الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفض خطة شارون والتصدي لها معيار حاسم لنجاح الحوار الوطني الفلسطيني

بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني

2004 / 10 / 27
القضية الفلسطينية


هناك جديد في الظروف التي يمكن ان يستأنف في ظلها الحوار الوطني الفلسطيني، وهذا الجديد هو خطة شارون التي ستدخل في مرحلة من التصديقات الرسمية والتنفيذية في المؤسسات الاسرائيلية الحكومية والجيش والكنيست، ولدى المؤسسات الدولية كالرباعية والبنك الدولي التي انخرطت في التعامل مع هذه الخطة باعتبارها الخطة العملية المطروحة لاحراز تغيير على الوضع القائم.

لقد حلت خطة شارون محل خارطة الطريق، وما الحديث عن محاولة التوفيق بينهما الا اسم رمزا للتعبير عن اخضاع خارطة الطريق لخطة شارون وكمحاولة للتأقلم معها.

ان هذه الصيغة للتعامل مع خطة شارون قد تكون لها اعتباراتها بالنسبة للاطراف الدولية والخارجية، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لاطراف الحركة الوطنية الفلسطينية، واعتبارات المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، فالمضمون الجوهري لخطة شارون، تؤكده الممارسات الملموسة على الارض، حيث يجري تنفيذ سياسة الارض المحروقة في قطاع غزة وتوسيع العدوان والاستيطان وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وابقاء السلطة الفلسطينية مشلولة وضعيفة ورهينة، في ظل رفض اسرائيل التفاوض معها، بينما تقوم اسرائيل بالتشاور حول تنفيذ خطتها مع كافة الاطراف الاخرى.

لقد آن الاوان على الصعيدين الفلسطيني والعربي للتوقف عن اعتبار خطة شارون بما تتضمنه من الانسحاب او اعادة الانتشار من قطاع غزة، انجازا، وللنظر اليها بوصفها واحدة من اخطر المشاريع الاستراتيجية الاسرائيلية لضرب امكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ووحدة اراضيها، وللالتفاف على قرارات الشرعية الدولية، ولضرب التمثيل الفلسطيني والعودة الى سياسة عدم التفاوض مع ممثلي الشعب الفلسطيني، ولتوسيع التناقضات بين صفوفه.
ولكل ذلك فان المعيار الحاسم لنجاح الحوار الفلسطيني يتلخص من الناحية الموضوعية، في كيفية توحيد العمل لمجابهة خطة شارون وافشال اهدافها، وفي المقدمة من ذلك رفض مبدأ الحل من طرف اسرائيل، ورفض عملية التجزئة في الحل بين القطاع والضفة الغربية، ومواجهة محاولة منح الشرعية الدولية لذلك من خلال بعض الصيغ المقدمة للتعامل مع مشروع الفصل الاسرائيلي بما فيها في لجنة التوجيه الدولية، وفي مقابل ذلك التمسك بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تتعامل مع الاراضي الفلسطينية المحتلة كوحدة واحدة، وبصيغة التمثيل الفلسطيني كتعبير عن الهوية المستقلة للشعب الفلسطيني مع الاستعداد لاصلاح الثغرات الداخلية التي اعترضت ذلك.

ان القبول الفلسطيني بالمساحة وبالدور وبالكيفية التي قررتها له حكومة شارون وفقا لخطتها الاحادية مهما كانت الضغوط، انما يعني ضمان قبول وتطويع اطراف دولية مختلفة، تحاول ولو بخجل وصعوبة الحفاظ على بعض بقايا خارطة الطريق في وجه الضغوط الامريكية المتزايدة.

ان المطلوب في عملية شد الحبل السياسي الكبيرة، الجارية الآن عدم الاظهار ان الساحة الفلسطينية قد انتظمت وترتبت في المقاعد المخصصة لها من خطة شارون، بل اظهار نواقص هذه الخطة وعدم قدرتها على تحقيق الاستقرار والسلام، الامر الذي يلزم القوى الفلسطينية برفضها والتصدي لها، وبدعوة الاطراف الدولية الى عدم قبول هذه الخطة كآلية للخروج من الوضع الراهن، بل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية باعتبارها الاساس الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

هذه هي الرسالة الاهم التي يجب ان يتمخض عنها الحوار الفلسطيني الذي تدعمه القاهرة بقوة، وعلى اساس ذلك فقط يمكن مواجهة السياسة الاسرائيلية التي تتعمد افشال اية محاولة جادة لوقف العنف، والتي تستفيد احسن استفادة من دعم الادارة الامريكية، ومن محدودية التحركات السياسية في وقت اشغال الفراغ الناجم عن عملية الانتخابات الامريكية.

* منسق المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة