الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيكيني الحكومة المثقوب !

محمد المراكشي

2011 / 4 / 26
كتابات ساخرة


في الشاطئ ،على الرمال ،أو في خلاء بعيد عن صداع الرأس الذي نعيشه في مدننا ، أو حتى في أزقة ودروب الحي تجد كل الأولاد و الكبار أحيانا يلعبون الكرة. الجامع بين كل هذه الملاعب أنها بمرمى صغير لا يحتاج إلى حارس ! فالكل يريد أن يلعب ويدحرج الجلدة المنتفخة ولا يحب أن يبقى محصورا في مرمى بئيس ينتظر إلى ان تأتيه هجمة يتعرض بعدها للوم زملائه !
و حتى إن وجد مرمى ، فإنه يكون نظريا فقط مثل رافعة أرخميدس ! حَجَرتان تفيان بالغرض ،أما الارتفاع فلكل تقديره الخاص ! و يبقى للحكم إن وجد صلاحية احتساب الهدف على من يريد حتى و إن مرت الكرة فوق الحجرة مباشرة ! فهو بالضرورة حكم غير نزيه !
في بلادنا ، الكل يهوى هذه اللعبة غير المقننة و الصالحة للتقدير في أي وقت ،و القابلة لتغيير قانون اللعب في أي وقت ! حتى أن الحكم قد يضطر إلى رمي صفارته ليرتدي سروالا قصيرا ويكمل عدد الفريق الذي يحب !
لكن ، واجب علينا أن نقدر دور الحارس و الحكم ! فكلاهما يملك القدرة على إنهاء اللعبة متى أراد و بالنتيجة التي ترضيه ! و الحوار إن اشتد بينهما فهو مع ذلك يبقى حوارا اجتماعيا !
ممل أن تشاهد هذه المباراة المحسومة أصلا ،و المعروفة نتائجها في حوار أريد له أن يكون اجتماعيا بكل المقاييس ! فالحكومة ترى كل شيء أمامها ،وتختلي بالنقابيين ،وتستمع لخلاصات مكرورة عن المطالب ..تشاهد المتبارين و تصفر نهاية اللقاء متى شاءت ! وفي آخر المطاف يضطر المتبارون إلى نسخ قراراتها في أقرب كيوسك من بيت الوزارة ليزفوه إلى الناس في نشوة كاذبة !
لا أعرف لماذا يستمر نقابيو هذه البلاد ، بجميع تلاوينهم المقرفة ، في نفس اللعبة التي لم تعد تستهوي أحدا ؟ ! يشعلون النار من تحت أرجل الشغيلة و الأجراء و الكادحين ،ويعصفون بالشعارات و يلهبون الحناجر ليصلوا بنقاباتهم العتيدة كلها و الصامدة جميعها إلى قبول ما لا يسمح حتى بشراء بيكيني يستر عوراتها !
نقاباتنا في البلد السعيد هذا ،لا ترى أبعد من شوارع البيضاء الرئيسية و مقاهي الرباط المسلطنة ، أما كادحو المناطق المنسية التي لا يستطيع الزعماء وضع اصبعهم على مكان تواجدهم في الخريطة فهم مجرد رقم لمن يتقن الحساب !
ونتيجة هذه العجرفة الكاذبة ،نسيت نقاباتنا أن تحرس المرمى ،ونجحت الحكومة في احتساب أهداف مزورة !
الجميل ، هو ان اللاعبين الكومبارس هؤلاء ، أصبحوا يحسون بالملل من زيهم المعتاد ،لذلك صاروا لا يغيرون أماكن اللعب فقط ،و إنما يتابدلون حتى الفرق..النقابية ! ففي المغرب ، أصبحت نعمة التعدد النقابي غير مقتصرة على محبي الزعامة و الانفراد بالامتيازات فقط ،بل انخرطت فيها حتى قواعد تلك النقابات ! إذ كما صار لنا في البلاد تعدد في النقابات ،صار ايضا تعدد في داخل المنخرط الواحد ! أصبح الواحد منخرطا في كل النقابات و يمتلك كل البطائق ! إلى درجة أنه يمكن ان تجد شخصا حاملا للتناقض في جيبه ،فهو في نفس الآن نقابي في الحكومة و المعارضة ! ويردد شعارات اليمين و اليسارمعا !
بالنسبة للمكاتب الوطنية ، فالأمر أصبح متجاوزا ! فهو معيار من معايير الحرية و الديمقراطية ! فهي من دعاة التعددية !!! لذلك ، نجد أنها لم تعد تهتم للأمر..
المباراة جد مملة ، و الحكومة الحكم و الخصم ، تدير الحوار و تنتهي بفرض جدولتها الخاصة ! و اللاعبون يحتفلون بنصر مزيف ! و الجمهور انصرف عن الميادين كل إلى ذاته ، يخيط له لباسا مزركشا بكل التلاوين النقابية !ويملأ آذان زملائه سخطا على من باع الماتش !
يحضرني الآن ،أن فريقا كرويا مغربيا لم يترك كأسا إلا و حاز عليها ،و تخصص في كؤوس العرب الثمينة و الفارغة،لكنه لم يكن له جمهور ! ولحل هذه المعضلة اتخذ قرارا شجاعا فاندمج مع غريمه ! لماذا إذن لا تندمج النقابات مع الحكومة؟ !
لا حرج في هذا الأمر فهو فقط طلب للتجمع العائلي !
أظن أن الناس قد حققت الاندماج النقابي في دواخلها،بينما لازالت النقابات تنتظر من يستر عوراتها ولو ببيكيني مثقوب تتصدق عليها به الحكومة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر