الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعقل ان يكون الانسان بهذا الجحود

وليد الحيالي

2004 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حكايات العراقي كثيره واوجاعه اكثر في زمان القهر المستمر.حتى اصبح المرء يعتقد بأن العراق والجروح والالم توْمان احدهما لا يستقيم الا مع الاخر. الالم والمصائب شملت كل ابناءالعراق بمختلف اديانهم وقومياتهم ومللهم ونحلهم. هذا الشعب الذي تحمل اصنافاَ من الاذلال لم يعرفه شعباَ اخرمن قبل على وجه المعموره. شارك به ليس النظام المخلوع وازلامه واقزامه وحسب. بل حتىالبلدان العربيه والاسلاميه شعوباَ وحكاما فكلهم في الساديه اسياد. واعتقد أن من عاش في هذه البلدان يتذكر كيف كان يهان العراقي ويذل، بسبب وبدونه وبحجه وبدونها. هذا النبيل الابي الذي هرب من جور النظام وظلمه ، الذي رفض الخضوع والخنوع ، وفضل الموت واقفا دون نفاق ورياءَ، يتعرض لكل هذه الالم مومناَ ان ظلم اهون وليس بالابشع . هولاء العروبيون والاسلاميون، وبخاصه من هم في دول الجوار يتعاملون مع العراقي بهذه الطريقه الجائره ليس حباَ بالنظام بل بماكان يدفعه نقداَ اوعيناَ.رغم ان الالم التي تعرض لها من بقى في الداخل لاتقل قهراَ عن من تشرد في بقاع المعموره . الا انها من نوعاَ اخر فهي دمويه بايادي عراقيه ومن تعرق من اخوه العروبه الذين تجندوا لخدمه نظام صدام مقابل الدولار، بدلاَ من تحرير الاوطان. اليوم وددت ان اكتب شيئاَ عن جروح من تشرد ولازالت لم تندمل، وجروحاَ جديده تفتقت. ان الجروح التي تعرض لها عراقي الخارج اكبر من ان توصف وبخاصه جروح المناضلين الذين قارعوا النظام المقبور منذ منتصف السبعينات من القرن المنصرم , البعض منهم قضى نحبه وهو يقارع الجلاد والاخر مات غربه بعد ان ترك وطنه و معه احلامه وذكرياته على امل العوده في زمن رحيل الدكتاتوريه الصداميه الفاشنازيه. ومنهم من سكن الجبال الموحشه .لكن ابى الجلاد الا ان يطاردهم بسمومه القاتله. والكثير ماتوا حسرتاَ من اجل زياره عراقهم في غربتهم، وجميعهم ناضلوا اعلامياَ وفكرياَ ومادياَ من اجل نصره العراق واهله. كانو ومازلو ينتظرون العوده الى احضان الوطن الحنون لترتاح الاجساد المتعبه، من غربه قاسيه جائره معذبه. .يحذوها امل ان يناديها الوطن واهله ليكافئهم على حسن مواقفهم وتضحياتهم العامه والخاصه . لكن ...؟
سقط النظام . وتصورنا اننا عائدون. وانتظرنا ان يناشدنا الوطن. ينادينا للعوده بقانون حضاري يضمن حقوقنا التي ضاعت ويعاملنا كبشر. لكن لاحد يتذكرالابناء النجباء الغيارى الهائمون على وجوههم منذ عقود. ابناء العراق والتضحيات الجسام . نداءاتنا تواصلات ونحن نصرخ انصفونا ، اعيدونا الى وطننا، الى اعملنا الى بيوتنا، لكن لامجلس الحكم ولاالحكومه الموقته تستجيب .ولا اهل يسمع ويغيث . عجباَ هل كنا جسور ليمر عليها هذا القائد وذاك الرمز حتى ولو كان من ورق. عجباَ هل كنا جيوباَ لبعض النفر الذين اكثرهم تنكر . اي جحوداَ هذا؟ .هكذا يرد الجميل؟. الغريب العجيب الكل صامت لايتكلم احزاباَ ونقابات وجمعيات حقوق الانسان ومجتمع مدني.صرخنا اعيدوا حقوقنا الرسميه والشرعيه التي نهبت من الغريب والقريب. الكل يصم اذنه وكاْن ما نكتبه ونردده حبراَ على ورق .اي قهراَ هذا وقد نكروعلينا حتى حقنا بأدلاء صوتنا لاختيار من يمثلنا. وكأن قرار حرماننا من الانتخابات اقراراَ غير مباشر بعدم عراقيتنا، هل هكذا يكاف ابناءك الابرار ياعراق. اه ياعراق، هل يعقل ان يكون البشر بهذا الجحود. احزاب سياسيه اختزلت عودتنا باعده روس قيادتها ، والاخرين جسوراَ منسيه .
ان ماتقدم حقيقه على ارض الواقع ودوافعها واسبابها عديده .لعل في مقدمتها ما يروجه ازلام النظام المخلوع من قصص وحكايات حيال ابناء العراق البرره ، ضحايا النظام الساقط بهدف تقسيم ابناء الفراتين وزياده تمزيقهم :واثاره الفتن بينهم،وجعلهم شعبين او اكثر لعل مايرددوه باستمرار من مصطلح عراقي الخارج هو مقدمه لخلق شعباَ او قوماَ بهذا المسمى. ثم هناك بعض من انظمه دول الجوار التي لها مصلحه بتمزيق العراق لابقاءه ضعيفاَ ممزقاَ تدفع باتجاه الابقاء على ابناءه الشرفاء مشردين في بقاع المعموره،لادراكهم بأن الكثير من هولاء اصحاب عقول نيره وشهادات نادره سوف يساهمون في عمليه اعاده البناء الاجتماعي والثقافي والمادي للبلد. التي طحنته الحروب ويمزقه الجهل ،وتسود فيه قوى الظلام والتخلف القادمين من الخارج ، وما تولد منه نتيجه الخوف وألياس في سنوات الظلم والقهر.ثم هناك عامل اقتصادي مهم نجم لدى عوائل المغتربين من ابناء العراق، هولاء جلهم يقدم المساعدات الماديه لعوائلهم واهلهم وقاربهم في العراق منذ سنوات الحصار الاقتصادي.وللاسف الكثير من هذه العوائل لها مصلحه ماديه ببقاء هولاء في الخارج لكي تبقى معهم المساعدات مستمره لذلك نجدهم من يروجون حيال ابناهم قصص وروايات ، ويصرون على عدم عودتهم بحجه الخوف عليهم من الارهاب والارهابين. لكن الواقع كما لمسه معظم الذين زارو وطنهم هو محاوله حجب عودتهم للمحافظه على ديمومه التدفقات الماليه القادمه من الخارج ، رغم الصعوبات الماديه الحقيقه التي يعيشها جل ابناء الخارج . والذين هم الان بحاجه لمساعده الاهل في توفير مستلزمات عودتهم واحتضانهم كجزء من رد الجميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟