضطرت النظم السياسية الى استخدام و سائل و سبل القمع للحد من هدا الانتشار الدى قد يكون عاملا قويا للقفز على السلطة .
و كعادة المواطن العربى دائما فانه يضع نصب عينيه قيم روحية تتعلق بارضاء الله سبحانه و تعالى فيما يقوم به من اعمال دنيوية فان الجمتاعات الاسلامية الجديدة استطاعت خلق حالة اشباع و طمأنينة لهد النوع من الاعتقاد نظراً لما تضفيه من طابع دينى مؤله على جميع اعمالها الدنيوية لأنها تسعى لاتباع مشيئة الله التى توجههم نحو خلق مجتمعات عادلة ؛ الامر الدى لن يتحقق الا بعودة الحكم الرشيد المتمثل فى حكم الشريعة السماوية من وجهة نظر تلك الجماعات

ويتتبع الكتاب الواقع في 189 صفحة من القطع الصغير البدايات النبيلة للدستور الإسلامي ثم سقوطه ثم الوعد الجديد الذي يمكن ان تقدمه عودة الشريعة للمسلمين وللغربيين على حد السواء.
ويرصد المؤلف ظاهرة قوية ومتنامية من المغرب الى اندونيسيا وهي ان الشعوب الإسلامية تطالب بعودة الشريعة وخصوصا في دول ذات تعداد سكاني كبير مثل مصر وباكستان؛ متسائلا: "لماذا يطالب الناس الآن بعودة الشريعة وينجذبون إليها رغم أن أجدادهم في العصر الحديث نبذوها ووصفوها بأنها أثر من الماضي السحيق.
ويقول إن من ضمن الأسباب أن الحكام الحاليين فشلوا أمام الشعوب بما فيهم الغرب، وأن الشعوب الإسلامية "تفتقر إلى العدالة اليوم"؛ مضيفًا أنه لا توجد طبقة علماء حقيقة أو طبقة قضاة حقيقيون كما كان في السابق في الدول الإسلامية حتى الآن.
غير ان الكاتب لاحظ ان "عودة الدولة الإسلامية" ستكون مختلفة عن الماضي حيث إن المدافعين عن الدول الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين تقول في الوقت ذاته إنها تحترم الديمقراطية. اي ان النمط القادم سيكون مختلف عن النمط القديم، بحسب فيلدمان.
ويحذر الكاتب من أن دعاة الدولة الإسلامية لا يفكرون في بناء المؤسسات القادمة للشريعة ولا للدولة الإسلامية القادمة وان عليهم حل هذه المسالة، ومن أن يعطى عالم واحد سلطات واسعة، كما فعلت الثورة الإسلامية في إيران لولاية الفقيه، على رغم من عودة العلماء تحت آية الله الخميني الى مراكز مرموقة.
ويشير الكاتب انه اذا وصل الإسلاميون للحكم دون ان يتمكنوا من خلق مؤسسات توازن بين القوى واستعادة حكم القانون، فإننا العالم جميعا بما فيه الغرب سيمر بحقبة عصيبة.
يذكر ان فيلدمان علاوة على عمله في قسم القانون بجامعة هارفارد، باحث في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، وله كتابين سابقين هما يفرقنا الإله ما ندين به للعراق وكتاب ما بعد الجهاد.
كما يبحث المؤلف في جذور الدعوة الشعبية المتصاعدة لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويقول عن الشريعة إن القوى الغربية تعتبرها تهديدا للديمقراطية في حين أن الحركات الإسلامية تكسب الانتخابات بسببها ويستخدمها الإرهابيون لتبرير جرائمهم. فما هي الشريعة ولماذا لها هذه الشعبية الجارفة بين المسلمين رغم الأحكام الجنائية القاسية فيها وهل يمكن لدولة إسلامية أخرى أن تنجح ؟.
ويرد فيلدمان في كتابه على بعض هذه الأسئلة ويقول ان السلطة التنفيذية إبان تطبيق الشريعة كان يتم معادلتها وموازنتها من قبل العلماء ممن قاموا بتفسير الشريعة وأدارتها. وقال إن القضاة في العصر الإسلامي كانوا من العلماء الشرعيين.
غير انه يقول ان هذا التوازن قد تم تدميره بشكل مأساوي حينما مررت الدول الإسلامية العثمانية إصلاحات غير كاملة لتواكب العصر الحديث على يد ما كان يسمى بالتنظيمات؛
ويقول أصبحت النتيجة سيطرة لا تتوقف وعارمة للسلطة التنفيذية تشوه الى الآن السياسة في الكثير من الدول الإسلامية.
ويقول الكاتب ان الحكام المسلمين منذ خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم احتفظوا بشرعيتهم في الحكم طالما قاموا بتنفيذ واجبهم في منع ما هو حرام؛ غير ان الإمبراطورية العثمانية بدأت تتهاوى حينما دخل الاصطلاحيون ومرروا إصلاحات داخلية تحت ضغوط الغربيين من اصطحاب الديون عليهم وكان من هذه التغييرات تغيير النظام القضائي الإسلامي واستبدال العلماء والقضاء بقوانين مكتوبة مما أدى الى سقوط الخلافة الإسلامية وتقسيم أملاكها بين القوى الغربية بقيادة فرنسا وبريطانيا.
و يدكر الكاتب سقوط الدولة الإسلامية عام 1924 عمليا ورمزيًا حين تمت إزاحة العلماء الذين كانوا حراس الشريعة ؛ غير أن واحد من كبار المفكرين الصهيونيين المؤثرين وهو فرانك جافني انتقد الكتاب والمؤلف قائلا إنه ركز على الجوانب الإيجابية للشريعة فقط، واتهم الشريعة بأنها وسيلة للأعداء، واتهم من نشر معلومات عن الكتاب بأنه يتعاون مع أعداء أمريكا؛ مشيرًا إلى أن التعاطف مع الشريعة يعني التعاطف مع الإسلاميين الفاشيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاصل في الاشياء الاباحة
محمود حسن ( 2012 / 2 / 20 - 10:02 )
اذا عادت الخلافة للارض اظن ان اعادتها سهلة لكن ليس على مبدأ التقسيم للثروات ولكن على مبدأ الاحتكام لشريعة سماوية تقوم بالتقسيم والتغيير حسب من اقوى من من والاقوى ياخذ اكثر ثم الادنى فالادنى ضمن شريعة عادلة

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -