الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنسيقيات واليسار المغاربي

حميد المصباحي

2011 / 4 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لقد عاش المغرب والجزائر حركية سياسية مزدوجة تراوحت بين الحركات اليسارية ’التي ناضلت طويلا من أجل انتزاع مكتسبات اجتماعية وسياسية وحقوقية مند الإستقلال وحتى والآن ولازالت متشبتة بملفاتها العالقة,غير أن مقارمة بين كل من المغرب والجزائر تتبين الأمور التالية,أولا,الجزائر لديها ثروات هائلة,مما يولد لدى المواطن الإحساس بالحيف,لكنه في الوقت نفسه يتطلع للديمقراطية بناء على كونها هي الوسيلة الوحيدة لتحصين الثروة الوطنية وحمايتها,هدا مارسخته لديه قوى اليسار الإشتراكي والديمقراطي,وحتى الحركات الثقافية,لكن نظام الحكم بالجزائريختلق رهانات سياسية جديدة لتعميق مشروعيته التي استنفدها,والمتمثلة في دعمه التاريخي للحركات التحررية,وهده حقيقة لايمكن التنكر لها إبان الحرب الباردة,لكن المواطن الجزائري ضاق درعا بهده الشعارات التي طالما استغلت في غض الطرف عن ختياراته الإقتصادية والإجتماعية في سوء تدبير المالية والثروات التي يزخر بها هدا البلد الشقيق,أما في المغرب,حيث كانت للدولة رهاناتها هي الأخرى التي استنفدت والمتمثلة في الإنضمام للسوق الأروبية ,والإستفادة من نموها والعلاقات التجارية معها,إضافة إلى المسلسل الديمقراطي,الدي سعت النخبة السياسية المغربية لتوظيفه في صراعها السياسيي بغية الإستفادة منه لتحسين وضعها الإقتصادي والرمزي,وقد كان المغرب في طريقه لأزمات خانقة,لكن انتقال السلطة السياسية من ملك إلى ملك,حول الإختناق إلى متنفس,حاولت من خلاله المعارضة فرض ديمقراطيتها التي طالما تأجلت بقبولها بما عرف بالإنتقال الديمقراطي,بحيث وصلت المعارضة إلى الحكومة,وتقلد الكثير من مناضليها مناصب الوزارة لأول مرة من تاريخهم,وجروا معهم بعض رموز اليسار الجدري,الدين غادروا الزنازن والتحقوا بالوظائف الرسمية,بالتعيينات وغيرها,وهو ما أدى إلى انفراج نسبي,مقارنة مع الجزائر التي دخلت حربا أهلية,أو شبه أهلية ضد حركات الإسلام السياسي أو الحركات الجهادية,بعد انتخابات تبين من خلالها إنكانية تحقيق الفوز بها لصالح جبهة الإنقاد الإسلامية,التي بانتصار النظام الجزائري عليها,أدرك ضرورة تقوية جبهة التحرير والأحزاب القريبة من توجهها السياسي,لكن هده الرغبة اصطدمت باختلافات عميقة مع اليسار الجزائري,المدرك لطبيعة اللعبة,وفطن إلى أن النظام الجزائري يبحث عن تحالفات ظرفية,الغاية منها تخفيف الضغط عليه لأجل الهروب إلى الأمام وربح الوقت,عكس اليسار المغربي الدي حاول تجديد قواعد اللعبة والتأثير على الفاعلين الجدد,من داخل مصدر القرار الرسمي.
في هدا السياق,وبعد تحول الحركات المدنية إلى وسيلة للتغيير من خلال تجربة كل من تونس ومصر,تحرك الشباب المغربي والجزائري,بآليات خاصة جدا رغم التشابه الظاهري,بحيث تم التركيز على هدفين أساسين,التصدي للفساد ومناهضة الإستبداد السياسي,ولأن الملفات الإجتماعية كانت حاضرة بقوة,فقد لجأت التنسيقيات بما هي تكتلات سياسية للغاضبين من نتائج التناوب في المغرب,والمستائين في الجزائر من سياسة الإنغلاق والطوق الأمني وكدا تردي الخدمات الإجتماعية في دولة بترولية,وجدت هده التنسيقيات نفسها مرغمة على التفاعل مع هده الحركة وراغبة في توجيهها سياسيا
لانتزاع مكتسبات سياسية تدعم بها أحزاب اليسار المغربي والجزائري وجودها في معترك الصراع ضد السلطة السياسية,أو تمهد بدلك للحصول على أغلبية في الإنتخابات القادمة,وهدا لايشكل عائقا أمام تطور المطالبة بالإصلاحات,لكن ما الغاية من الحديث عن حركة 20 فبراير بالمغرب واستحضار التجربة الشبابية بالجزائر؟
لاشك أن المقاربات مرتبطة بالمقارنة التوضيحية التي تتحول إلى تفسير في الكثير من الأحيان,كما أنها توضح في هده الحالة فشل رهانين متعارضين لجارين متنافسين,فجبهة التحرير الوطني في الجزائر قضت ردحا من الزمن معتقدة أن البطولات,والنضالات لازالت لها الجادبية نفسها في الوقت الراهن,وهي تجد معتقدة أن هده العملية تستقطب الشباب وعموم المواطنين,وانجرت معها حتى أحزاب اليسار,التي تعول على رمزية وجوهها القديمة إبان أيام التحرير,كما أن الدولة في المغرب أطالت الرهان على أروبا المتأزمة اقتصاديا ولم تعد لها القدرة السابقة على جر المجتمعات المتخلفة خلفها لتلتحق بركب النمو,أما أحزاب اليسار المغربي فلازالت تعتقد أن الرصيد النضالي لوجودها فاعلا,وهنا يبدو أن اليسارين معا لايدركان الوعي الحساس للشباب تجاه كل تدخل توجيهي لحركته,وهدا ما فهمته تشكيلات اليسار بكل من تونس ومصر وإلى حد ما اليمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية