الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!

جمال الخرسان

2011 / 4 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


المتابعون للشأن السياسي من سوء حظهم انهم يتعاطون مع معطيات واحداث في معظمها ازمات وكوارث وارقام للضحايا الابرياء! اضافة الى رصد اللعب غير النضيف الذي اصبح عادة سيئة تلاصق الطبقة السياسية في العالم الثالث والعراق بطبيعة الحال جزء لايتجزأ من ذلك العالم الذي لازال يراوح مكانه، لابل الاحداث في العراق في بعض الاحيان تكون اكثر ايلاما مما يحدث في البلدان الاخرى! لاجل ذلك لابد من البحث عن محطات للاستراحة والتقاط الانفاس تمنحك مزيدا من الامل والمتعة في عمر لن يعاش الا مرة واحدة. شخصيا اعتبر الساحرة المستديرة متعة للترويح عن النفس وامتاع النظر بما تجود به مهارات اللاعبين ويضفي على متعة مباريات كرة القدم جمالية اكثر ما يتوفر اليوم من امكانيات فنية وتكنلوجية متطورة جدا تشد الناظرين بعد ان اصبحت كرة القدم هالة اعلامية واقتصادية من الوزن الثقيل.
في ذات السياق كان هذا الموسم الكروي حافلا بالندية والاثارة يكفي انه شهد ويشهد ست مناسبات كروية بين فريق العاصمة الاسبانية مدريد وبين فريق مدينة برشلونا مركز مقاطعة كاتونيا الاسبانية. مرة في كاس الملك ومرتين في الدوري الاسباني ومرتين في دوري ابطال اوروبا ومرة سادسة في كاس السوبر الاسباني. وهذه حالة لاتتكرر الا نادرا وفقا لتأكيدات المختصين في هذا المجال. كمشاهد كروي يسعدني ذلك الحدث الاستثنائي ولكن السياسة لها رأي آخر اذ انها لن تترك حدثا من هذا النوع الا وتحشر انفها فيه. فوجدتني امام حدث سياسي كروي مثير للجدل!
لكتلونيا كما هو الحال مع اقليم الباسك نزعة انفصالية على مرأى ومسمع الجميع، ولايخفي تلك النزعة مساهمة الكتلان ضمن المنتخب الاسباني في احراز كاس العالم 2010 حينما فازوا في المباراة النهائية على هولندا بهدف انييستا الكتلوني. تتضح تلك النزعة الانفصالية عن اسبانيا في جيمع المباريات التي يستضيفها الملعب المهيب في كاتلونيا ملعب الكامب نو الذي يتسع لقرابة المـائة الف متفرج حيث ترفع لافتة كبيرة تؤكد للمرة الالف بأن ( كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا ). وهذا ما دعاهم لرفض طلب الاتحاد الاسباني لكرة القدم بان يستضيف ملعب نادي برشلونه مباراة ودية للفريق الاسباني مع الفرق الاخرى. اضف لذلك ان رئيس مجلس إدارة نادي "برشلونة" السابق، خوان لابورتا، اسس حزباً سياسياً جديداً (التضامن الكاتالوني من أجل الاستقلال) يهدف الى انفصال اقليم كاتلونيا الذي يتمتع بالحكم الذاتي. الدعوات الانفصالية المذكورة اضافة الى كثير لم يذكر تعود اسبابها الى الاحتقان السياسي المتوارث بين برشلونا ومدريد والذي يعود الى الثلاثينات من القرن الماضي حينما قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري في 18/7/1936 ضد حكم الجبهة الشعبية التي تتكون من حكم الديمقراطيين والاشتراكيين وقد قاومت الجمهورية الإسبانية الثانية هذا الانقلاب مما ادى الى نشوب الحرب الاهلية الاسبانية التي استمرت لثلاثة اعوام ( 1936- 1939). وقد بلغ عدد القتلى فيها مئات الآلاف من البشر. لقد قام الجنرال الفاشي المذكور بممارسات بشعة ضد المناهضين له في اسبانيا وخصوصا في اقليم كاتلونيا، حيث أمر فرانكو باغتيال جوزيب سونول رئيس نادي برشلونة ونفى معظم لاعبي الفريق الى فرنسا والمكسيك بالإضافة إلى قصف مقر النادي بالطائرات عام 1936. وفي عام 1940 قام فرانكو بتعيين رئيس من اتباعه لنادي برشلونه وقام بتغيير اسم النادي. فرانكو يصب جام غضبه بين حين وآخر على كاتلونيا لانها في قناعته ( مستوطنة للمجرمين والاشرار )! لذلك وغيره يعد برشلونة رمزا للهوية القطالونية والكفاح المتواصل للاقليم من أجل الاعتراف باستقلاله ضد الحكومة المركزية الموجودة في العاصمة والتي يمثلها ريال مدريد النادي المفضل للملوك والمقرب منهم، وكلما انتصر نادي برشلونه شعر الكتلانيون بزهو الانتصار السياسي وثأروا من الاسبان. ذلك التاريخ السياسي المؤلم جعل من اللقاءات الكروية بين عاصمة كاتلونيا ومدريد مناسبة لفتح ملفات الماضي البغيض. هكذا قفزت السياسة مرة اخرى في مجال كرة القدم رغم اني حاولت الهروب من مشاكساتها، فهل هي هيمنة السياسة على كرة القدم ام ان العالم اصبح ممتزجا ببعضه ومتداخلا الى هذا الحد! !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ 33 في المنامة|


.. أردوغان: لا توجد مشاكل غير قابلة للحل بين تركيا واليونان| #م




.. رئيسة مقدونيا تشعل خلافًا دبلوماسيًا مع اليونان بسبب كلمة..


.. تفجير مسجد ومدرسة بواسطة مسّيرة إسرائيلية في قطاع غزة




.. نائب وزير الخارجية الأمريكي: هناك خلافات بين الولايات المتحد