الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاكموا مبارك بأسرع ما يمكن

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الأوغاد المخاتلون الذين يدعون الطيبة عبر مقالاتهم وأعمدتهم الصحفية وهم يذكروننا ليل نهار بأهمية التسامح مع مبارك وعدم محاكمته لم يحركوا ساكنا طوال عقود طويلة من إفقار المصريين والحط من كرامتهم والنيل الأمني المنظم منهم. فتركة مبارك تركة مثقلة بالفساد والقتل والتعذيب والمرض والتراجع والاهتراء والتخلف. وهى تركة أضاع فيها مبارك من عمر مصر ثلاثة عقود كاملة حُذفت من تاريخها بدون أن تضيف أي جديد سوى الانهيار الشامل وتدمير نسيج المجتمع، تدمير نسيج مصر.
بالطبع من حق البعض أن ينادي بالتسامح الآن طالما استفاد من نظام مبارك بدرجة أو بأخرى، لكن الشيء الواضح الذي لا يجب أن نتراجع عنه هو أهمية وضرورة محاسبة مبارك والنيل منه ومن كرامته هو وأسرته وأتباعه الفاسدين. لا يهم هنا الادعاءات المرتبطة بمرضه أو بصحته أو بأي شيء آخر. كما لا يهم تلك الادعاءات السخيفة الموغلة في قلة الأدب والحياء التي تتحدث عن تاريخ الرجل وما قدمه لمصر خصوصا في حرب أكتوبر. تلك الحرب التي تناسى فيها هؤلاء المراوغون الأفاقون آلاف الشهداء من أبناء مصر الذين دفعوا الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها. تلك الحرب التي قاسى من خلالها أبناء الشعب المصري ككل الأمرين عملا وفقرا في سبيل تحقيقها. تلك الحرب التي خرج فيها الشعب المصري بالملايين وراء قيادته من أجل تحقيقها واسترداد كرامة مصر التي وضعها مبارك في الوحل عبر سنوات حكمه الموغلة في التبعية والركوع ومشروع التوريث.
لم يقدم مبارك لنا شيئا حتى نسامحه، لم يقدم لنا شيئا على مستوى الفعل وعلى مستوى الخطاب؛ فقد اتسم بالغباء تجاه شعبه، في الوقت الذي قدم فيه كل شيء لإسرائيل وأميركا والرجعيات العربية التافهة. هل يمكن أن نسامح رئيسا حول البلد بأكملها إلى هدف واحد، مشروع استراتيجي يتعلق فقط بكيفية توريث ابنه التافه السخيف المتعجرف والوصول به إلى سدة الحكم، مثلما فعل الديكتاتور حافظ الأسد مع ابنه الدموي الذي يقتل أبناء درعا الآن.
الذين ينادون بالتسامح مع مبارك، هل يستطيعون أن يحددوا لنا الطريقة التي كان سيتصرف بها مع المصريين إذا ما فشلت ثروتهم؟ وهل كان سوف يلتمس العذر لهم ولثورتهم ضده؟ وهل كان سوف يحاكمهم من خلال محاكم مدنية مثلما تفعل مصر الآن معه أم أن المحاكم العسكرية كانت سوف تكون مصيرنا جميعا؟
على الذين يتحدثون عن التسامح الآن أن يكفوا ألسنتهم ويلزموا الحذر؛ فالواقع الثوري لن يتسامح معهم، ولن يقبل منهم تلك الكلمات الخبيثة التي تلتف على الثورة والثوار وعلى الأمل الذي يتعلق به المصريون الآن من أجل مصر جديدة نظيفة خالية من مبارك وأبنائه وأتباعه اللصوص الفاسدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟