الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتجاهات بوصلة التغيير

حافظ آل بشارة

2011 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اتجاهات بوصلة التغيير ؟ / حافظ آل بشارة
طوفان الاحتجاجات في العالم العربي أسس مدرسة ثورية جديدة طريقتها هي استخدام عاصفة مليونية من الايدي الخالية لدحر قوات القمع المدججة بالسلاح ، نجحت اللعبة في تونس ومصر وفشل الحكام في استيعاب الموجة فأخذوا يتساقطون كسد مأرب الذي انهار بسبب نفق حفرته فأرة ، قصة تونس ومصر قد تتكرر في اليمن وليبيا ، تعاني المنطقة من غياب قوة كبرى تجمع شتات مشروع التغيير ، بدل القوة الوحيدة توجد الآن قوتان متناقضتان في الوجود والاسلوب والعقيدة ، ايران واسرائيل ، الاولى تمثل المدرسة الاستعراضية ، مدرسة لاعب السيرك ، قوة الاقناع والحشد وسحر الاداء واطلاق البالونات الملونة ، تقابلها مدرسة العمل السري الحذرة الخائفة تلموديا والمخادعة التي تشاغل من محور لتهجم في محور آخر وتتجه الى الشمال وهي تقصد الجنوب ، لذا بات من الصعب اكتشاف حجم بصمات تل ابيب في تحولات المنطقة ، تبقى مجريات المعركة غامضة لان طرفها الثاني يستخدم سياسة القنفذ الذي يتحرك من وراء درع الشوك الكروية ويهرب من الاضواء ، مازال المتفرج يرى خصما واحدا لا يخفي جراحه ولا انتصاراته . الطوفان الجماهيري الشرق اوسطي مازال في بداياته ولا يمكن تسجيل عملية استثمار واضحة عدا تهيئة الخنادق القائمة ، ربما تصبح سورية دائرة الاحتكاك الاولى بين البهلوان والقنفذ ، نظام دمشق ليس اسوأ انظمة المنطقة والاحتجاج عليه خيار خاص بالشعب السوري وحده ، لكن هناك انتقائية ذات مغزى في الموقف الغربي ، فصمتهم في قصة البحرين قابله تدخل وتحريض في قصة سورية ، يعتقدون ان التغيير في سورية يعني شل الذراع الايرانية المفترضة في الشام واسقاط السيف من قبضة المقاومة اللبنانية ، ايضا يتوقع المراقبون نقلة مثيرة ، اختراع جديد ، انه توظيف التيار التكفيري لتشكيل نظام حكم متطرف في سورية ! كوسادة عازلة بين المجال الحيوي لاسرائيل والمجال الحيوي لايران ، اذا نجحت التجربة قد يتسع المشروع في المنطقة ، واشنطن اخترعت منذ الخمسينات دولا شرق اوسطية علمانية يحكمها اصدقاؤها العسكر ، واليوم يمكن ان تخترع اسرائيل كوكبة دول يحكمها التطرف ، ليس صدفة ان تجد كبار سجناء غوانتانامو حاضرين في اوساط المتظاهرين في سورية وليبيا ويتقدمون صفوف الثوار في غفلة منهم ، اعادة تخندق باختراعات مثيرة . اقليميا هناك اختصار لقوى التأثير مثل حسم الاثنينية السعودية التركية في المحيط المذهبي بصعود انقرة وتهاوي الرياض وهي تجتاح البحرين ، للاسف فالاخطاء العجيبة تدمر القوى الرائدة في المنطقة وتقضم رصيدها ، خسرت الرياض موقها الابوي في مشكلة البحرين وجمدت شراكتها القديمة مع طهران واستخدمت درع الجزيرة بهذه الطريقة المثيرة ، فرصة التصحيح مازالت قائمة لأن الخطأ واضح ، اذا عادت السعودية الى الحوار مع ايران فسوف تحظى بدور الشريك المحترم وتستعيد قطبيتها ، اما اذا بقيت هكذا فسوف يقال بأنها مجرد قوة قديمة فقدت ريادتها منزوية عبر الاحلال الطبيعي ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ