الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد إنقاذ البلد!...

أحمد بسمار

2011 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كـلـمـات حـزيـنـة

أخـاف عليك يا بــلــدي. أخاف عليك من الذئاب المتربصة. أخاف عليك من الذئاب المتربصة التي تعيش من نهش جثث الضحايا. وأخاف عليك بعد هذه الأحداث الهائجة, أن تصبح آخــر الضحايا. أخاف عليك من أن تعود إلى التصحر والجمود والفقر والجهل والعتمة الأبدية.. أخاف عليك.
لنوقف العنف..لنوقف القتل.. لنوقف الكراهية.. وخاصة لنوقف هذه القوقعة الطائفية التي تهيمن على بلدي الجميل.. كلنا..كلنا أمنا واحدة.. كلنا تحبنا أم واحدة.. وكلنا نحبها أمنا..أمــنــا ســوريـا...
أمنا حزينة.. أمنا باكية. لأن أولادها يتقاتلون اليوم كثعالب جائعة, على بقايا جثة تركتها وليمة ذئاب منتفخة...
كيف كانت ســوريــا.. وكيف أصبحت اليوم؟؟؟...
الخوف في الشوراع...
والأمهات تخفي أطفالها.. والمدارس فارغة.. ولا علم في الجامعات.. ولا نقاش في الكليات المهجورة.. إذ ضاعت الكلمة.. كما تضيع الحقيقة.. من قبل كنا أمواتا بلا صوت تتحرك.. واليوم نحن أشباح أشباح الأموات, بلا حراك ولا أمل...
كم أود إبعاد تشاؤمي وخوفي يا أصدقائي..كم أود ألا أسمع الأمهات تبكي. كم أتمنى لها دبكة حقيقية بأعراس حقيقية. دبكة نصفها نساء سعيدة ضاحكة ونصفها الآخر رجال سعداء ينعمون بالكرامة والاعتزاز بالأرض التي يفلحونها. وترد لهم هذه الأرض كل الخيرات والأمل لهم ولأولادهم.. بلا خوف.. بلا رصاص. وكل جـار يشرب كأس عرق بارد مع جاره عند الغروب.. وأبو فلان يحب جاره أبا فلان.. ويتساعد أبو جورج وأبو أحمد على تطييب هذه الأرض وتحسين إنتاجها.. لأنه هكذا كان منذ مئات السنين.. منذ ورثوا هذه الأرض من آبائهم وأجداهم..هذه الأرض الرائعة..ســـوريــا!!!...
أما اليوم يا لبعد أحلامي وآمالي.. هذه الأرض ملغومة.. هذه الأرض متشققة جـافـة يابسة.. يحرسها الذئاب, وتحوم فيها ليلا ثعالب عتيقة غريبة, تمشي وراء الذئاب بانتظار بقايا جـثـة منتوفة من كل جانب...
يا سوريا طفولتي وشبابي.. لا أعرفك اليوم. لا أفهم هذا السواد الذي يغلف قلوب نسائك ورجالك.
امسحوا هذه العتمة عن قلوبكم..إنزعوا هذا الخوف من أحاسيسكم .. وانزلوا إلى الشارع هاتفين :
الشعب يريد إنقاذ البلد.. الشعب يريد إنقاذ البلد.
هذا هو الهتاف الذي يستحق البقاء في كل شوارع المدن السورية...لتتراجع الدبابات إلى ثكناتها.. لتزينها النساء بالورود..
وليهدي الرجال المدنيون إلى أخوتهم وجيرانهم وأبناء بلدهم من العساكر, كأس عرق أو ليمونة أو تفاحة.. أو ليدعونهم لبيوتهم لشرب جوزة متة أو كاسة شاي (اقرق عجم) مستمعين معا إلى فيروز أو علي الديك أو مرسيل خليفة.. وبعدها ليدبكوا معا في الشوارع.. ليهتفوا معا في الشوارع, مدنيين وجنودا :
الشعب يريد إنقاذ البلد.. الشعب يريد إنقاذ البلد.. لــتــحــيــا ســـوريــا!...
أحمد بسمار مواطن حزين بلاد الحرية البعيدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كأس عرق معك
علي السوري ( 2011 / 4 / 28 - 00:24 )
عزيزي بسمار.. الشعب لا يتقاتل مع بعضه البعض مثل ثعالب جائعة. بل هو النظام الذئبي الذي يحاول افتراس هذا الشعب بعدما ظن لعقود طويلة أنه قطيع نعاج مستسلمة. هذا هو ليل الديكتاتورية ينجلي، فلا تتشاءم. انظر بتفاؤل لما يجري، فإن قيامة المسيح ظهرت في الجمعة العظيمة، السورية. لا أحد يتربص بأي طيف في سوريا؛ أكان علويا أو كرديا أو آشوريا أو ارمنيا.. إنه النظام وأبواقه من يخيفون الأقليات في سوريا الثورة اليوم، ويدّعون بأن هناك فتاوى بقتل هؤلاء ودعوات لتهميش أولئك الخ. لنكن مثقفين على مستوى الحدث؛ فهل الشعب السوري أقل من الشعوب العربية الأخرى التي ثارت وتثور اليوم ضد طغاتها؟؟ كان اعلام مبارك يقول للمسيحيين في مصر أن الاصوليين سيبيدونكم بمجرد انهيار النظام وان المذابح ستطالكم في كل مدينة وقرية.. فماذا جرى في مصر بعد انتصار الثورة؟؟ وفي ليبيا، ايضا، يستعمل القذافي حجج هيمنة القاعدة والاصوليين على ثوار بنغازي.. فهل ان الأسد يقلد القذافي بغباء شديد ويردد معه نفس الاسطوانة المشروخة؟؟ نعم، سأشرب معك كأس عرق في سوريا المحررة قريبا، سواء في اللاذقية الرائعة، أو في الشام الساحرة. تحية لك ومزيدا من التفاؤل


2 - الباكي بصمت الشجعان احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 28 - 07:24 )
وانت على تلك القمه الأعلى في هذا الوقت المفروض ان يكون ربيعياً وامامك تلك السهول الخضراء المطرزه بالنوارات
وقبل البزوغ ومع اصوات الديكه في تلك الغافيه على السفوح ومن بين زغاريد ولحن الطيور ياتيك من بعيد صوت فيروز وهي تصرح بحنان
حبيتك في الصيف حبيتك في الشتي
ستضع يديك على اذنيك لتتبين مصدر الصوتثم تندفع نازلاً وفوقك غمامة من الطيور باتجاه المصدر لتجد ان مصدره هو من اعماق فيك من تلك الجميلات السابقات التي لم تغادرك رغم البعد
لك الموده واتضامن مع احاسيسك التي لم تفصح بها بعد


3 - رد للسيد علي السوري
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 28 - 07:30 )
أشكر السيد علي السوري على براعة كلماته ورونقها. وخشيتي ليست إنفرادية أو طائفية أو حتى (بلديات), رغم تفاؤله بلقاء مفترض خيالي في اللاذقية أو في دمشق حول كأس عـرق. إنما مصير شعب بكامله.. ومصير بلد بكامله لعشرات السنين القادمة..لأن الذئاب ما زالت متربصة هائجة بداخله, وحوله وفي صالونات قصوره الغنية المزخرجة. بالإضافة يا سيد علي أن الخطر الطائفي, في بلد مكبوت مخنوق من سنين مريرة طويلة, يبقى ـ مع الأسف ـ ظاهرا أو كامنا.. وبعض الهتافات الموجهة تفجره. إذ أن غالب المطالب والمظاهرات تخرج من الجوامع وليس من الجامعات!!!...
ولك مني تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - ردي للصديق عبد الرضا حمد جاسم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 28 - 09:02 )
أترى حـقـا يا صديقي أنني لم أفصح بعد عن رأي؟.. عشرون مقال تقريبا, بأقل من شهر وترى أنني لم أفصح بعد عن رأي؟ بعد ما كل عانيته من عنف وطغيان وتهجير بأول أيام شبابي, في بلد مولدي, تريدني أن أدعو إلى العنف والقتل والتخريب, مناصرا مؤيدا هذا أو ذاك, أو حاملا قنبلة ضد كل من لا يفكر مثلي, وضد علمانيتي الراديكالية. لقد اخترت موقفي من هذه السلطة الحاكمة منذ غادرت بلدي مكرها, وفي جميع كتاباتي, بلا أي تردد.. ولكنني يا صديقي الرائع, لا أقبل قطعا أن يكون الرأي والحل طائفيين وحربجيين,بأي شكل من الأشكال, وخاصة إن كانا أخطر مما عرفنا ومارسنا وحاربنا...وخاصة لا أقبل ـ عن تجربة وحكمة وتعقل وحذر ـ أية تجزئة باندوستانية عرقية أو طائفية لبلد مولدي.. أو أي بلد آخــر!!!... وما زلت بانتظار الحل الديمقراطي العاقل الهادئ.
ولك مني دائما أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


5 - تقتلون القتيل وتمشون في جنازته
ابراهيم الحمدان ( 2011 / 4 / 28 - 11:43 )
الان تبكون ،بعد ان جيشتم وشحنتم بدائتم تبكون وتخافون ،من اوصل البلد الى هنا من غيركم يامن تحملون الكتب على ظهوركم عبء ليس الا
قف بوجه التحريض الطائفي في هذا المحور الغير ديمقراطي
واحتج على هيئة التحرير التي لا تريد الا من يسب سوريه ويشتم سوريه واي مقال اخر لا يرى النشر الا بعد عشرات المراات من التحايل وتغير العنوان


6 - رد بسيط للسيد إبراهيم الحمدان
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 28 - 12:47 )
يا سيد إبراهيم الحمدان. أعتذر لأنني لم أفهم ماذا تعني بالقسم الأول من اعتراضك.. وماذا تعني ومن تعني.
أما القسم الثاني, فأنا أؤكد لك من أنني من أول المعترضين على نظام النشر أو عدم النشر في هذا الموقع. وإني من أول المدافعين عن نشر أي تعليق مهما كانت شراسته ضد ما أكتب..لأننا هكذا نبدأ من الصفر بتعلم الديمقراطية والحرية.. وخاصة أشد ما نحتاج.. الفولتيرية.. لقاء الرأي والرأي الآخر... ولك كل تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


7 - الكريم العزيز الصديق احمد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 28 - 17:04 )
وحقك وحق كل اه مكبوته في اعمق اعماقك لم اقصد ما فهمت
كنت اقصد انني اتمناك هناك وفي ضروف جميله ظروف الحريه لسوريا وشعبها الجميل وانت قضيت ليله جميله على تلك الربوع التي تعشق هناك وانت تصحوا على صوت فيروز الذي يلم كل السوريين حيث لا يختلف عليه او معه احد لذلك اخترته بمعنى ان ذوق الناس
ثق يا صديقي الجميل قد لا ابالغ لو قلت لك انني اعرفك واعرف ما تعاني وفيّ فيك وفيك فيّ الكثير
اعتذر بشده ان تسبب ما كتبت بشيء من الأزعاج اقدم لك كبير وشديد اعتذاري
لقد تألمت كثيراً عندما قرأت ردك تالمت على تألمك مره ومرات لأنني لم اكون موفق في اختيار الكلمات
اتمنى عليك كي تريحني ان تعلن قبولك اعتذاري ولك مني المحبه والموده والتقدير والأعتزاز


8 - احساس
عبدالقادر برهان ( 2011 / 4 / 28 - 18:43 )
انه احساس عالي بالمواطنة بان ننسى خلافاتنا الشكلية لكي نحافظ على الوطن وعلى سلامة
المواطنين ,,,هذا هو ماتريد قوله يا اخ احمد فانت تؤكد للجميع ان الشعب والوطن فوق
كل تطلعاتنا الشخصية وان علينا جميعا ان نسعى الى وحدة الوطن وسلامته ,,,معك حتى
الرمق الاخير في دعوتك هذه واتمنى ان يحفظ الله الوطن وان بهدي ابناءه الى مافيه خيره وخيرهم


9 - عودة إلى السيد عبد الرضا حمد جاسم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 28 - 23:00 )
أؤكد لك من جديد هذا المساء, بأن كلماتك لم تغضبني, ولو أنها أثارت انفعالي بعض شيء, سرعان ما هـدأته إعادة قراءة ما كتبت. والنقد الإيجابي يا صديقي الغالي, ضرورة لتحريك وتفعيل حياة الديمقراطية الحقيقية وديمومتها...
أحترم رأيك.. وأفكر دائما بما تكتب..نم مطمئنا...
ولك أطيب تحياتي المسائية...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا