الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الرسمي العربي..وازدواجية التخوين والتهليل..

جمال الهنداوي

2011 / 4 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تقترب من اللازمة المفروضة مع كل قرار اممي او ممارسة تستهدف التضييق على رموز الاستبداد العربي وقصقصة اجنحتهم وايديهم التي يبطشون بها..هي تلك الفقرة التي تتحدث عن تطويق وتجميد مصادر تمويله والتحفظ على المنهوبات من ثروة الشعب التي عادة ما يستولي عليها النظام رأسا وعائلة وازلاما ومنتفعين..
الا الشعب العراقي الصابر المسكين الذي سرقت امواله ومقدراته علنا ونقلت الى دول الجوار بمعرفة انظمتها ولكنه وجد نفسه مطالبا بسداد المليارات التي كانت تصب على رأسه حمما وبارودا وقنابل..وان عليه ان يدفع ثمن ما تلقى من رصاص وقيود وموت وارتهان لسياساته الخارجية ودفعه لتحقيق اهداف خارجية تتعارض مع مصلحته الوطنية العليا..
على رؤوس الاشهاد..وعلى الهواء مباشرة..وبوضوح شديد ومعلن ..يطالب المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتدخل عسكري اجنبي مباشر على الارض ويدفع باتجاه تطوير عمليات حلف الناتو وترقيتها من مهمة فرض منطقة حظر جوي تجاه طيران القذافي وحماية المدنيين الى التواجد الفعلي على الارض وتحديث القرارات الدولية بما يؤمن الوصول الى اسقاط النظام كهدف نهائي وحاسم..ورغم اتفاقنا مع هذه الاهداف والمتبنيات التي تعبر عن آمال وتطلعات الشعب الليبي البطل في نضاله من اجل الحرية والعدالة والمساواة..الا اننا لا نملك الا الاستغراب امام كل ذلك الترحيب والتهليل والمباركة والتأييد الرسمي العربي لهذه الطروحات وتناقضها الاقرب الى التنافر مع موجة اللطم والتباكي على الشرف العربي المضاع وكل ذلك الركام من التهوين والتخوين والاتهام بالعمالة والارتباطات الخارجية المشبوهة التي طالت الشعب العراقي برمته-الا من اصطفاه الحكم العربي- رغم ان العراقيين لم يكونوا طرفا في الصراع ولم تكن العمليات نتيجة لاستغاثاتهم او دفعا لما تعرضوا له من ظلم..بل انها كانت مبارزة بين نظام قمعي مستبد انتحل وروج لامتلاكه اسلحة الدمار الشامل طلبا لوجاهة ملتبسة من القوة الزائفة..وبين طرف دولي مقتنع بانه لاسبيل الى نزع هذه الاسلحة الا بالاطاحة الكاملة للنظام..بينما كان دور الشعب العراقي هو الطرف الذي عليه ان يتلقى الهلاك المتساقط على رأسه دون مخبأ يأويه او مكان يلجأ اليه..
اعمال سلب ونهب واحراق للممتلكات العامة واكبت كل الانتفاضات الشعبية التي اطاحت- او التي في طريقها للاطاحة- بالانظمة المعادية للشعوب..اعمال احيلت فورا الى ازلام وقوى امن النظام الهادفة الى اشاعة جو من الارهاب والتخريب لتمرير خطاب الامن مقابل الاستبداداو لتهيئة الاجواء امام تسليك مخرج آمن لهم على اقل تقدير..الا العراق..الذي اتهم شعبه بهذه الاعمال الدنيئة واتخذت كبرهان الى حاجة العراقيين الاصيلة الجينية الى السوط الذي كان النظام يسرف في توزيعه على ظهور العباد..
ازدواجية وانحياز وتحميل الامور ما لا تحتمل عانى منها العراقيون ولسنوات اصبحت اكثر من طويلة اواكثر من كافية لكي تبدأ الامور في العودة الى نصابها الصحيح..وتستدعي من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني البدء بعملية محاسبة كل الاطراف التي روجت وما تزال تروج لها بما تستحق من ادانة وتجريم..والوقت اصبح اكثر من متأخر للبدء بحملة دولية مستندة على اولية العمل على البناء على الشواهد الكثيرة التي كان لها حضور فعلي مواكب للاحداث التي عصفت بالواقع العربي لتصويب الصورة المشوهة المستهدفة للعملية السياسية في العراق والبدء بالدعوة الى استصدار قرارات دولية ملزمة بتجميد وتطويق اموال العراقيين التي نهبت من قبل عائلة الرئيس العراقي السابق واعوانه وازلام نظامه والتي تتداول في العلن وتحت الشمس في اقتصاديات دول الجوار والمحمية بمباركة ورضا وشراكة وحماية المسؤولين في تلك الانظمة..
ان التهاون في استرجاع كرامة العراقيين وسمعتهم وحقوقهم يعد وبكل المقاييس نوع من خيانة المسؤولية التي حملها الشعب العراقي الصابر الجريح لحكومته عن طريق انتخابها ممثلا ومعبرا عن ارادته في السيادة والاستقلال والحياة الحرة الكريمة..فهل يكون لحكومة الشراكة الوطنية التي منحها الشعب صوته وتفويضه كلمة في العمل على اعتدال الميل المجحف الذي طال كرامة وسمعة ومقدرات العراقيين..وهل يكون لها موقف من هذه الامور يتناسب مع المكانة والشرعية التي بوأتها اياها اصوات الناخبين,,هذا ما ننتظر ونرنو اليه ونتطلع الى ان يكون من اهداف المرحلة القادمة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر