الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد رحيلهم؟

عمران العبيدي

2011 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب موعد تنفيذ الانسحاب النهائي للقوات الامريكية من العراق نهاية العام الحالي تزايدت المطالبات بضرورة عدم تمديد بقاء تلك القوات، وهذه المطالبات صدرت من قوى سياسية وشعبية وكل مدفوع بأسبابه.
الاحتلال ممقوت ومن غير الممكن القبول به، والامريكيون يبدو ووفق معطيات الارض العراقية سياسيا وشعبيا راحلون بشكل او بآخر في نهاية العام وأن بقي عدد معين منهم للاسناد والتدريب وهو مالايمس بسيادة الدولة العراقية مطلقا ولكن لابد من وضع الاشياء بميزانها الصحيح قبل الانطلاق بشكل عاطفي خلف الشعارات والخضوع لعامل العاطفة اكثر من الواقع الذي لايمكن تجاهله والقفز عليه دون دراسة مستفيضة وواقعية لما يدور حولنا.
، فمن جانب لايمكن نكران ان بعض الجهات تتهلف للجلاء النهائي مندفعة بأسبابها الخاصة وان الكثير من الجهات الخارجية تنتظر تلك اللحظة لتسجل حضورها على الارض العراقية، بل ان بعض الجهات من الداخل ايضا بدأت تردد شعاراتها وبوضوح( الشعب يريد اسقاط النظام) وهذه الشعارات لايمكن تجاوزها لانها ليست متأتية من عدم المعرفة او عدم التمييز بين النظام والحكومة، بل انها تردد كلماتها عن وعي مسبق وهي متأهبة لفرض تصوراتها القادمة ، ومازالت تعيش لحظات الحنين الى الماضي وبهذا فأنها على الاكثر تنتظر لحظة جلاء تلك القوات لتسجل حظورها بمباركة اقليمية وعندها سنعود ابعد من نقطة الصفر وعلى الجميع ان لايقلل من خطر تلك الاصوات على العراق وعلى التجربة الديمقراطية .
العراق سيعيش اياما صعبة بعد رحيل تلك القوات وسيزداد عدد مخالب المتدخلين وسيحاول البعض سد الفراغ واعقد تلك المحاولات ( محاولات سد الفراغ) هي التي ستجري من قوى الداخل التي تجد في نفسها القدرة على فعل ذلك بعيدا عن مؤسسات الدولة العسكرية .
الحديث عن قدرة العراق على تجاوز تلك المرحلة قد يكون صحيحا ، ولكن هنالك فرق ان تخرج منه وتتجاوزه بعد ان تدفع فاتورة عالية التكلفة وبين ان تتجاوزه بتأن وبفاتورة بسيطة التكلفة دون الخضوع لعوامل العاطفة المفرطة والتي تختزن صورا سيئة عن معنى الاحتلال وعواقبه.
الامريكيون لم يحسنوا التصرف في العراق وارتكبوا اخطاء بشكل عفوي ومتعمد وتدخلوا كثيرا في قضايا كان يمكن ان لايتدخلوا فيها وان يتركوا للعراقيين مساحة للعمل اكثر دون ان يخلقوا قوى مضادة لهم من داخل العملية السياسية وكذلك على المستوى الشعبي حتى بات لايمكن تجاوز اخطاء جيش الاحتلال، لذلك هم يتحملون الجزء الاكبر في خلق وضع مضاد لهم، وكان بامكانهم عدم الاندفاع وراء مطالبات بعض الدول المحيطة بالعراق بأستصدار قرار الاحتلال الامريكي للعراق وأن يتصرفوا مع الوضع العراقي بطرق اخرى بعيدا عن استفزاز مشاعر العراقيين ،فهم لم يدركوا عمق هذه الكلمة على الذاكرة الشعبية التي استسلمت لصدى كلمات البعض بالتذكير المتكرر من انكم دولة محتلة في محاولة لاستشعارالعراقيين بالعار منه.
بعض القوى تعيش صراعا مع نفسها في تقييم مابعد الرحيل، فهي من جانب تستشعر الخطر مابعد ذلك وتعرف عن كثب قوة المتدخلين ولكنها في نفس الوقت يصعب عليها تجاوز المطالب الشعبية بضرورة رحيل الامريكان النهائي والتي تندفع وراء عوامل العاطفة مستندة الى خزين متراكم من صور الاحتلال المقيتة والتي لم يستطع الامريكان من محوها بل (زادوا الطين بلة) مما جعل أمر بقاء اي من تلك القوات امر غير مرغوب فيه حتى وان كان بصيغ التدريب والمساعدة والتي هي منتشرة في الكثير من بلدان المنطقة.
بين كل هذا نحن بأمس الحاجة الى مراجعة واقعية اذا ماكنا بحاجة الى بقاء البعض منهم او رحيلهم فأن عودتهم لتصحيح اي خطأ أو خطر قادم غير ممكن، فأيهما اقرب الى الواقع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا