الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية أرغانة و20 فبراير: التحد المستقبلي

يوسف المساتي

2011 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


صباح يوم الخميس 28 أبريل 2011 تناقلت وسائل الإعلام المغربية خبر انفجار مقهى بمراكش أسفر عن العديد من القتلى والجرحى، بداية لا بد أن نعبر عن إدانتنا الشديدة لهذا الفعل الإجرامي، كما نتقدم بأحر التعازي إلى أسر الضحايا الذين جرحوا أو قتلوا في هذا الانفجار الذي يطرح أسئلة عديدة، بدءا بالتوقيت الذي جاء فيه وصولا إلى المستفيد منه؟؟ فهل من الممكن أن نربطها بالأحداث التي يشهدها العالم العربي، والتطورات المتلاحقة التي يشهدها المغرب؟؟ أم من الممكن أن نربطها بتيار السلفية الجهادية؟ خاصة في ظل خروج العديد من أفراده خلال العفو الأخير؟ هل من الممكن أن تكون عملية انتقامية لما تعرض له أفرادها من تعذيب واضطهاد؟ أم هل ثمة أطراف أخرى وراء هذه العملية؟؟
لقد جاءت هذه العملية في سياق مغربي يتميز بهبة شعبية في وجه لوبيات الفساد، وبتحول الحركة مؤيدة بكافة القوى الشعبية، إلى المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وإعادة التحقيق مع بعضهم ومحاكمة المتورطين منهم محاكمات عادلة، كما لقيت هذه الدعوة استجابة جزئية من طرف الملك محمد السادس، الذي أصدر أمره بالعفو عن العديد من المعتقلين السياسيين والمتهمين فيما يعرف بالإرهاب أو السلفية الجهادية، وعلى رأسهم المعتقلين فيما يعرف بخلية بلعيرج.
لقد فتح هذا العفو شهية المجتمع المدني على المزيد، وبدأ المغرب يعرف حراكا كبيرا في هذا المجال، وصلت أصداؤه إلى قبة البرلمان، وتناسلت شهادات ضحايا التعذيب والاعتقال القسري والاختطافات، وطفت قضية معتقل تمارة إلى الواجهة، وأصبح إغلاقه من بين أهم الشعارات في المظاهرات التي تشهدها جل مدن المغرب. في خضم هذه الظرفية تأتي هذه العملية والتي تجعلنا نستحضر العمليات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، والتي جاءت في مناخ كان متسما آنذاك بانفتاح كبير، ونقاش حقوقي واسع، لينطلق منذ تلك اللحظة مسلسل التراجعات الإصلاحية.
هناك إذا خيط رابط ما بين الانفجاريين، أو على الأصح جهة ما تستهدف المغرب خلال لحظات الانفتاح السياسي، فهل من الممكن أن يكون تيار السلفية الجهادية هو من ورائها؟؟ في اعتقادنا الشخصي أن هذا الأمر يظل مستبعدا لسبب بسيط جدا وهو أن تيار السلفية الجهادية استفاد ويستفيد بشكل مهم من الحراك الاجتماعي الذي يشهده المغرب، ومن البلاهة أن يقوم بعملية كهذه تخدم مصلحة أعدائه بشكل كبير.
إن عملية الانفجار في اعتقادنا الشخصي تتعدى مجرد تفجير انتحاري ولكنها محاولة لنسف الحراك الذي يعرفه المغرب، تحركها جهات ما تخاف من مما يشهده المغرب، وتعرف أن عمرها أصبح قصيرا في خضم هذا الحراك الشعبي، من هنا إذا على حركة 20 فبراير وعلى كل القوى الحية في البلاد التجند لعدم تكرار مسلسل ما بعد 16 ماي، ان انفجار مراكش تحد حقيقي في وجه الحركات المنتفضة ضد الفساد في المغرب،هذا الفساد الذي لا وطن ولا هوية ولا انتماء ولا مرجعية له عدا المصالح الشخصية، إن هذه العملية تستوجب الوقوف في وجه أي خرق لحقوق الإنسان، وأي محاولة للتراجع عما تحقق وسيتحقق من إصلاحات.
عملية مراكش: التحد الأول فلنكن في مستوى اللحظة التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح تزامنا مع تواصل المفاوضا


.. -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو




.. غالانت: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل استعادة الرهائن ولكن إ


.. الرئيس الإيراني: المفاوضات هي الحل في الملف النووي لكننا سنل




.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكدان مواصلة العمل بات