الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية تشتري الثورة المصرية

سليم مهدي قاسم

2011 / 4 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



كما لو أنّها تشتري سيارة حديثة ، هكذا تفكر السعودية في شراء الثورات العربية ، وَالْمُشْكِلَة تكمن ليس في السعودية فقط ، وَانَّمَا في طبيعة الاخلاق القديمة ـ اخْلاق مَا قَبْل الثَّوْرَة ـ التي تحكم لما هو بعد الثورة ، ثَمَّة ثُقْب في الخاصرة تتسرب منه العفونة كَمَا لَو انَّهَا بَقَايَا لمخلفات الموتى( براز النظام السابق ) الى هذه الروح فتلوثها ، كلنا نعرف ان الثورات تخلق اخلاقها الجديدة وهي تَتَقَدَّم الى الأمام بحيث يصبح ما هو قبل الثورة غير صالح للأكل لما هو بعدها ، حيث تنتهي مدّة صلاحيته ، والمكان الوحيد الذي يَلِيْق به هو مكب النفايات ، ولكن السعودية ليس مكب النفايات انها تشتري البضاعة الاحدث لا لكي تعيش بها ولكن لكي تستعملها .
مصر تبيع نفسها او بالأحرى تبيع ثورتها ، وبدل ان تستعمل اخلاقها الجديدة ، ها هي تعود الى ما تربت عليه في زمن النظام السابق ،بحيث يمكن القول بأن مصر تعيش روحاً جديدة بأخلاق قديمة ، والمشكلة هي عندما يباع الوطن ، عندما تباع الاخلاق ، حينها فقط يشعر الانسان بالرغبة حتى وان كان يعيش داخل وطنه ، الْغُرْبَة هِي ان تَعِيْش بأخلاق قديمة ، عندما تنفصل عن نفسك ولا تراها حتى في المرآة ، هكذا عاشت مصر تحت ظل نظام مبارك وهكذا تريد لها السعودية ان تَعِيْش ، تريد لها ان تعيش بعيدة عن وطنها ، ان تتسلل العفونة والغربة الى روحها فتمزقها لتموت ، موت مصر هو احياء للسعودية ، هكذا تفكر السعودية وهكذا تحاول ان تشتري وربما اشترت الثورة المصرية ، فمن اجل حفنة من الدولارات ذهبت برمز ثورتها الدكتور عصام شرف ، ليجتمع برموز دول عَمِلْت عَلَى اذْلَال الْشَّعْب المصري خلال العقود الاخيرة ، وَسُرِقَت دَوْر مصر الريادي في العالم العربي وجعلته تابعاً لسياستها الخارجية التي بنيت على اسس طائفية ، كما انها سرقت دور مصر الريادي باعتبارها قائدة للعالم الاسلامي السني ، وجعلت المذهب الوهابي هو الذي يتسلط على رقاب المصريين وانتج سلفيين يحاولن بكل طاقتهم تخريب الثورة المصرية لكي تنهزم مصر ، انْهِزَام مصر انْتِصَار للسعودية ، ولعل اجتماع الدكتور عصام شرف مع الوليد ابن طلال الَّذِي تَنْظُر الْمَحَاكِم المصرية بقضية "توشكى" يمثل العار كل العار لمصر لما هو بعد الثورة .
اخلاق الثورات تتشابه ، تلك مبادئ لا تحتاج الى عَقْل ذَكِي لاكْتُشَافِهَا ، ، الثورة في مصر هي ذاتها التي في تونس وهي ذاتها التي في اليمن وهي ذاتها التي سوريا وهي ذاتها التي في ليبيا وهي ذاتها التي في البحرين ، والقمع الذي يقع على واحدة من هذه الثورات هو قمع لكل الثورات اينما كانت في ربيع العرب ، ووصول عصام شرف الى السعودية التي قمعت ثورة الشعب البحريني بقوات درع الجزيرة ، عار على الثورات ، عار علينا نحن الذين اعْتَقَدْنَا انَّنَا نُنَاصَر اخْلاق جَدِيْدَة وعقل جديد وحب جديد ، عار على مصر وهي تُذّل من اجل حفنة من الدولار كما كان نظام مبارك يذلها ، على عليها وهي ترى اختها الثورة البحرينية تذبح من الوريد الى الوريد ثم تقف الى جانب القاتل لتلتقط الصور وتبتسم مثل الابله ، اين مصر الجديدة التي فرحنا بها ، وقلنا انها ستقود العالم العربي حيث الحرية والحب والوئام هو من يحكم علاقات الانسان اينما كان واي كانت آرائه .
ما الذي يمكن ان تقدمه السعودية بنفطها غير حفنة من الدولارات ؟ هل تملك السعودية غير هذا لتمنحه لمصر ، ولكن مصر التي باعها مبارك ها هي تبيع نفسها مرّة اخرى ، فعار عليك يا مصر وانت تتركين هذا البدوي الاجوف وهو يركب مدينتك وحضارتك .
اخلاق ما بعد الثورة تباع هكذا بحفنة قليلة من الدولارات ..
فأي عار جلبته علينا ... يا مصر ..
( المقالة ليوم غد .. السعودية تشتري الثورة اليمينة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
موسي سوف الجين ( 2011 / 4 / 27 - 11:56 )
العائلة الارهابية (ال سعود=نكبة العرب) لن تترك الشعب العربي يتنفس ابدا..هذا مافعلته في الماضي وستفعله في المستقبل .


2 - سعيد
علي الزهراني ( 2011 / 6 / 29 - 01:07 )
الآن اصبحت العائلة المالكة هي استحو على دمكم واتركو عنكم-الطائفية البغيضة- كما يقول سيدكم حسن نصر الله


3 - خسارة مصر
ابو جود ( 2012 / 1 / 30 - 12:35 )
مصر خسرت دورها الريادي نتيجة سياستها وليس بسبب السعودية ومصر لم تعد مقبولة عربياً لان تكون قيادته فسبق ان فشلوا بالاتفاق مع السوريين وفشل الاتحاد وليس لدى مصر ما تقنع به العرب ليكونوا تحت قيادتها اما السعودية فهي لا تسعى لقيادة منفردة للعالم العربي

اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل