الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الصدري

سعدون محسن ضمد

2011 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أخافتني كثيراً النتائج التي حصدها التيار الصدري في الانتخابات النيابية الأخيرة، والسبب أن التيار ومنذ 2003 كان عامل عدم استقرار في العملية السياسية لأنه تيار ثوري ديني ميّال للتطرف، والقطار (الثوري/ الديني) لا يسير على سكة واحدة مع عملية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، فهذه الدولة يتم بنائها وفق رؤى ومساع مصلحية أكثر منها مبدئية، مساع ورؤى تستبعد ما هو خيالي لصالح ما هو واقعي. ولا تقع هذه المساعي والرؤى ضمن أولويات التيارات الدينية الثورية، وهذا ما جعل مخاوفي مبررة جداً.
هكذا وجدت نفسي ومنذ إعلان نتائج الانتخابات وإلى الآن أراقب الحراك السياسي للصدريين بشك وريبة.. كنت أحسب أنهم ـ ومن خلال استثمار حاجة دولة القانون لأصواتهم ـ سيصرّون على أحدى الوزارات الأمنية لتصفية حساباتهم مع قادة هذه الوزارات، من جهة، ومع أعدائهم في العملية السياسية من جهة أخرى، وكنت أعتقد بأنهم سيلتهمون الأمانة العامة لمجلس الوزراء وصولاً لخلق رئيس وزراء أكثر خضوعاً لأولوياتهم، وكنت أعتقد بأنهم سيكررون تجربة حزب الله اللبناني، الذي يلجأ إلى السلاح كلما وجد أن مسار الديمقراطية لا يَصُب بصالحه. وهكذا كانت لدي اعتقادات وسيناريوهات كثيرة. لكن ما فاجأني منذ إرهاصات تشكيل الحكومة وإلى الآن أن سلوك هذا التيار أكثر اتزاناً وهدوءا من سلوك بقية الأحزاب والكيانات ذات التجارب العريقة في الاشتغال السياسي. فهذه الأخيرة بدت أكثر منه وسعياً وراء المناصب وأقل منه حكمة في حسم الخلافات والنجاح بتحقيق المكاسب، لا بل يبدوا لمن يقرأ التركيبة البرلمانية/ الحكومية ويمعن النظر في مباحثات تشكيلها أن الصدريين أكثر الفرقاء حصاداً!! فإذا أضفنا إلى هذه الملاحظات سعي التيار وراء رئاسة لجنة النزاهة في البرلمان وتحشيدهم للرأي العام ضد الفساد والسياسيين (الكبار) المتورطين به، يصبح لزاماً علينا إعادة قراءة موقف الصدريين من العملية السياسية وما يمكن أن يمثلوه لها.
ما أريد أن أقوله أن بين الصدريين ـ وباعتبارهم تيار ديني (بملامح) متطرفة ـ وبين التيارات العلمانية أو اللبرالية/ الديمقراطية مساحة واسعة تملأها المخاوف والشكوك، فهل أن أداء التيار، الذي يبدوا عليه إلى الآن أنه يسعى للاتزان وتفهم تعقيدات التجربتة السياسية، سينجح بإطفاء هذه الشكوك والمخاوف؟ وفي حال أن هذه المخاوف أطفئت فهل ستكون هناك فرصة لعقد شراكة بين الجانبين تقصي التيارات الدينية التي فشلت إلى الآن بتقديم أي منجز سياسي أو خدمي للمجتمع؟
لا أريد أن أكون متفائلاً أكثر مما يجب بالتيار الصدري، فهو بالنسبة لي يبقى تياراً دينياً أميل للتطرف منه إلى الاعتدال، وهذا ما يشعرني ـ والكثيرين من أمثالي ـ بالقلق من صعود حظوظه في البرلمان والحكومة. لكنني مع ذلك لا أريد أن أسيئ الضن بهم بالاستناد فقط لتجربتهم السابقة وأغض النظر عن كل ضمانات حسن النية التي يسعون لتقديمها والتأكيد عليها. عليه أعتقد أن لديهم فرصة للنجاح بكسب الثقة خاصة وأن أكثر كوادرهم من الشباب الساعي للتعلم من الأخطاء، ما يجعلهم أقوى من منافسيهم، وأكثر منهم قدرة على الانسجام مع اشتراطات المرحلة وتقلباتها، وتقديم تجربة أكثر نضوجاً وانفتاحاً على الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عناصر مخابرات صدام
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 4 / 28 - 16:29 )
صديقي سعدون تحية لك
التيار الصدري هو ولادة غير شرعية للتعاون المسخ بين الصدر الثاني وصدام الفاشي حيث كلاهما كان يلعب على الاخر والنتيجة ان اغلبية قادة التيار الصدري هم من عناصر مخابرات صدام الذين كانوا يدرسون عند الصدر الثاني كطلاب حوزة
مع المودة


2 - برز ألثعلب يوماً في لباس ألخاشعينا .
ماجد جمال الدين ( 2011 / 4 / 28 - 16:57 )
ألأخ ألعزيز سعدون
ما يسمى ألتيار ألصدري أغلب قادته ألميدانيين هم من البعثيين الذين إستبدلوا ألزيتوني بسواد ألعمامة واللحية الكثة ليخدعوا الجماهير الجاهلة والغوغاء بإثارة العواطف ألدينية في حين هم يسيطرون فعليا كعصابات مافيوية على كل ألمرافق ألإقتصادية ألأقرب إلى حياة هذه ألجماهير ، ومن جهة أخرى يمتلكون من ألأسلحة ما يستطيعون به ليس فقط ألتهديد بل وإثارة حرب أهلية ومجازر فعلية كما سنوات قريبة مضت . وانا بصراحة لا أثق بأنهم يملكون ذكاءا أو حنكة سياسية لبرنامج مستقبلي ، بل كل ما آراه هو دهاء ألساسة وأجهزة ألمخابرات في إيران ألذين يستخدمون التيار ألصدري كدمى فاعلة لهم على ألملعب ألسياسي ألعراقي بعد أن إحترقت تقريبا أوراق جماعة الحكيم ومنظمة بدر . لذا أعتقد أن إمكانية تعاون الليبراليين وألعلمانيين مع هذا ألتيار حتى في القضايا ألآنية كالنشاطات ألجماهيرية ألمطلبية هو رهان خاسر ، ناهيك عن ألرهانات على مستقبل مثل هذ ألتعاون .
تحياتي


3 - لايملكون القرار
احمد الجوراني ( 2011 / 4 / 28 - 19:46 )
سيدي العزيز
كوادرهم الشباب لايملكون اي قرار ولايستطيعون تحريك اي فردمن قواعدهم
انما القراربيدسيدهم مقتدى


4 - الى ماجد جمال الدين
سليم مهدي قاسم ( 2011 / 4 / 29 - 08:43 )
الاخ ماجد جمال الدين
انا مع ذهب اليه الاخ سعدون ضمد في مقالته من ان التيار الصدري يتعلم من اخطائه الماضية ، وانه يحاول الامساك بمركب السياسة بدل العنف ،
واريد ان اعرج هنا على ما ذكرته انت ، فقد ذكرت بان التيار الصدري بعثيون وهو صنيعة صدام ثم في موقع اخر ذكرت بانهم يتحركون مثلما تريد ايران ، وهذا التقييم بعيد عن المنطق والحقيقة
انت مثل من يقول : ايران تساعد السعودية لاحتلال البحرين وانها ارسلت اليها اسلحة لقتل الشعب البحريني ..
النطق العلقلي يقول : ان القاعدة من البعثيين والصديين من ايران
وخلاف ذلك فهو مجرد عبث


5 - أمر واقع
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 4 / 30 - 09:13 )
الصديقان: جاسم الزيرجاوي وماجد جمال الدين، تحياتي لكما صديقي، لن اعلق على اتهام الصدريين بالبعثية والمخابراتية.. لكن أريد أن أقول أننا أمام خياران: الأول: ان يسلك التيار سلوكاً متطرفاً يسعى فيه لفرض اجندة اكثر تشددا مع خيارات الدولة المدنية مستخدما اصواته في البرلمان، وهنا سنكون مضطرين لخوض حرب لا تبدوا فيها حظوظنا (كديمقراطيين) في البرلمان وفي الشارع جيدة.. والخيار الثاني، أن يسعى التيار الصدري للانسجام التدرجي مع الخيارات المدنية، وهنا اما أن نتعامل بلا مبالات مع الموضوع، أو نستثمره وفق رؤية براغماتية مدروسة، وهذه الخيارات مطروحة على مائدة التيارات الديمقراطية كامر واقع.. تحياتي


6 - التاثير النسبي
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 4 / 30 - 09:21 )
الصديق احمد الجوراني، صحيح ولكن لهؤلاء الشباب القدرة (نسبياً) على التأثير بالقيادة العليا، كما يبدوا لي، وإلا كيف تمكنوا من حصد جميع الاصوات الفائضة من قائمة التحالف، وفق عملية رياضية/ دعائية يبدوا عليها أنها مدروسة بذكاء، اكيد هذه العملية لم تكن من بنات أفكار قائد التيار وحده!

الصديق سليم مهدى، شكرا لك صديقي على ابداء رايك وتقبل تحياتي.


7 - الغاء التيارات المتطرفة هو الحل
ابتسام يوسف الطاهر ( 2011 / 10 / 1 - 03:54 )
لاجديد في موضوعة ان التيار الصدري هو البديل لفدائيي صدام ولا خلاف ان الكثير من المتخلفين انضموا لصفوفهم بشكل اعمى . الحل باعتقادي هو تغيير قانون الاحزاب والانتخابات ليكون بمستوى منطقي وموضوعي، ليكون الخطوة الاولى نحو دولة قوية غير مهزوزة او مفككة ليتم بعدها فصل الدين عن السياسة ووضع ركائز لدولة علمانية ترعى شؤون كل مواطنيها بغض النظر عن دينهم وقوميتهم. القانون فوق الجميع


8 - دماء الابرياء
فؤاد ( 2011 / 12 / 30 - 03:24 )
الى الاخ العزيز محسن ضمد بعد التحية والسلام من المسائل عن دماء الابرياء بعد رحيل النظام المقبور ظننا سوف تحل عقدة الدماء ولانرى دمعة يتيم بعد اليوم فأين هذا الضن من التيار الصدري انتقدوا الطاغية وما فعلوه كان اكثر بشاعة منه وكما قال القائل التيار الصدري بيض وجه الطاغيةالله الله في الانسان الله الله في شعبكمالله الله في دينكم ومع الاسف صبغ الاسلام بلون الدماءفلا تلوموا من يتردد في دينكم او ينكر رسالتكم واعلمواان قضية الدماء لاتولد الاالدماءفلأجتهاد بلانسانية اولى لكم من الاجتهاد بغيره واصلح الله اموركم

اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من