الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يا رب ؟ .. حتى الكوخ احترق !!

نضال فاضل كاني

2011 / 4 / 27
الادب والفن


يحكى أن:
يحكى أن عاصفة شديدة هبّت على سفينة في عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة .. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار.
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة، ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها .
فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟ ... حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه..
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ ؟!!
ونام الرجل من الحزن وهو جائع، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه .
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ !!!
لم يكن الرجل ليعلم بان اليُسر الذي ينتظره مقترن فيما أنكره او رفضه او لم يتقبله او لم يفهمه ..

اضمار التلازم:
في القرآن الكريم آيتين يقول تعالى فيهما:
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}
{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}
نلاحظ فيهما ان اليسر جاء في الاولى مع العسر، مرافقا له مرافقة الظل للأصل، كما جاء في الثانية بعد العسر.. وفي كلا الامرين فإن اليسر لم يفارق العسر سواء في الحاضر او المستقبل.
وهذا يعني أننا اينما رأينا العسر توقعنا وجود الملازم له وهو اليسر لكونه لا يفارقه ابدا، وإن كانت آثار اليسر غير ملموس حسيا وقت حدوث العسر فهذا لأنه في حالة اضمار.
بسبب هذا التلازم اطلقنا على هذا الاضمار تسمية (اضمار التلازم) .

قاعدة اضمار التلازم:
قاعدة الاضمار هنا هي:
[ كل ارادة ذاتية تؤدي الى عسرٍ تلازمها حتما ارادة موضوعية تضمر اللاعسر]
شرح عبارات القاعدة:
الارادة الذاتية: هي ارادة الانسان الفاعل المختار، عندما يقرر فعل امر او اتخاذ خطوة ما وفق رؤيته لمصلحة خاصة تهمه او تهم من يهمه أمرهم، وهي نسبية لأنها تتم وفق معطيات الواقع الملموس او المتخيل لذلك الانسان .
الإرادة الموضوعية: هي ارادة خارج ذات الانسان، يسميها البعض السنن الكونية، ويسميها آخرون السنن الإلهية، وفي القرآن الكريم {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ}
أو يمكن صياغة القاعدة بالشكل:
[ كل عسرٍ يضمر لا عسره ] حيث ان اللاعسر = اليسر
الصيغة الرياضية:
[ كل ر ← ع // رَ ← ي ]
أو [ كل ع يضمر ي ]
حيث أن:
ر: الارادة الذاتية الانسانية رَ: الارادة الموضوعية الكونية او الالهية
ع : العسر ي : اليسر
إن هذه القاعدة تفترض ان اليسر (اللاعسر) يأتي في أكثر الاحوال بغير الطريقة التي يتوقعها الانسان (من حيث لا يحتسب) سواء ارضي بذلك ام لم يرض، وسواء صدق بذلك ام كذب، وسواء آمن به أم كفر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث